صفحة جزء
محق

محق : المحق : النقصان وذهاب البركة . وشيء ماحق : ذاهب . وقد محق وامحق وامتحق ومحقه وأمحقه : لغة وأباها الأصمعي . قال الأزهري : تقول محقه الله فامحق وامتحق أي ذهب خيره وبركته ، وأنشد لرؤبة :


بلال ، يا ابن الأنجم الأطلاق لسن بنحسات ولا أمحاق

قال أبو زيد : محقه الله وأمحقه ، وأبى الأصمعي إلا محقه . وتمحق الشيء وامتحق . وشيء محيق : ممحوق ، قال المفضل النكري يصف رمحا عليه سنان من حديد أو قرن :


يقلب صعدة جرداء فيها     نقيع السم أو قرن محيق

ونصل محيق أي مرقق محدد ، وهو فعيل من محقه . وقرن محيق [ ص: 29 ] إذا دلك فذهب حده وملس ، ومن المحق الخفي أن تلد الإبل الذكور ولا تلد الإناث لأن فيه انقطاع النسل وذهاب اللبن ، ومن المحق الخفي النخل المتقارب . ابن سيده : المحق النخل المقارب بينه في الغرس ، وكل شيء أبطلته حتى لا يبقى منه شيء ، فقد محقته . وقد امحق أي بطل ، محقه يمحقه محقا أي أبطله ومحاه . قال الله تعالى : يمحق الله الربا ويربي الصدقات ، أي يستأصل الله الربا فيذهب ريعه وبركته . ابن الأعرابي : المحق أن يذهب الشيء كله حتى لا يرى منه شيء . الجوهري : محقه الله أي أذهب بركته ، وأمحقه لغة فيه رديئة . وفي حديث البيع : الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ، وفي حديث آخر : فإنه ينفق ثم يمحق ، المحق : النقص والمحو والإبطال ، وقد محقه يمحقه ، وممحقة مفعلة منه أي مظنة له ومحراة به . ومنه الحديث : ما محق الإسلام شيء ما محق الشح ، وقد تكرر في الحديث . ابن سيده : المحاق والمحاق آخر الشهر إذا امحق الهلال فلم ير ، قال :


أتوني بها قبل المحاق بليلة     فكان محاقا كله ذلك الشهر

وأنشد الأزهري :


يزداد ، حتى إذا ما تم أعقبه     كر الجديدين منه ، ثم يمحق

وقال ابن الأعرابي : سمي المحاق محاقا لأنه طلع مع الشمس فمحقته فلم يره أحد ، قال : والمحاق أيضا أن يستسر القمر ليلتين فلا يرى غدوة ولا عشية ، ويقال لثلاث ليال من الشهر ثلاث محاق . وامتحاق القمر : احتراقه وهو أن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يرى ، يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر . الأزهري : اختلف أهل العربية في الليالي المحاق ; فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السرار ، وإلى هذا ذهب أبو عبيد وابن الأعرابي ، ومنهم من جعلها ليلة خمس وست وسبع وعشرين لأن القمر يطلع ، وهذا قول الأصمعي وابن شميل ، وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي ، قال الأزهري : وهو أصح القولين عندي ، قال : ويقال محاق القمر ومحاقه ومحاقه . ومحق فلان بفلان تمحيقا : وذلك أن العرب في الجاهلية إذا كان يوم المحاق من الشهر بدر الرجل إلى ماء الرجل إذا غاب عنه فينزل عليه ويسقي به ماله ، فلا يزال قيم الماء ذلك الشهر وربه حتى ينسلخ ، فإذا انسلخ كان ربه الأول أحق به ، وكانت العرب تدعو ذلك المحيق . أبو عمرو : الإمحاق أن يهلك المال أو الشيء كمحاق الهلال . ومحق الرجل وامحق : قارب الموت ، من ذلك ، قال سبرة بن عمرو الأسدي يهجو خالد بن قيس :


أبوك الذي يكوي أنوف عنوقه     بأظفاره ، حتى أنس وأمحقا

أنس الشيء بلغ غاية الجهد ، وهو نسيسه أي بقية نفسه . وماحق الصيف : شدته . ومحقه الحر أي أحرقه . ويقال : جاء في ماحق الصيف أي في شدة حره . ويوم ماحق بين المحق : شديد الحر أي أنه يمحق كل شيء ويحرقه ، قال ساعدة الهذلي يصف الحمر :


ظلت صوافن بالأرزان صادية     في ماحق ، من نهار الصيف ، محتدم

التالي السابق


الخدمات العلمية