صفحة جزء
مدد

مدد : المد : الجذب والمطل . مده يمده مدا ومد به فامتد ومدده فتمدد ، وتمددناه بيننا : مددناه . وفلان يماد فلانا أي يماطله ويجاذبه . والتمدد : كتمدد السقاء ، وكذلك كل شيء تبقى فيه سعة المد . والمادة : الزيادة المتصلة . ومده في غيه أي أمهله وطول له . وماددت الرجل ممادة ومدادا : مددته ومدني ، هذه عن اللحياني . وقوله تعالى : ويمدهم في طغيانهم يعمهون ، معناه يمهلهم . وطغيانهم : غلوهم في كفرهم . وشيء مديد : ممدود . ورجل مديد الجسم : طويل ، وأصله في القيام ، سيبويه ، والجمع مدد جاء على الأصل لأنه لم يشبه الفعل ، والأنثى مديدة . وفي حديث عثمان : قال لبعض عماله : بلغني أنك تزوجت امرأة مديدة أي طويلة . ورجل مديد القامة : طويل القامة . وطراف ممدد أي ممدود بالأطناب وشدد للمبالغة . وتمدد الرجل أي تمطى . والمديد : ضرب من العروض سمي بذلك لامتداد أسبابه وأوتاده ، قال أبو إسحاق : سمي مديدا لأنه امتد سبباه فصار سبب في أوله وسبب بعد الوتد . وقوله تعالى : في عمد ممددة ، فسره ثعلب فقال : معناه في عمد طوال . ومد الحرف يمده مدا : طوله . وقال اللحياني : مد الله الأرض يمدها مدا بسطها وسواها . وفي التنزيل العزيز : وإذا الأرض مدت ، وفيه : والأرض مددناها ويقال : مددت الأرض مدا إذا زدت فيها ترابا أو سمادا من غيرها ليكون أعمر لها وأكثر ريعا لزرعها ، وكذلك الرمال ، والسماد مداد لها ، وقول الفرزدق :


رأت كمرا مثل الجلاميد فتحت أحاليلها ، لما اتمأدت جذورها

قيل في تفسيره : اتمأدت . قال ابن سيده : ولا أدري كيف هذا ، اللهم إلا أن يريد تمادت فسكن التاء واجتلب للساكن ألف الوصل ، كما قالوا : ادكر وادارأتم فيها ، وهمز الألف الزائدة كما همز بعضهم ألف دابة فقال دأبة . ومد بصره إلى الشيء : طمح به إليه . وفي التنزيل العزيز : ولا تمدن عينيك إلى ما وأمد له في الأجل : أنسأه فيه . ومده في الغي والضلال يمده مدا ومد له : أملى له وتركه . وفي التنزيل العزيز : ويمدهم في طغيانهم يعمهون أي يملي ويلجهم ، قال : وكذلك مد الله له في العذاب مدا . وفي التنزيل العزيز : ونمد له من العذاب مدا قال : وأمده في الغي لغة قليلة . وقوله تعالى : وإخوانهم يمدونهم في الغي قراءة أهل الكوفة والبصرة يمدونهم ، وقرأ أهل المدينة يمدونهم . والمد : كثرة الماء أيام المدود وجمعه مدود ، وقد مد الماء يمد مدا وامتد ومده غيره وأمده . قال ثعلب : كل شيء مده غيره ، فهو بألف ، يقال : مد البحر وامتد الحبل ، قال الليث : هكذا تقول العرب . الأصمعي : المد مد النهر . والمد : مد الحبل . والمد : أن يمد الرجل الرجل في غيه . ويقال : وادي كذا يمد في نهر كذا أي يزيد فيه . ويقال منه : قل ماء ركيتنا فمدتها ركية أخرى فهي تمدها مدا . والمد : السيل . يقال : مد النهر ومده نهر آخر ، قال العجاج :


سيل أتي مده أتي     غب سماء ، فهو رقراقي

ومد النهر النهر إذا جرى فيه . قال اللحياني : يقال لكل شيء دخل فيه مثله فكثره : مده يمده مدا . وفي التنزيل العزيز : والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ، أي يزيد فيه ماء من خلفه تجره إليه وتكثره . ومادة الشيء : ما يمده دخلت فيه الهاء للمبالغة . وفي حديث الحوض : ينبعث فيه ميزابان مدادهما أنهار الجنة أي يمدهما أنهارها . وفي الحديث : وأمدها خواصر أي أوسعها وأتمها . والمادة : كل شيء يكون مددا لغيره . ويقال : دع في الضرع مادة اللبن فالمتروك في الضرع هو الداعية ، وما اجتمع إليه فهو المادة والأعراب مادة الإسلام . وقال الفراء في قوله - عز وجل - : والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ، قال : تكون مدادا كالمداد الذي يكتب به . والشيء إذا مد الشيء ، فكان زيادة فيه ، فهو يمده تقول : دجلة تمد تيارنا وأنهارنا والله يمدنا بها . وتقول : قد أمددتك بألف فمد . ولا يقاس على هذا كل ما ورد . ومددنا القوم : صرنا لهم أنصارا ومددا وأمددناهم بغيرنا . وحكى اللحياني : أمد الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم ، وأمدهم بمال كثير وأغاثهم . قال : وقال بعضهم : أعطاهم والأول أكثر . وفي التنزيل العزيز : وأمددناكم بأموال وبنين . والمدد : ما مدهم به أو أمدهم ، سيبويه ، والجمع أمداد ، قال : ولم يجاوزوا به هذا البناء . واستمده : طلب منه مددا . والمدد : العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله . والإمداد : أن يرسل الرجل للرجل مددا ، تقول : أمددنا فلانا بجيش . قال الله تعالى : هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف وقال في المال : أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين هكذا قرئ نمدهم ، بضم النون . وقال : وأمددناكم بأموال وبنين فالمدد ما أمددت به قومك في حرب أو غير ذلك من طعام أو أعوان . وفي حديث أويس : كان عمر - رضي الله عنه - إذا أتى أمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ الأمداد : جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد . وفي حديث عوف بن مالك : خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي من اليمن ، وهو منسوب إلى المدد . وقال يونس : ما كان من الخير فإنك تقول أمددته ، وما كان من الشر فهو مددت . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : هم أصل العرب ومادة الإسلام أي الذين يعينونهم [ ص: 38 ] ويكثرون جيوشهم ويتقوى بزكاة أموالهم . وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره ، فهو مادة لهم . وفي حديث الرمي : منبله والممد به أي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهما بعد سهم ، أو يرد عليه النبل من الهدف . يقال : أمده يمده فهو ممد . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : قائل كلمة الزور والذي يمد بحبلها في الإثم سواء ، مثل قائلها بالمائح الذي يملأ الدلو في أسفل البئر وحاكيها بالماتح الذي يجذب الحبل على رأس البئر ويمده ، ولهذا يقال : الراوية أحد الكاذبين . والمداد : النقس . والمداد : الذي يكتب به وهو مما تقدم . قال شمر : كل شيء امتلأ وارتفع فقد مد وأمددته أنا . ومد النهار إذا ارتفع . ومد الدواة وأمدها : زاد في مائها ونقسها ومدها وأمدها : جعل فيها مدادا ، وكذلك مد القلم وأمده . واستمد من الدواة : أخذ منها مدادا والمد : الاستمداد منها ، وقيل : هو أن يستمد منها مدة واحدة ، قال ابن الأنباري : سمي المداد مدادا لإمداده الكاتب من قولهم أمددت الجيش بمدد ، قال الأخطل :


رأوا بارقات بالأكف كأنها     مصابيح سرج ، أوقدت بمداد

أي بزيت يمدها . وأمد الجرح يمد إمدادا : صارت فيه مدة وأمددت الرجل مدة . ويقال : مدني يا غلام مدة من الدواة وإن قلت : أمددني مدة كان جائزا وخرج على مجرى المدد بها والزيادة . والمدة أيضا : اسم ما استمددت به من المداد على القلم . والمدة بالفتح : الواحدة من قولك مددت الشيء . والمدة بالكسر : ما يجتمع في الجرح من القيح . وأمددت الرجل إذا أعطيته مدة بقلم ، وأمددت الجيش بمدد . والاستمداد : طلب المدد . قال أبو زيد : مددنا القوم أي صرنا مددا لهم وأمددناهم بغيرنا وأمددناهم بفاكهة . وأمد العرفج إذا جرى الماء في عوده . ومده مدادا وأمده : أعطاه ، وقول الشاعر :


