صفحة جزء
[ تأق ]

تأق : التأق : شدة الامتلاء . ابن سيده : تئق السقاء يتأق تأقا ، فهو تئق : امتلأ ، وأتأقه هو إتآقا . وفي حديث علي : أتأق الحياض بمواتحه ، وقال النابغة :


ينضحن نضح المزاد الوفر أتأقها شد الرواة بماء ، غير مشروب .



ماء غير مشروب : يعني العرق ، أراد ينضحن بماء غير مشروب نضح المزاد الوفر . ورجل تئق : ملآن غيظا أو حزنا أو سرورا ، وقيل : هو الضيق الخلق ، وقيل : تئق إذا امتلأ حزنا وكاد يبكي . أبو عمرو : التأقة شدة الغضب والسرعة إلى الشر ، والمأق شدة البكاء . ومهر تئق : سريع . وأتأق القوس : شد نزعها وأغرق فيها السهم . وفرس تئق : نشيط ممتلئ جريا ، أنشد ابن الأعرابي :


وأريحيا عضبا وذا خصل     مخلولق المتن سابحا تئقا .



أريحي : منسوب إلى أريح ، أرض باليمن ، إياها عنى الهذلي بقوله :


فلوت عنه سيوف أريح ، إذ     باء بكفي ، فلم أكد أجد .



وقد تئق تأقا ، وتئق الصبي وغيره تأقا وتأقة ، عن اللحياني ، فهو تئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء . ومن كلام أم تأبط شرا أو غيرها : ولا أبته تئقا . أبو عمرو : التأقة ، بالتحريك ، شدة الغضب والسرعة إلى الشر ، وهو يتأق وبه تأقة ، وفي مثل للعرب : أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق ؟ قال اللحياني : قيل : معناه أنت ضيق وأنا خفيف فكيف نتفق ، قال : وقال بعضهم : أنت سريع الغضب وأنا سريع البكاء فكيف نتفق ، وقال أعرابي من عامر : أنت غضبان وأنا غضبان فكيف نتفق ؟ الأصمعي : في هذا المثل تقول العرب : أنا تئق وأخي مئق فكيف نتفق ، يقول : أنا ممتلئ من الغيظ والحزن وأخي سريع البكاء فلا يقع بيننا وفاق . وقال الأصمعي : التئق السريع إلى الشر والمئق السريع البكاء ، ويقال : الممتلئ من الغضب ، وقال الأصمعي : هو الحديد ، قال عدي بن زيد يصف كلبا :


أصمع الكعبين مهضوم الحشا     سرطم اللحيين معاج تئق .



والمتأق أيضا : الحاد ، قال زهير بن مسعود الضبي يصف فرسا :


ضافي السبيب أسيل الخد مشترف [ ص: 208 ]     حابي الضلوع شديد أسره تئق .



الأصمعي : وتئق الرجل إذا امتلأ غضبا وغيظا ، ومئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء قبل أن يبكي ، وقال الأصمعي في قول رؤبة :


كأنما عولتها ، من التأق     عولة ثكلى ولولت بعد المأق .



والمأق : نشيج البكاء أيضا ، والتأق : الامتلاء . والمأق : نشيج البكاء الذي كأنه نفس يقلعه من صدره . وقال أبو الجراح : التئق الملآن شبعا وريا ، والمئق الغضبان ، وقيل : التئق هنا الممتلئ حزنا ، وقيل : النشيط ، وقيل : السيئ الخلق . وفي حديث السراط : فيمر الرجل كشد الفرس التئق الجواد أي : الممتلئ نشاطا .

التالي السابق


الخدمات العلمية