صفحة جزء
لبس

لبس : اللبس ، بالضم : مصدر قولك لبست الثوب ألبس ، واللبس ، بالفتح : مصدر قولك لبست عليه الأمر ألبس خلطت . واللباس : ما يلبس ، وكذلك الملبس واللبس ، بالكسر ، مثله . ابن سيده : لبس الثوب يلبسه لبسا وألبسه إياه ، وألبس عليك ثوبك . وثوب لبيس إذا كثر لبسه ، وقيل : قد لبس فأخلق ، وكذلك ملحفة لبيس ، بغير هاء ، والجمع لبس ; وكذلك المزادة ، وجمعها لبائس ; قال الكميت يصف الثور والكلاب :


تعهدها بالطعن ، حتى كأنما يشق بروقيه المزاد اللبائسا

يعني التي قد استعملت حتى أخلقت ، فهو أطوع للشق والخرق . ودار لبيس : على التشبيه بالثوب الملبوس الخلق ; قال :


دار لليلى خلق لبيس     ليس بها من أهلها أنيس

وحبل لبيس : مستعمل ; عن أبي حنيفة . ورجل لبيس : ذو لباس ، على التشبيه حكاه سيبويه . ولبوس : كثير اللباس . واللبوس : ما يلبس ; وأنشد ابن السكيت لبيهس الفزاري ، وكان بيهس هذا قتل له ستة إخوة هو سابعهم لما أغارت عليهم أشجع ، وإنما تركوا بيهسا لأنه كان يحمق فتركوه احتقارا له ، ثم إنه مر يوما على نسوة من قومه وهن يصلحن امرأة يردن أن يهدينها لبعض من قتل إخوته ، فكشف ثوبه عن استه وغطى رأسه فقلن له : ويلك أي شيء تصنع ؟ فقال :


البس لكل حالة لبوسها :     إما نعيمها وإما بوسها

واللبوس : الثياب والسلاح . مذكر ; فإن ذهبت به إلى الدرع أنثت . وقال الله تعالى : وعلمناه صنعة لبوس لكم ; قالوا : هي الدرع تلبس في الحروب . ولبس الهودج : ما عليه من الثياب . يقال : كشفت عن الهودج لبسه ، وكذلك لبس الكعبة ، وهو ما عليها من اللباس ; قال حميد بن ثور يصف فرسا خدمته جواري الحي :


فلما كشفن اللبس عنه مسحنه     بأطراف طفل ، زان غيلا موشما

وإنه لحسن اللبسة واللباس . واللبسة : حالة من حالات اللبس ، ولبست الثوب لبسة واحدة . وفي الحديث : أنه نهى عن لبستين ، هي بكسر اللام ، الهيئة والحالة ; وروي بالضم على المصدر ; قال ابن الأثير : والأول الوجه . ولباس النور : أكمته . ولباس كل شيء : غشاؤه . ولباس الرجل : امرأته ، وزوجها لباسها . وقوله تعالى في النساء : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ; أي مثل اللباس ; قال الزجاج : قد قيل فيه غير ما قول قيل : المعنى تعانقونهن ويعانقنكم ; وقيل : كل فريق منكم يسكن إلى صاحبه ويلابسه ، كما قال تعالى : وجعل منها زوجها ليسكن إليها . والعرب تسمي المرأة لباسا وإزارا ; قال الجعدي يصف امرأة :


إذا ما الضجيع ثنى عطفها     تثنت فكانت عليه لباسا

ويقال : لبست امرأة أي تمتعت بها زمانا ، ولبست قوما أي تمليت بهم دهرا ; وقال الجعدي : لبست أناسا فأفنيتهم ، وأفنيت بعد أناس أناسا ، ويقال : لبست فلانة عمري أي كانت معي شبابي كله . وتلبس حب فلانة بدمي ولحمي أي اختلط . وقوله تعالى : الذي جعل لكم الليل لباسا ; أي تسكنون فيه ، وهو مشتمل عليكم . وقال أبو إسحاق في قوله تعالى : فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ; جاعوا حتى أكلوا الوبر بالدم ، وبلغ منهم الجوع الحال التي لا غاية بعدها ، فضرب اللباس لما نالهم مثلا لاشتماله على لابسه . ولباس التقوى : الحياء ; هكذا جاء في التفسير ; ويقال : الغليظ الخشن القصير . وألبست الأرض : غطاها النبت . وألبست الشيء ، بالألف ، إذا غطيته . يقال : ألبس السماء السحاب إذا غطاها . ويقال : الحرة : الأرض التي لبستها حجارة سود . أبو عمرو : يقال للشيء إذا غطاه كله ألبسه ، ولا يكون لبسه ، كقولهم ألبسنا الليل ، وألبس السماء السحاب ، ولا يكون لبسنا الليل ولا لبس السماء السحاب . ويقال : هذه أرض ألبستها حجارة سود أي غطتها . والدجن : أن يلبس الغيم السماء . والملبس : كاللباس . وفي فلان [ ص: 162 ] ملبس أي مستمتع . قال أبو زيد : يقال إن في فلان لملبسا أي ليس به كبر ، ويقال : كبر ، ويقال : ليس لفلان لبيس أي ليس له مثل . وقال أبو مالك : هو من الملابسة ، وهي المخالطة . وجاء لابسا أذنيه أي متغافلا ، وقد لبس له أذنه عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