نمد لهم بالماء من غير هونه     ولكن إذا ما ضاق أمر يوسع

يعني نزيد الماء لتكثر المرقة . ويقال : سبحان الله مداد السماوات ومداد كلماته ومددها أي مثل عددها وكثرتها ، وقيل : قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير ، قال ابن الأثير : وهذا تمثيل يراد به التقدير ; لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد . والمداد : مصدر كالمدد . يقال : مددت الشيء مدا ومدادا وهو ما يكثر به ويزاد . وفي الحديث : " إن المؤذن يغفر له مد صوته " ، المد : القدر ، يريد به قدر الذنوب ، أي يغفر له ذلك إلى منتهى مد صوته وهو تمثيل لسعة المغفرة ، كالقول الآخر : " ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بها مغفرة " ، ويروى مدى صوته ، وهو مذكور في موضعه . وبنوا بيوتهم على مداد واحد أي على طريقة واحدة . ويقال : جاء هذا على مداد واحد أي على مثال واحد ، وقال جندل :


لم أقو فيهن ولم أساند     على مداد وروي واحد

والأمدة والواحدة مداد : المساك في جانبي الثوب إذا ابتدئ بعمله . وأمد عود العرفج والصليان والطريفة : مطر فلان . والمدة : الغاية من الزمان والمكان . ويقال : لهذه الأمة مدة أي غاية في بقائها . ويقال : مد الله في عمرك أي جعل لعمرك مدة طويلة . ومد في عمره : نسئ . ومد النهار : ارتفاعه . يقال : جئتك مد النهار وفي مد النهار ، وكذلك مد الضحى ، يضعون المصدر في كل ذلك موضع الظرف . وامتد النهار : تنفس . وامتد بهم السير : طال . ومد في السير : مضى . والمديد : ما يخلط به سويق أو سمسم أو دقيق أو شعير جش ، قال ابن الأعرابي : هو الذي ليس بحار ثم يسقاه البعير والدابة أو يضفره ، وقيل : المديد العلف وقد مده به يمده مدا . أبو زيد : مددت الإبل أمدها مدا وهو أن تسقيها الماء بالبزر أو الدقيق أو السمسم . وقال في موضع آخر : المديد شعير يجش ثم يبل فيضفر البعير . ويقال : هناك قطعة من الأرض قدر مد البصر أي مدى البصر . ومددت الإبل وأمددتها بمعنى ، وهو أن تنثر لها على الماء شيئا من الدقيق ونحوه فتسقيها ، والاسم المديد . والمدان والإمدان : الماء الملح ، وقيل : الماء الملح الشديد الملوحة ، وقيل : مياه السباخ ، قال : وهو إفعلان ، بكسر الهمزة ، قال زيد الخيل ، وقيل هو لأبي الطمحان :


فأصبحن قد أقهين عني كما أبت     حياض الإمدان الظباء القوامح

والإمدان أيضا : النز . وقيل : هو الإمدان ، بتشديد الميم وتخفيف الدال . والمد : ضرب من المكاييل وهو ربع صاع ، وهو قدر مد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والصاع : خمسة أرطال ، قال :


لم يغذها مد ولا نصيف     ولا تميرات ولا تعجيف

والجمع أمداد ومدد ومداد كثيرة ومددة ، قال :


كأنما يبردن بالغبوق     كيل مداد ، من فحا مدقوق

الجوهري : المد ، بالضم ، مكيال ، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز والشافعي ، ورطلان عند أهل العراق وأبي حنيفة ، والصاع أربعة أمداد . وفي حديث فضل الصحابة : " ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " ، والمد في الأصل : ربع صاع وإنما قدره به لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة . قال ابن الأثير ويروى بفتح الميم وهو الغاية ، وقيل : إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاما . ومدة من الزمان : برهة منه . وفي الحديث : المدة التي ماد فيها أبا سفيان ، المدة : طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير ، وماد فيها أي أطالها ، وهي فاعل من المد ، وفي الحديث : " إن شاءوا ماددناهم " . ولعبة للصبيان تسمى : مداد قيس ، التهذيب : ومداد قيس لعبة لهم . التهذيب في ترجمة دمم : دمدم إذا عذب عذابا شديدا ، ومدمد إذا هرب . ومد : رجل من دارم ، قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خنشوش بن مد :


جزى الله خنشوش بن مد ملامة     إذا زين الفحشاء للناس موقها

التالي السابق


الخدمات العلمية