صفحة جزء
مشي

مشي : المشي : معروف مشى يمشي مشيا ، والاسم المشية ، عن اللحياني ، وتمشى ومشى تمشية ، قال الحطيئة :


عفا مسحلان من سليمى فحامره تمشى به ظلمانه وجآذره

وأنشد الأخفش للشماخ :


ودوية قفر تمشى نعامها     كمشي النصارى في خفاف الأرندج

وقال آخر :


ولا تمشى في فضاء بعدا

قال ابن بري : ومثله قول الآخر :

[ ص: 82 ]

تمشى بها الدرماء تسحب قصبها     كأن بطن حبلى ذات أونين متئم

وأمشاه هو ومشاه وتمشت فيه حميا الكأس . والمشية : ضرب من المشي إذا مشى . وحكى سيبويه : أتيته مشيا جاءوا بالمصدر على غير فعله ، وليس في كل شيء يقال ذلك ؛ إنما يحكى منه ما سمع . وحكى اللحياني أن نساء الأعراب يقلن في الأخذ : أخذته بدباء مملاء من الماء معلق بترشاء فلا يزال في تمشاء ، ثم فسره فقال : التمشاء المشي . قال ابن سيده : وعندي أنه لا يستعمل إلا في الأخذة . وكل مستمر ماش ، وإن لم يكن من الحيوان فيقال : قد مشى هذا الأمر . وفي حديث القاسم بن محمد في رجل نذر أن يحج ماشيا فأعيا ، قال : يمشي ما ركب ويركب ما مشى ؛ أي أنه ينفذ لوجهه ثم يعود من قابل فيركب إلى الموضع الذي عجز فيه عن المشي ، ثم يمشي من ذلك الموضع كل ما ركب فيه من طريقه . والمشاء : الذي يمشي بين الناس بالنميمة . والمشاة : الوشاة . والماشية : الإبل والغنم معروفة ، والجمع المواشي اسم يقع على الإبل والبقر والغنم ، قال ابن الأثير : وأكثر ما يستعمل في الغنم . ومشت مشاء : كثرت أولادها ، ويقال : مشت إبل بني فلان تمشي مشاء إذا كثرت . والمشاء : النماء ومنه قيل الماشية . وكل ما يكون سائمة للنسل والقنية من إبل وشاء وبقر فهي ماشية . وأصل المشاء النماء والكثرة والتناسل ، وقال الراجز :


مثلي لا يحسن قولا فعفعي العير لا يمشي     مع الهملع لا تأمريني ببنات أسفع

يعني الغنم . وأسفع : اسم كبش . ابن السكيت : الماشية تكون من الإبل والغنم . يقال : قد أمشى الرجل إذا كثرت ماشيته . ومشت الماشية إذا كثرت أولادها ، قال النابغة الذبياني :


فكل قرينة ومقر إلف     مفارقه إلى الشحط ، القرين
وكل فتى ، وإن أثرى وأمشى     
ستخلجه ، عن الدنيا ، منون     وكل فتى ، بما عملت يداه
    وما أجرت عوامله ، رهين

وفي الحديث : أن إسماعيل أتى إسحاق - عليهما السلام - فقال له : إنا لم نرث من أبينا مالا وقد أثريت وأمشيت فأفئ علي مما أفاء الله عليك ، فقال : ألم ترض أني لم أستعبدك حتى تجيئني فتسألني المال ؟ قوله : أثريت وأمشيت أي كثر ثراك أي مالك وكثرت ماشيتك ، وقوله : لم أستعبدك أي لم أتخذك عبدا ، قيل : كانوا يستعبدون أولاد الإماء ، وكانت أم إسماعيل أمة وهي هاجر ، وأم إسحاق حرة وهي سارة . وناقة ماشية : كثيرة الأولاد . والمشاء : تناسل المال وكثرته ، وقد أمشى القوم وامتشوا قال ، طريح :


فأنت غيثهم نفعا وطودهم دفعا     إذا ما مراد الممتشي جدبا

وأفشى الرجل وأمشى وأوشى إذا كثر ماله وهو الفشاء والمشاء ، ممدود . الليث : المشاء ممدود فعل الماشية ، تقول : إن فلانا لذو مشاء وماشية . وأمشى فلان : كثرت ماشيته ، وأنشد للحطيئة :


فيبني مجدها ويقيم فيها     ويمشي ، إن أريد به المشاء

قال أبو الهيثم : يمشي يكثر . ومشى على آل فلان مال : تناتج وكثر . ومال ذو مشاء أي نماء يتناسل . وامرأة ماشية : كثيرة الولد . وقد مشت المرأة تمشي مشاء ، ممدود ، إذا كثر ولدها ، وكذلك الماشية إذا كثر نسلها ، وقول كثير :


يمج الندى لا يذكر السير أهله     ولا يرجع الماشي به ، وهو جادب

يعني بالماشي الذي يستقريه التفسير لأبي حنيفة . ومشى بطنه مشيا : استطلق . والمشي والمشية : اسم الدواء . وشربت مشيا ومشوا ومشوا ، الأخيرتان نادرتان ، فأما مشو فإنهم أبدلوا فيه الياء واوا ؛ لأنهم أرادوا بناء فعول فكرهوا أن يلتبس بفعيل ، وأما مشو فإن مثل هذا إنما يأتي على فعول كالقيوء . التهذيب : والمشاء ممدود وهو المشو والمشي ؛ يقال : شربت مشوا ومشيا ومشاء أو استطلاق البطن ، والفعل استمشى إذا شرب المشي والدواء يمشيه . وفي حديث أسماء : قال لها بم تستمشين أي بم تسهلين بطنك ؟ قال : ويجوز أن يكون أراد المشي الذي يعرض عند شرب الدواء إلى المخرج . ابن السكيت : شربت مشوا ومشاء ومشيا ، وهو الدواء الذي يسهل مثل الحسو والحساء ، قاله بفتح الميم وذكر المشي أيضا وهو صحيح ، وسمي بذلك لأنه يحمل شاربه على المشي والتردد إلى الخلاء ، ولا تقل شربت دواء المشي . ويقال : استمشيت وأمشاني الدواء . وفي الحديث : " خير ما تداويتم به المشي " . ابن سيده : المشو والمشو الدواء المسهل ، قال :


شربت مشوا طعمه كالشري

قال ابن دريد : والمشي خطأ ، قال : وقد حكاه أبو عبيد . قال ابن سيده : والواو عندي في المشو معاقبة فبابه الياء . أبو زيد : شربت مشيا فمشيت عنه مشيا كثيرا . قال ابن بري : المشي ، بياء مشددة ، الدواء ، والمشي ، بياء واحدة : اسم لما يجيء من شاربه ، قال الراجز :


شربت مرا من دواء المشي     من وجع بخثلتي وحقوي

ابن الأعرابي : أمشى الرجل يمشي إذا أنجى دواؤه ، ومشى يمشي بالنمائم . والمشا : نبت يشبه الجزر ، واحدته مشاة . ابن الأعرابي : المشا الجزر الذي يؤكل وهو الإصطفلين . وذات المشا : موضع ، قال الأخطل :


أجدوا نجاء غيبتهم ، عشية     خمائل من ذات المشا وهجول

.

التالي السابق


الخدمات العلمية