لبست لغالب أذني حتى     أراد لقومه أن يأكلوني

يقول : تغافلت له حتى أطمع قومه في . واللبس اللبس : اختلاط الأمر . لبس عليه الأمر يلبسه لبسا فالتبس إذا خلطه عليه حتى لا يعرف جهته . وفي المولد والمبعث : فجاء الملك فشق عن قلبه ، قال : فخفت أن يكون قد التبس بي أي خولطت في عقلي ، من قولك في رأيه لبس أي اختلاط ، ويقال للمجنون : مخالط . والتبس عليه الأمر أي اختلط واشتبه . والتلبيس : كالتدليس والتخليط ، شدد للمبالغة ، ورجل لباس ولا تقل ملبس . وفي حديث جابر : لما نزل قوله تعالى : أو يلبسكم شيعا ; اللبس : الخلط . يقال : لبست الأمر ، بالفتح ، ألبسه إذا خلطت بعضه ببعض ، أي يجعلكم فرقا مختلفين ; ومنه الحديث : فلبس عليه صلاته . والحديث الآخر : من لبس على نفسه لبسا ، كله بالتخفيف ; قال : وربما شدد للتكثير ، ومنه حديث ابن صياد : فلبسني أي جعلني ألتبس في أمره ، والحديث الآخر : لبس عليه . وتلبس بي الأمر : اختلط وتعلق ; وأنشد أبو حنيفة :


تلبس حبها بدمي ولحمي     تلبس عطفة بفروع ضال

وتلبس بالأمر وبالثوب . ولابست الأمر : خالطته . وفيه لبس ولبسة أي التباس . وفي التنزيل العزيز : وللبسنا عليهم ما يلبسون ; يقال : لبست الأمر على القوم ألبسه لبسا إذا شبهته عليهم وجعلته مشكلا ، وكان رؤساء الكفار يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : هلا أنزل إلينا ملك ؟ قال الله تعالى : ولو أنزلنا ملكا فرأوه ; يعني الملك ، رجلا لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منه . ومن أمثالهم : أعرض ثوب الملتبس إذا سألته عن أمر فلم يبينه لك . وفي التهذيب : أعرض ثوب الملبس ; يضرب هذا المثل لمن اتسعت قرفته أي كثر من يتهمه فيما سرقه . والملبس : الذي يلبسك ويجللك . والملبس : الليل بعينه كما تقول إزار ومئزر ولحاف وملحف ; ومن قال الملبس أراد ثوب اللبس كما قال :


وبعد المشيب طول عمر وملبسا

وروي عن الأصمعي في تفسير هذا المثل قال : ويقال ذلك للرجل ، يقال له : ممن أنت ؟ فيقول : من مضر أو من ربيعة أو من اليمن أي عممت ولم تخص . واللبس : اختلاط الظلام . وفي الحديث : لبسة ، بالضم ، أي شبهة ليس بواضح . وفي الحديث : فيأكل فما يتلبس بيده طعام أي لا يلزق به لنظافة أكله ; ومنه الحديث : ذهب ولم يتلبس منها بشيء يعني من الدنيا . وفي كلامه لبوسة ولبوسة أي أنه ملتبس ; عن اللحياني . ولبس الشيء : التبس ، وهو من باب :


قد بين الصبح لذي عينين

ولابس الرجل الأمر : خالطه . ولابست فلانا : عرفت باطنه . وما في فلان ملبس أي مستمتع . ورجل لبيس : أحمق . الليث : اللبسة بقلة ; قال الأزهري : لا أعرف اللبسة في البقول ولم أسمع بها لغير الليث .

التالي السابق


الخدمات العلمية