صفحة جزء
لغز

لغز : ألغز الكلام وألغز فيه : عمى مراده وأضمره على خلاف ما أظهره . واللغيزى ، بتشديد الغين ، مثل اللغز ، والياء ليست للتصغير لأن ياء التصغير لا تكون رابعة ، وإنما هي بمنزلة خضارى للزرع ، وشقارى نبت . واللغز واللغز واللغز : ما ألغز من كلام فشبه معناه ؛ مثل قول الشاعر أنشده الفراء :


ولما رأيت النسر عز ابن دأية وعشش في وكريه جاشت له نفسي



أراد بالنسر الشيب شبهه به لبياضه ، وشبه الشباب بابن دأية ، وهو الغراب الأسود ؛ لأن شعر الشباب أسود . واللغز : الكلام الملبس . وقد ألغز في كلامه يلغز إلغازا إذا ورى فيه وعرض ليخفى ، والجمع ألغاز مثل رطب وأرطاب . واللغز واللغز واللغز واللغيزى والإلغاز ، كله : حفرة يحفرها اليربوع في جحره تحت الأرض ، وقيل : هو جحر الضب والفأر واليربوع بين القاصعاء والنافقاء ، سمي بذلك لأن هذه الدواب تحفره مستقيما إلى أسفل ، ثم تعدل عن يمينه وشماله عروضا تعترضها تعميه ليخفى مكانه بذلك الإلغاز ، والجمع ألغاز ، وهو الأصل في اللغز . واللغيزى واللغيزاء والألغوزة : كاللغز . يقال : ألغز اليربوع إلغازا فيحفر في جانب منه طريقا ويحفر في الجانب الآخر طريقا ، وكذلك في الجانب الثالث والرابع ، فإذا طلبه البدوي بعصاه [ ص: 212 ] من جانب نفق من الجانب الآخر . ابن الأعرابي : اللغز الحفر الملتوي . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه مر بعلقمة بن القعواء يبايع أعرابيا يلغز له في اليمين ، ويرى الأعرابي أنه قد حلف له ، ويرى علقمة أنه لم يحلف ، فقال له عمر : ما هذه اليمين اللغيزاء ؟ اللغيزاء ، ممدود : من اللغز ، وهي جحرة اليربوع تكون ذات جهتين يدخل من جهة ويخرج من أخرى فاستعير لمعاريض الكلام وملاحته . قال ابن الأثير : وقال الزمخشري : اللغيزى مثقلة الغين ، جاء بها سيبويه في كتابه مع الخليطى ، وهي في كتاب الأزهري مخففة ؛ قال : وحقها أن تكون تحقير المثقلة كما يقال في سكيت إنه تحقير سكيت ، والألغاز : طرق تلتوي وتشكل على سالكها . وابن ألغز : رجل . وفي المثل : فلان أنكح من ابن ألغز ، وكان رجلا أوتي حظا من الباه وبسطة في الغشية ، فضربته العرب مثلا في هذا الباب في باب التشبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية