صفحة جزء
مجج

مجج : مج الشراب والشيء من فيه يمجه مجا ومج به : رماه ، قال ربيعة بن الجحدر الهذلي :


وطعنة خلس ، قد طعنت ، مرشة يمج بها عرق ، من الجوف ، قالس

أراد يمج بدمها وخص بعضهم به الماء ، قال الشاعر :


ويدعو ببرد الماء ، وهو بلاؤه     وإن ما سقوه الماء ، مج وغرغرا

هذا يصف رجلا به الكلب ، والكلب إذا نظر إلى الماء تخيل له فيه ما يكرهه ; فلم يشربه . ومج بريقه يمجه إذا لفظه . وانمجت نقطة من القلم : ترششت . وشيخ ماج : يمج ريقه ولا يستطيع حبسه من كثره . وما بقي في الإناء إلا مجة أي قدر ما يمج . والمجاج : ما مجه من فيه . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من الدلو حسوة ماء فمجها في بئر ففاضت بالماء الرواء . شمر : مج الماء من الفم صبه من فمه قريبا أو بعيدا ، وقد مجه ، وكذلك إذا مج لعابه ، وقيل : لا يكون مجا حتى يباعد به . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - قال في المضمضة للصائم : لا يمجه ولكن يشربه ; فإن أوله خيره ، أراد المضمضة عند الإفطار أي لا يلقيه من فيه فيذهب خلوفه ، ومنه حديث أنس : فمجه في فيه ، وفي حديث محمود بن الربيع : عقلت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجة مجها في بئر لنا ، والأرض إذا كانت ريا من الندى فهي تمج الماء مجا . وفي حديث الحسن - رضي الله عنه - : الأذن مجاجة وللنفس حمضة ، معناه أن للنفس شهوة في استماع العلم والأذن لا تعي ما تسمع ، ولكنها تلقيه نسيانا كما يمج الشيء من الفم . والمجاجة : الريق الذي تمجه من فيك . ومجاجة الشيء : عصارته . ومجاج الجراد : لعابه . ومجاج فم الجارية : ريقها . ومجاج العنب : ما سال من عصيره . ويقال لما سال من أفواه الدبى : مجاج ، قال الشاعر :


وماء قديم عهده ، وكأنه     مجاج الدبى ، لاقت بهاجرة دبى

وفي رواية : لاقت به جرة دبى . ومجاج النحل : عسلها ، وقد مجته تمجه قال :


ولا ما تمج النحل من متمنع     فقد ذقته مستطرفا وصفا ليا

وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل القثاء بالمجاج ، أي بالعسل ; لأن النحل تمجه . الرياشي : المجاج العرجون ، وأنشد :


بقابل لفت على المجاج



قال : القابل الفسيل ، قال : هكذا قرئت بفتح الميم ، قال : ولا أدري أهو صحيح أم لا ؟ ويقال للمطر : مجاج المزن وللعسل : مجاج النحل . ابن سيده : ومجاج المزن مطره . والماج من الناس والإبل : الذي لا يستطيع أن يمسك ريقه من الكبر . والماج : الأحمق الذي يسيل لعابه ، يقال : أحمق ماج للذي يسيل لعابه ، وقيل : هو الأحمق مع هرم ، وجمع الماج من الإبل مججة ، وجمع الماج من الناس ماجون ( ، كلاهما عن ابن الأعرابي ، والأنثى منهما بالهاء . والماج : البعير الذي قد أسن وسال لعابه . والماج : الناقة التي تكبر حتى تمج الماء من حلقها . أبو عمرو : المجج بلوغ العنب . وفي الحديث : " لا تبع العنب حتى يظهر مججه " ; أي بلوغه . مجج العنب يمجج إذا طاب وصار حلوا . وفي حديث الخدري : " لا يصلح السلف في العنب والزيتون وأشباه ذلك حتى يمجج " ، ومنه حديث الدجال : " يعقل الكرم ثم يكحب ثم يمجج . والمجج : استرخاء الشدقين نحو ما يعرض للشيخ إذا هرم . وفي الحديث : أنه رأى في الكعبة صورة إبراهيم فقال : " مروا المجاج يمجمجون عليه " ، المجاج جمع ماج ، وهو الرجل الهرم الذي يمج ريقه ولا يستطيع حبسه . والمجمجة : تغيير الكتاب وإفساده عما كتب . وفي بعض الكتب : مروا المجاج ، بفتح الميم ، أي مروا الكاتب يسوده ; سمي به لأن قلمه يمج المداد . والمج والمجاج : حب كالعدس إلا أنه أشد استدارة منه . قال الأزهري : هذه الحبة التي يقال لها الماش ، والعرب تسميه الخلر والزن . أبو حنيفة : المجة حمضة تشبه الطحماء غير أنها ألطف وأصغر . والمج : سيف من سيوف العرب ذكره ابن الكلبي . والمج : فرخ الحمام كالبج ، قال ابن دريد : زعموا ذلك ولا أعرف صحته . وأمج الفرس : جرى جريا شديدا ، قال :


كأنما يستضرمان العرفجا     فوق الجلاذي إذا ما أمججا

أراد : أمج ، فأظهر التضعيف للضرورة . الأصمعي : إذا بدأ الفرس يعدو قبل أن يضطرم جريه قيل : أمج إمجاجا . ابن الأعرابي : المجج السكارى ، والمجج : النحل . وأمج الرجل إذا ذهب في البلاد . وأمج إلى بلد كذا : انطلق . ومجمج الكتاب : خلطه وأفسده . الليث : المجمجة تخليط الكتاب وإفساده بالقلم . ومجمجت الكتاب إذا ثبجته ولم تبين الحروف . ومجمج الرجل في خبره : لم يبينه . ولحم ممجمج : كثير . وكفل متمجمج : رجراج إذا كان يرتج من النعمة ، وأنشد :


وكفل ريان قد تمجمجا



ويقال للرجل إذا كان مسترخيا رهلا : مجماج ، قال أبو وجزة :


طالت عليهن طولا غير مجماج



ورجل مجماج كبجباج : كثير اللحم غليظه . وقال شجاع السلمي : مجمج بي وبجبج إذا ذهب بك في الكلام مذهبا على غير الاستقامة وردك من حال إلى حال . ابن الأعرابي : مج وبج بمعنى واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية