صفحة جزء
كنف

كنف : الكنف والكنفة : ناحية الشيء ، وناحيتا كل شيء كنفاه ، والجمع أكناف . وبنو فلان يكنفون بني فلان أي هم نزول في ناحيتهم . وكنف الرجل : حضنه يعني العضدين والصدر . وأكناف الجبل والوادي : نواحيه حيث تنضم إليه ، الواحد كنف . والكنف : الجانب والناحية ، بالتحريك . وفي حديث جرير - رضي الله عنه : قال له أين منزلك ؟ قال : بأكناف بيشة أي نواحيها . وفي حديث الإفك : ما كشفت من كنف أنثى ؛ يجوز أن يكون بالكسر من الكنف ، وبالفتح من الكنف . وكنفا الإنسان : جانباه وكنفاه ناحيتاه عن يمينه وشماله ، وهما حضناه . وكنف الله : رحمته . واذهب في كنف الله وحفظه أي في كلاءته وحرزه وحفظه ، يكنفه بالكلاءة وحسن الولاية . وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في النجوى : يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ؛ قال ابن المبارك : يعني يستره ، وقيل : يرحمه ويلطف به ، وقال ابن شميل : يضع الله عليه كنفه أي رحمته وبره وهو تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة . وفي حديث أبي وائل - رضي الله عنه : نشر الله كنفه على المسلم يوم القيامة هكذا ، وتعطف بيده وكمه . وكنفه عن الشيء : حجزه عنه . وكنف الرجل يكنفه وتكنفه واكتنفه : جعله في كنفه . وتكنفوه واكتنفوه : أحاطوا به ، والتكنيف مثله . يقال : صلاء مكنف أي أحيط به من جوانبه . وفي حديث الدعاء : مضوا على شاكلتهم مكانفين أي يكنف بعضهم بعضا . وفي حديث يحيى بن يعمر : فاكتنفته أنا وصاحبي أي أحطنا به من جانبيه . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : فتكنفه الناس . وكنفه يكنفه كنفا وأكنفه : حفظه وأعانه ، الأخيرة عن اللحياني . وقال ابن الأعرابي : كنفه ضمه إليه وجعله في عياله . وفلان يعيش في كنف فلان أي في ظله . وأكنفت الرجل إذا أعنته ، فهو مكنف . الجوهري : كنفت الرجل أكنفه أي حطته وصنته ، وكنفت بالرجل إذا قمت به وجعلته في كنفك . والمكانفة : المعاونة . وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه : قال له رجل : ألا أكون لك صاحبا أكنف راعيك وأقتبس منك ؟ أي أعينه وأكون إلى جانبه وأجعله في كنف . وأكنفه : أتاه في حاجة فقام له بها وأعانه عليها . وكنفا الطائر : جناحاه . وأكنفه الصيد والطير : أعانه على [ ص: 121 ] تصيدها ، وهو من ذلك . ويدعى على الإنسان فيقال : لا تكنفه من الله كانفة أي لا تحفظه . الليث : يقال للإنسان المخذول لا تكنفه من الله كانفة أي لا تحجزه . وانهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أو العسكر أي موضع يلجؤون إليه ، ولم يفسره ابن الأعرابي ، وفي التهذيب : فما كان لهم كانفة دون العسكر أي حاجر يحجز عنهم العدو . وتكنف الشيء واكتنفه : صار حواليه . وتكنفوه من كل جانب أي احتوشوه . وناقة كنوف : وهي التي إذا أصابها البرد اكتنفت في أكناف الإبل تستتر بها من البرد . قال ابن سيده : والكنوف من النوق التي تبرك في كنفة الإبل لتقي نفسها من الريح والبرد ، وقد اكتنفت ، وقيل : الكنوف التي تبرك ناحية من الإبل تستقبل الريح لصحتها . واطلب ناقتك في كنف الإبل أي في ناحيتها . وكنفة الإبل : ناحيتها . قال أبو عبيدة : يقال ناقة كنوف تبرك في كنفة الإبل مثل القذور إلا أنها لا تستبعد كما تستبعد القذور . وحكى أبو زيد : شاة كنفاء أي حدباء . وحكى ابن بري ناقة كنوف تبيت في كنف الإبل أي ناحيتها ؛ وأنشد :


إذا استثار كنوفا خلت ما بركت عليه يندف ، في حافاته العطب



والمكانف : التي تبرك من وراء الإبل ؛ كلاهما عن ابن الأعرابي . والكنفان : الجناحان ؛ قال :


سقطان من كنفي نعام جافل



وكل ما ستر ، فقد كنف . والكنيف : الترس لستره ، ويوصف به فيقال : ترس كنيف ، ومنه قيل للمذهب كنيف ، وكل ساتر كنيف ؛ قال لبيد :


حريما حين لم يمنع حريما     سيوفهم ولا الحجف الكنيف



والكنيف : الساتر . وفي حديث علي - كرم الله وجهه : ولا يكن للمسلمين كانفة أي ساترة ، والهاء للمبالغة . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها : شققن أكنف مروطهن فاختمرن به أي أسترها وأصفقها ، ويروى بالثاء المثلثة ، وقد تقدم . والكنيف : حظيرة من خشب أو شجر تتخذ للإبل ، زاد الأزهري : وللغنم تقول منه : كنفت الإبل أكنف وأكنف . واكتنف القوم إذا اتخذوا كنيفا لإبلهم . وفي حديث النخعي : لا تؤخذ في الصدقة كنوف ، قال : هي الشاة القاصية التي لا تمشي مع الغنم ، ولعله أراد لإتعابها المصدق باعتزالها عن الغنم ، فهي كالمشيعة المنهي عنها في الأضاحي ، وقيل : ناقة كنوف إذا أصابها البرد فهي تستتر بالإبل . ابن سيده : والكنيف حظيرة من خشب أو شجر تتخذ للإبل لتقيها الريح والبرد ، سمي بذلك لأنه يكنفها أي يسترها ويقيها ؛ قال الراجز :


تبيت بين الزرب والكنيف



والجمع كنف ؛ قال :


لما تآزينا إلى دفء الكنف



وكنف الكنيف يكنفه كنفا وكنوفا : عمله . وكنفت الدار أكنفها : اتخذت لها كنيفا . وكنف الإبل والغنم يكنفها كنفا : عمل لها كنيفا . وكنف لإبله كنيفا : اتخذه لها ؛ عن اللحياني . وكنف الكيال يكنف كنفا حسنا : وهو أن يجعل يديه على رأس القفيز يمسك بهما الطعام ؛ يقال : كله كيلا غير مكنوف . وتكنف القوم بالغثاث : وذلك أن تموت غنمهم هزالا فيحظروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بقين فتسترها من الرياح . واكتنف كنيفا : اتخذه . وكنف القوم : حبسوا أموالهم من أزل وتضييق عليهم . والكنيف : الكنة تشرع فوق باب الدار . وكنف الدار يكنفها كنفا : اتخذ لها كنيفا . والكنيف : الخلاء ، وكله راجع إلى الستر ، وأهل العراق يسمون ما أشرعوا من أعالي دورهم كنيفا ، واشتقاق اسم الكنيف كأنه كنف في أستر النواحي ، والحظيرة تسمى كنيفا لأنها تكنف الإبل أي تسترها من البرد ، فعيل بمعنى فاعل . وفي حديث أبي بكر حين استخلف عمر - رضي الله عنهما : أنه أشرف من كنيف فكلمهم أي من سترة ؛ وكل ما ستر من بناء أو حظيرة ، فهو كنيف ، وفي حديث ابن مالك والأكوع :


تبيت بين الزرب والكنيف



أي الموضع الذي يكنفها ويسترها . والكنف : الزنفليجة يكون فيها أداة الراعي ومتاعه ، وهو أيضا وعاء طويل يكون فيه متاع التجار وأسقاطهم ؛ ومنه قول عمر في عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما : كنيف ملئ علما أي أنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أداته ، وتصغيره على جهة المدح له ، وهو تصغير تعظيم للكنف كقول حباب بن المنذر : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ؛ شبه عمر قلب ابن مسعود بكنف الراعي لأن فيه مبراته ومقصه وشفرته ففيه كل ما يريد ؛ هكذا قلب ابن مسعود قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه الناس من العلوم ، وقيل : الكنف وعاء يجعل فيه الصائغ أدواته ، وقيل : الكنف الوعاء الذي يكنف ما جعل فيه أي يحفظه . والكنف أيضا : مثل العيبة ؛ عن اللحياني . يقال : جاء فلان بكنف فيه متاع ، وهو مثل العيبة . وفي الحديث : أنه توضأ فأدخل يده في الإناء فكنفها وضرب بالماء وجهه أي جمعها وجعلها كالكنف وهو الوعاء . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : أنه أعطى عياضا كنف الراعي أي وعاءه الذي يجعل فيه آلته . وفي حديث ابن عمرو وزوجته - رضي الله عنهم : لم يفتش لنا كنفا ؛ قال ابن الأثير : لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها ؛ قال : وأكثر ما يروى بفتح الكاف والنون من الكنف ، وهو الجانب ، يعني أنه لم يقربها . وكنف الرجل عن الشيء : عدل ؛ قال القطامي :


فصالوا وصلنا واتقونا بماكر     ليعلم ما فينا عن البيع كانف



قال الأصمعي : ويروى كاتف ؛ قال : أظن ذلك ظنا ؛ قال ابن بري : والذي في شعره :


ليعلم هل منا عن البيع كانف



قال : ويعني بالماكر الحمار أي له مكر وخديعة . وكنيف وكانف ومكنف ، بضم الميم وكسر النون : أسماء . ومكنف بن زيد الخيل [ ص: 122 ] كان له غناء في الردة مع خالد بن الوليد ، وهو الذي فتح الري ، وأبو حماد الراوية من سبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية