صفحة جزء
ليل

ليل : الليل : عقيب النهار ومبدؤه من غروب الشمس . التهذيب : الليل ضد النهار والليل ظلام الليل والنهار الضياء ، فإذا أفردت أحدهما من الآخر قلت ليلة ويوم ، وتصغير ليلة لييلية ، أخرجوا الياء الأخيرة مخرجها في الليالي ، يقول بعضهم : إنما كان أصل تأسيس بنائها ليلا مقصور ، وقال الفراء : ليلة كانت في الأصل ليلية ، ولذلك صغرت لييلية ، ومثلها الكيكة البيضة كانت في الأصل كيكية ، وجمعها الكياكي . أبو الهيثم : النهار اسم وهو ضد الليل ، والنهار اسم لكل يوم ، والليل اسم لكل ليلة ، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان ، إنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أيام ، وضد اليوم ليلة وجمعها ليال ، وكان الواحد ليلاة في الأصل ، يدل على ذلك جمعهم إياها الليالي وتصغيرهم إياها لييلية ، قال : وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نهر ؛ وقال دريد بن الصمة :


وغارة بين اليوم والليل فلتة تداركتها وحدي بسيد عمرد



فقال : بين اليوم والليل ، وكان حقه بين اليوم والليلة لأن الليلة ضد اليوم واليوم ضد الليلة ، وإنما الليلة ضد النهار كأنه قال بين النهار وبين الليل ، والعرب تستجيز في كلامها : تعالى النهار ، في معنى تعالى اليوم . قال ابن سيده : فأما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه ليل ، وهم يريدون ليل طويل ، فإنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها ، واحدته ليلة والجمع ليال على غير قياس ، توهموا واحدته ليلاة ، ونظيره ملامح ونحوها مما حكاه سيبويه ، وتصغيرها لييلية ، شذ التحقير كما شذ التكسير ؛ هذا مذهب سيبويه في كل ذلك ، وحكى ابن الأعرابي ليلاة ؛ وأنشد :


في كل يوم ما وكل ليلاه     حتى يقول كل راء إذ راه
يا ويحه من جمل ما أشقاه



وحكى الكسائي : ليايل جمع ليلة ، وهو شاذ ؛ وأنشد ابن بري للكميت :


جمعتك والبدر بن عائشة الذي     أضاءت به مسحنككات الليايل



الجوهري : الليل واحد بمعنى جمع ، وواحده ليلة مثل تمرة وتمر ، وقد جمع على ليال فزادوا فيه الياء على غير قياس ، قال : ونظيره أهل وأهال ، ويقال : كأن الأصل فيها ليلاة فحذفت . واللين : الليل [ ص: 268 ] على البدل ؛ حكاه يعقوب ؛ وأنشد :


بنات وطاء على خد اللين     لا يشتكين عملا ما أنقين
ما دام مخ في سلامى أو عين



قال ابن سيده : هكذا أنشده يعقوب في البدل ورواه غيره :


بنات وطاء على خد الليل     لأم من لم يتخذهن الويل



وليلة ليلاء وليلى : طويلة شديدة صعبة ، وقيل : هي أشد ليالي الشهر ظلمة ، وبه سميت المرأة ليلى ، وقيل : الليلاء ليلة ثلاثين ، وليل أليل ولائل ومليل كذلك ، قال : وأظنهم أرادوا بمليل الكثرة كأنهم توهموا ليل أي ضعف ليالي ؛ قال عمرو بن شأس :


وكان مجود كالجلاميد بعدما     مضى نصف ليل بعد ليل مليل



التهذيب : الليث تقول العرب هذه ليلة ليلاء إذا اشتدت ظلمتها ، وليل أليل . وأنشد للكميت : وليلهم الأليل ؛ قال : وهذا في ضرورة الشعر وأما في الكلام فليلاء . وليل أليل : شديد الظلمة ؛ قال الفرزدق :


قالوا : وخاثره يرد عليهم     والليل مختلط الغياطل أليل



وليل أليل : مثل يوم أيوم . وألال القوم وأليلوا : دخلوا في الليل . ولايلته ملايلة وليالا : استأجرته لليلة ؛ عن اللحياني . وعامله ملايلة : من الليل : كما تقول مياومة من اليوم . النضر : أليلت صرت في الليل ؛ وقال في قوله :


