صفحة جزء
[ ص: 84 ] كفح

كفح : المكافحة : مصادفة الوجه بالوجه مفاجأة . كفحه كفحا وكافحه مكافحة وكفاحا : لقيه مواجهة . ولقيه كفحا ومكافحة وكفاحا أي مواجهة ، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل ؛ قال ابن سيده : وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره ، وأنشد الأزهري في كتابه :


أعاذل ! من تكتب له النار يلقها كفاحا ومن يكتب له الخلد يسعد



والمكافحة في الحرب : المضاربة تلقاء الوجوه . وفي الحديث أنه قال لحسان : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عن رسول الله المكافحة : المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ، ويروى نافحت ، وهو بمعناه . وكفحه بالعصا كفحا : ضربه بها . الفراء : أكفحته بالعصا أي ضربته ، بالحاء . وقال شمر : كفخته بالخاء المعجمة . قال الأزهري : كفحته بالعصا والسيف إذا ضربته مواجهة ، صحيح . وكفخته بالعصا إذا ضربته لا غير . وكفح عنه كفحا : جبن . وأكفحته عني أي رددته وجنبته عن الإقدام علي . الجوهري : كافحوهم إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره . والكفيح : الكفؤ . والمكافح : المباشر بنفسه . وفلان يكافح الأمور إذا باشرها بنفسه . وفي حديث جابر : إن الله كلم أباك كفاحا أي : مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول . وأكفح الدابة إكفاحا : تلقى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه ، وهو من قولهم لقيته كفاحا أي استقبلته كفة كفة . وكفحها باللجام كفحا : جذبها . وتقول في التقبيل . كافحها كفاحا قبلها غفلة وجاها . وكفح المرأة يكفحها وكافحها : قبلها غفلة . وفي الحديث : إني لأكفحها وأنا صائم أي أواجهها بالقبلة . وكافحته أي قبلته ؛ قال الأزهري : وفي حديث أبي هريرة أنه سئل : أتقبل وأنت صائم ؟ فقال : نعم وأكفحها أي أتمكن من تقبيلها وأستوفيه من غير اختلاس ، من المكافحة وهي مصادفة الوجه ، وبعضهم يرويه : وأقحفها ؛ قال أبو عبيد : فمن رواه وأكفحها أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد ، وكل من واجهته ولقيته كفة كفة ، فقد كافحته كفاحا ومكافحة ؛ قال ابن الرقاع :


يكافح لوحات الهواجر بالضحى     مكافحة للمنخرين وللفم



قال : ومن رواه : وأقحفها أراد شرب الريق من قحف الرجل ما في الإناء إذا شرب ما فيه . وكفيح المرأة : زوجها ، وهو من ذلك . وكفحته كفحا : كلوحته . وتكفحت السمائم أنفسها : كفح بعضها بعضا ؛ قال جندل بن المثنى الحارثي :


فرج عنها ، حلق الرتائج     تكفح السمائم الأواجج



أراد الأواج ففك التضعيف للضرورة ؛ وكقوله :


تشكو الوجى من أظلل وأظلل



أراد من أظل وأظل . ابن شميل في تفسير قوله : أعطيت محمدا كفاحا أي كثيرا من الأشياء في الدنيا والآخرة . وفي النوادر : كفحة من الناس وكثحة أي جماعة ليست بكثيرة . وكفح الشيء وكثحه : كشف عنه غطاءه ككشحه . والأكفح : الأسود .

التالي السابق


الخدمات العلمية