صفحة جزء
لقط

لقط : اللقط : أخذ الشيء من الأرض ، لقطه يلقطه لقطا والتقطه : أخذه من الأرض . يقال : لكل ساقطة لاقطة أي لكل ما ندر من الكلام من يسمعها ويذيعها . ولاقطة الحصى : قانصة الطير يجتمع فيها الحصى . والعرب تقول : إن عندك ديكا يلتقط الحصى ، يقال ذلك للنمام . الليث : إذا التقط الكلام لنميمة قلت لقيطى خليطى ، حكاية لفعله . قال الليث : واللقطة ، بتسكين القاف ، اسم الشيء الذي تجده ملقى فتأخذه ، وكذلك المنبوذ من الصبيان لقطة ، وأما اللقطة ، بفتح القاف ، فهو الرجل اللقاط يتبع اللقطات يلتقطها ؛ قال ابن بري : وهذا هو الصواب لأن الفعلة للمفعول كالضحكة ، والفعلة للفاعل كالضحكة ؛ قال : ويدل على صحة ذلك قول الكميت :


ألقطة هدهد وجنود أنثى مبرشمة ألحمي تأكلونا



( لقطة ) منادى مضاف ، وكذلك ( جنود أنثى ) وجعلهم بذلك النهاية في الدناءة لأن الهدهد يأكل العذرة ، وجعلهم يدينون لامرأة . ومبرشمة : حال من المنادى . والبرشمة : إدامة النظر ، وذلك من شدة الغيظ ، قال : وكذلك التخمة ، بالسكون ، هو الصحيح ، والنخبة ، بالتحريك ، نادر كما أن اللقطة ، بالتحريك ، نادر ، قال الأزهري : وكلام العرب الفصحاء غير ما قال الليث في اللقطة واللقطة ، وروى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمر قالا : هي اللقطة والقصعة والنفقة مثقلات كلها ، قال : وهذا قول حذاق النحويين لم أسمع لقطة لغير الليث ، وهكذا رواه المحدثون عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن اللقطة فقال : احفظ عفاصها ووكاءها . وأما الصبي المنبوذ يجده إنسان فهو اللقيط عند العرب ، فعيل بمعنى مفعول ، والذي يأخذ الصبي أو الشيء الساقط يقال له : الملتقط . وفي الحديث : المرأة تحوز ثلاثة مواريث : عتيقها ولقيطها وولدها الذي لاعنت عنه ، اللقيط الطفل الذي يوجد مرميا على الطرق لا يعرف أبوه ولا أمه ، وهو في قول عامة الفقهاء حر لا ولاء عليه لأحد ولا يرثه ملتقطه ، وذهب بعض أهل العلم إلى العمل بهذا الحديث على ضعفه عند أكثر أهل النقل . ويقال للذي يلقط السنابل إذا حصد الزرع ووخز الرطب من العذق : لاقط ولقاط ولقاطة . وأما اللقاطة فهو ما كان ساقطا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه . وفي حديث مكة : ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ، وقد تكرر ذكرها في الحديث ، وهي بضم اللام وفتح القاف ، اسم المال الملقوط أي الموجود . والالتقاط : أن تعثر على الشيء من غير قصد وطلب ؛ وقال بعضهم : هي اسم الملتقط كالضحكة والهمزة كما قدمناه ، فأما المال الملقوط فهو بسكون القاف ، قال : والأول وأكثر وأصح . ابن الأثير : واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن يعرفها سنة ثم يتملكها بعد السنة بشرط الضمان لصاحبها إذا وجده ، فأما مكة ، صانها الله تعالى ، ففي لقطتها خلاف ، فقيل : إنها كسائر البلاد ، وقيل : لا ، لهذا الحديث ، والمراد بالإنشاد الدوام عليه ، وإلا فلا فائدة لتخصيصها بالإنشاد ، واختار أبو عبيد أنه ليس يحل للملتقط الانتفاع بها وليس له إلا الإنشاد ، وقال الأزهري : فرق بقوله هذا بين لقطة الحرم ولقطة سائر البلاد ، فإن لقطة غيرها إذا عرفت سنة حل الانتفاع بها ، وجعل لقطة الحرم حراما على ملتقطها والانتفاع بها وإن طال تعريفه لها ، وحكم أنها لا تحل لأحد إلا بنية تعريفها ما عاش ، فأما أن يأخذها وهو ينوي تعريفها سنة ثم ينتفع بها كلقطة غيرها فلا ، وشيء لقيط وملقوط . واللقيط : المنبوذ يلتقط لأنه يلقط ، والأنثى لقيطة ؛ قال العنبري :


