صفحة جزء
كهن

كهن : الكاهن : معروف . كهن له يكهن ويكهن وكهن كهانة وتكهن تكهنا وتكهينا ، الأخير نادر : قضى له بالغيب . الأزهري : قلما يقال إلا تكهن الرجل . غيره : كهن كهانة مثل كتب يكتب كتابة إذا تكهن ، وكهن كهانة إذا صار كاهنا . ورجل كاهن من قوم كهنة وكهان ، وحرفته الكهانة . وفي الحديث : نهى عن حلوان الكاهن قال : الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار ، وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما ، فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئيا يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ، وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما . وما كان فلان كاهنا ولقد كهن . وفي الحديث : من أتى كاهنا أو عرافا فقد كفر بما أنزل على محمد أي من صدقهم . ويقال : كهن لهم إذا قال لهم قول الكهنة . قال الأزهري : وكانت الكهانة في العرب قبل مبعث سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما بعث نبيا وحرست السماء بالشهب ومنعت الجن والشياطين من استراق السمع وإلقائه إلى الكهنة بطل علم الكهانة ، وأزهق الله أباطيل الكهان بالفرقان الذي فرق الله - عز وجل - به بين الحق والباطل ، وأطلع الله سبحانه نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالوحي على ما شاء من علم الغيوب التي عجزت الكهنة عن الإحاطة به ، فلا كهانة اليوم بحمد الله ومنه وإغنائه بالتنزيل عنها . قال ابن الأثير : وقوله في الحديث : من أتى كاهنا يشتمل على إتيان الكاهن والعراف والمنجم . وفي حديث الجنين : إنما هذا من إخوان الكهان ؛ إنما قال له ذلك من أجل سجعه الذي سجع ، ولم يعبه بمجرد السجع دون ما تضمن سجعه من الباطل ، فإنه قال : كيف ندي من لا أكل ولا شرب ولا استهل ومثل ذلك يطل ، وإنما ضرب المثل بالكهان لأنهم كانوا يروجون أقاويلهم الباطلة بأسجاع تروق السامعين ، ويستميلون بها القلوب ، ويستصغون إليها الأسماع ، فأما إذا وضع السجع في مواضعه من الكلام فلا ذم فيه ، وكيف يذم وقد جاء في كلام سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ، وقد تكرر ذكره في الحديث مفردا وجمعا واسما وفعلا . وفي الحديث : إن الشياطين كانت تسترق السمع في الجاهلية وتلقيه إلى الكهنة ، فتزيد فيه ما تزيد وتقبله الكفار منهم . والكاهن أيضا في كلام العرب : الذي يقوم بأمر الرجل ويسعى في حاجته والقيام بأسبابه وأمر حزانته . والكاهنان : حيان . الأزهري : يقال لقريظة والنضير الكاهنان ، وهما قبيلا اليهود بالمدينة ، وهم أهل كتاب وفهم وعلم . وفي حديث مرفوع : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن قراءة لا يقرأ أحد قراءته ، قيل : إنه محمد بن كعب القرظي وكان من أولادهم ، والعرب تسمي كل من يتعاطى علما دقيقا كاهنا ، ومنهم من كان يسمي المنجم والطبيب كاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية