صفحة جزء
مدح

مدح : المدح : نقيض الهجاء وهو حسن الثناء ، يقال : مدحته مدحة واحدة ومدحه يمدحه مدحا ومدحة ، هذا قول بعضهم ، والصحيح أن المدح المصدر ، والمدحة الاسم ، والجمع مدح ، وهو المديح والجمع المدائح والأماديح ، الأخيرة على غير قياس ، ونظيره حديث وأحاديث ، قال أبو ذؤيب :


لو كان مدحة حي منشرا أحدا أحيا أباكن يا ليلى ، الأماديح

قال ابن بري : الرواية الصحيحة ما رواه الأصمعي ، وهو :


لو أن مدحة حي أنشرت أحدا     أحيا ، أبوتك الشم ، الأماديح

وأنشرت أحسن من منشرا ; لأنه ذكر المؤنث ، وكان حقه أن يقول منشرة ; ففيه ضرورة من هذا الوجه ، وأما قوله أحيا أبوتك فإنه يخاطب به رجلا من أهله يرثيه كان قتل بالعمقاء ، وقبله بأبيات :


ألفيته لا يذم القرن شوكته     ولا يخالطه ، في البأس ، تسميح

والتسميح : الهروب . والبأس : بأس الحرب . والمدائح : جمع المديح من الشعر الذي مدح به كالمدحة والأمدوحة ، ورجل مادح من قوم مدح ، ومديح ممدوح . وتمدح الرجل : تكلف أن يمدح . ورجل ممدح أي ممدوح جدا ، ومدح للمثني لا غير . ومدح الشاعر وامتدح . وتمدح الرجل بما ليس عنده : تشبع وافتخر . ويقال : فلان يتمدح إذا كان يقرظ نفسه ويثني عليها . والممادح : ضد المقابح . وامتدحت الأرض وتمدحت : اتسعت ، أراه على البدل من تندحت وانتدحت . وامدح بطنه : لغة في اندح أي اتسع . وتمدحت خواصر الماشية : اتسعت شبعا مثل تندحت ، قال الراعي يصف فرسا :


فلما سقيناها العكيس ، تمدحت     خواصرها ، وازداد رشحا وريدها

يروى بالدال والذال جميعا ، قال ابن بري : الشعر للراعي يصف امرأة وهي أم خنزر بن أرقم ، وكان بينه وبين خنزر هجاء فهجاه بكون أمه تطرقه وتطلب منه القرى ، وليس يصف فرسا كما ذكر ; لأن شعره يدل على أنه طرقته امرأة تطلب ضيافته ، ولذلك قال قبله :


فلما عرفنا أنها أم خنزر     جفاها مواليها ، وغاب مفيدها
رفعنا لها نارا تثقب للقرى     ولقحة أضياف طويلا ركودها
ولما قضت من ذي الإناء لبانة     أرادت إلينا حاجة لا نريدها

والعكيس : لبن يخلط بمرق .

التالي السابق


الخدمات العلمية