لست بليلي ولكني نهر



يقول : أسير بالنهار ولا أستطيع سرى الليل . قال : وإلى نصف النهار تقول فعلت الليلة ، وإذا زالت الشمس قلت فعلت البارحة لليلة التي قد مضت . أبو زيد : العرب تقول رأيت الليلة في منامي مذ غدوة إلى زوال الشمس ، فإذا زالت قالوا رأيت البارحة في منامي ، قال : ويقال تقدم الإبل هذه الليلة التي في السماء إنما تعني أقرب الليالي من يومك ، وهي الليلة التي تليه . وقال أبو مالك : الهلال في هذه الليلة التي في السماء يعني الليلة التي تدخلها ، يتكلم بهذا في النهار . ابن السكيت : يقال لليلة ثمان وعشرين الدعجاء ، ولليلة تسع وعشرين الدهماء ، ولليلة الثلاثين الليلاء ، وذلك أظلمها وليلة ليلاء أنشد ابن بري :


كم ليلة ليلاء ملبسة الدجى     أفق السماء سريت غير مهيب



والليل : الذكر والأنثى جميعا من الحبارى ، ويقال : هو فرخهما ، وكذلك فرخ الكروان ؛ وقول الفرزدق :


والشيب ينهض في الشباب كأنه     ليل يصيح بجانبيه نهار



قيل : عنى بالليل فرخ الكروان أو الحبارى ، وبالنهار فرخ القطاة ، فحكي ذلك ليونس فقال : الليل ليلكم والنهار نهاركم هذا . الجوهري : وذكر قوم أن الليل ولد الكروان ، والنهار ولد الحبارى ، قال : وقد جاء ذلك في بعض الأشعار ، قال : وذكر الأصمعي في كتاب الفرق النهار ولم يذكر الليل ؛ قال ابن بري : الشعر الذي عناه الجوهري بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأشعار هو قول الشاعر :


أكلت النهار بنصف النهار     وليلا أكلت بليل بهيم



وأم ليلى : الخمر السوداء ؛ عن أبي حنيفة . التهذيب : وأم ليلى الخمر ، ولم يقيدها بلون ، قال : وليلى هي النشوة . وهو ابتداء السكر . وحرة ليلى : معروفة في البادية وهي إحدى الحرار . وليلى : من أسماء النساء ؛ قال الجوهري : هو اسم امرأة ، والجمع ليالي ؛ قال الراجز :


لم أر في صواحب النعال     اللابسات البدن الحوالي
شبها لليلى خيرة الليالي



قال ابن بري : يقال ليلى من أسماء الخمرة ، وبها سميت المرأة ؛ قال : وقال الجوهري وجمعه ليالي ، قال : وصوابه والجمع ليال . ويقال للمضعف والمحمق : أبو ليلى . قال الأخفش علي بن سليمان : الذي صح عنده أن معاوية بن يزيد كان يكنى أبا ليلى ؛ وقد قال ابن همام السلولي :


إني أرى فتنة تغلي مراجلها     والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا



قال : ويحكى أن معاوية هذا لما دفن قام مروان بن الحكم على قبره ثم قال : أتدرون من دفنتم ؟ قالوا : معاوية ! فقال : هذا أبو ليلى ؛ فقال أزنم الفزاري :


لا تخدعن بآباء ونسبتها     فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا



وقال المدايني : يقال إن القرشي إذا كان ضعيفا يقال أبو ليلى ، وإنما ضعف معاوية لأن ولايته كانت ثلاثة أشهر ؛ قال : وأما عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فيقال له أبو ليلى لأن له ابنة يقال لها ليلى ، ولما قتل قال بعض الناس :


إني أرى فتنة تغلي مراجلها     والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا



قال : ويقال أبو ليلى أيضا كنية الذكر ؛ قال نوفل بن ضمرة الضمري :


إذا ما ليلي ادجوجى رماني     أبو ليلى بمخزية وعار



وليل وليلى : موضعان ؛ وقول النابغة :


: ما اضطرك الحرز من ليلى إلى برد     تختاره معقلا عن جش أعيار



يروى : من ليل ومن ليلى .

التالي السابق


الخدمات العلمية