لو كنت من مازن لم تستبح إبلي     بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا



والاسم : اللقاط . وبنو اللقيطة : سموا بذلك لأن أمهم ، زعموا ، التقطها حذيفة بن بدر في جوار قد أضرت بهن السنة فضمها إليه ، ثم أعجبته فخطبها إلى أبيها فتزوجها . واللقطة واللقطة واللقاطة : ما التقط . واللقط ، بالتحريك : ما التقط من الشيء . وكل نثارة من سنبل أو ثمر لقط ، والواحدة لقطة . يقال : لقطنا اليوم لقطا كثيرا ، وفي هذا المكان لقط من المرتع أي شيء منه قليل . واللقاطة : ما التقط من كرب النخل بعد الصرام . ولقط السنبل : الذي يلتقطه الناس ، وكذلك لقاط السنبل ، بالضم . واللقاط : السنبل الذي تخطئه المناجل تلتقطه الناس ؛ حكاه أبو حنيفة ، واللقاط : اسم لذلك الفعل كالحصاد والحصاد . وفي الأرض لقط للمال أي مرعى ليس بكثير ، والجمع ألقاط . والألقاط الفرق من الناس القليل ، وقيل : هم الأوباش . واللقط : نبات سهلي ينبت في الصيف والقيظ في ديار عقيل يشبه الخطر والمكرة إلا أن اللقط تشتد خضرته وارتفاعه ، واحدته لقطة . أبو مالك : اللقطة واللقط الجمع ، وهي بقلة تتبعها الدواب فتأكلها لطيبها ، وربما انتتفها الرجل فناولها بعيره ، وهي بقول كثيرة يجمعها اللقط . واللقط قطع الذهب الملتقط يوجد في المعدن . الليث : اللقط قطع ذهب أو فضة أمثال الشذر وأعظم في المعادن ، وهو أجوده . ويقال : ذهب لقط . وتلقط فلان التمر أي التقطه من هاهنا وهاهنا . واللقيطى : الملتقط للأخبار . واللقيطى شبه حكاية إذا رأيته كثير الالتقاط للقاطات تعيبه بذلك . اللحياني : داري بلقاط دار فلان وطواره أي بحذائها . أبو عبيد : الملاقطة في سير الفرس أن يأخذ التقريب بقوائمه جميعا . الأصمعي : أصبحت مراعينا ملاقط من الجدب إذا كانت يابسة لا كلأ فيها ؛ وأنشد :


تمشي وجل المرتعى ملاقط     والدندن البالي وحمض حانط



واللقيطة واللاقطة : الرجل الساقط الرذل المهين ، والمرأة كذلك . تقول : إنه لسقيط لقيط وإنه لساقط لاقط وإنه لسقيطة لقيطة ، وإذا [ ص: 223 ] أفردوا للرجل قالوا : إنه لسقيط . واللاقط الرفاء واللاقط العبد المعتق ، والماقط عبد اللاقط ، والساقط عبد الماقط . الفراء : اللقط الرفو المقارب ، يقال : ثوب لقيط ، ويقال : القط ثوبك أي ارفأه ، وكذلك نمل ثوبك . ومن أمثالهم : أصيد القنفذ أم لقطة ؛ يضرب مثلا للرجل الفقير يستغني في ساعة . قال شمر : سمعت حميرية تقول لكلمة أعدتها عليها : قد لقطتها بالملقاط أي كتبتها بالقلم . ولقيته التقاطا إذا لقيته من غير أن ترجوه أو تحتسبه ؛ قال نقادة الأسدي :


ومنهل وردته التقاطا     لم ألق إذ وردته فراطا
إلا الحمام الورق والغطاطا



وقال سيبويه : التقاطا أي فجأة وهو من المصادر التي وقعت أحوالا نحو جاء ركضا . ووردت الماء والشيء التقاطا إذا هجمت عليه بغتة ولم تحتسبه . وحكى ابن الأعرابي : لقيته لقاطا مواجهة . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أن رجلا من تميم التقط شبكة فطلب أن يجعلها له ؛ الشبكة الآبار القريبة الماء ، والتقاطها عثوره عليها من غير طلب . ويقال في النداء خاصة : يا ملقطان ، والأنثى يا ملقطانة ، كأنهم أرادوا يا لاقط . وفي التهذيب : تقول يا ملقطان تعني به الفسل الأحمق . واللاقط : المولى . ولقط الثوب لقطا : رقعه . ولقيط : اسم رجل . وبنو ملقط : حيان .

التالي السابق


الخدمات العلمية