صفحة جزء
مكك مكك : مك الفصيل ما في ضرع أمه يمكه مكا وامتكه وتمككه ومكمكه : امتص جميع ما فيه وشربه كله ، وكذلك الصبي إذا استقصى ثدي أمه بالمص . وقال ابن جني : أما ما حكاه الأصمعي من قولهم امتك الفصيل ما في ضرع أمه وتمكك وامتق وتمقق ، فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلا من الكاف . ومك العظم مكا وامتكه وتمككه وتمكمكه : امتص ما فيه من المخ ، واسم ذلك الشيء المكاكة والمكاك . التهذيب : مككت المخ مكا وتمككته وتمخخته وتمخيته : إذا استخرجت مخه فأكلته . ومككت الشيء : مصصته . ورجل مكان ، مثل مصان وملجان ، وهو الذي يرضع الغنم من لؤمه ولا يحلب . والمك : مص الثدي . ويقال للرجل اللئيم يرضع الشاة من لؤمه : مكان وملجان . ابن شميل : تقول العرب قبح الله است مكان ، وذلك إذا أخطأ إنسان أو فعل فعلا قبيحا يدعى بهذا . والمك : الازدحام كالبك . ومكه يمكه مكا : أهلكه . ومكة : معروفة ، البلد الحرام ، قيل : سميت بذلك لقلة مائها ، وذلك أنهم كانوا يمتكون الماء فيها أي يستخرجونه ، وقيل : سميت مكة لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد أي تهلكه ، قال الراجز :

يا مكة الفاجر مكي مكا ولا تمكي مذحجا وعكا

وقال يعقوب : مكة الحرم كله ، فأما بكة فهو ما بين الجبلين ؛ حكاه في البدل ، قال ابن سيده : ولا أدري كيف هذا لأنه قد فرق بين مكة وبين بكة في المعنى ، وبين أن معنى البدل والمبدل منه سواء ، وتمكك على الغريم : ألح عليه في اقتضاء الدين وغيره . وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تمككوا على غرمائكم " ، يقول لا تلحوا عليهم إلحاحا يضر بمعايشهم ، ولا تأخذوهم على عسرة وارفقوا بهم في الاقتضاء والأخذ وأنظروهم إلى ميسرة ولا تستقصوا ، وأصله مأخوذ من مك الفصيل ما في ضرع أمه وامتكه : إذا لم يبق فيه من اللبن شيئا إلا مصه . قال الأزهري : سمعت كلابيا يقول لرجل عنته : قد مككت روحي ؛ أراد أنه أحرجه بلجاجه فيما أشكاه . والمكمكة : التدحرج في المشي . والمكوك : طاس يشرب به ، وفي المحكم : طاس يشرب فيه ؛ أعلاه ضيق ووسطه واسع . والمكوك : مكيال معروف لأهل العراق ، والجمع مكاكيك ومكاكي على البدل كراهية التضعيف ، وهو صاع ونصف وهو ثلاث كيلجات ، والكيلجة منا وسبعة أثمان منا ، والمنا رطلان ، والرطل اثنتا عشرة أوقية ، والأوقية إستار وثلثا إستار ، والإستار أربعة مثاقيل ونصف ، والمثقال درهم وثلاثة أسباع درهم ، والدرهم ستة دوانيق ، والدانق قيراطان ، والقيراط طسوجان ، والطسوج حبتان ، والحبة سدس ثمن درهم ، وهو جزء من ثمانية وأربعين جزءا من درهم ؛ زاد ابن بري : الكر ستون قفيزا ، والقفيز ثمانية مكاكيك ، والمكوك صاع ونصف وهو ثلاث كيلجات ، وفي حديث أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكيك ، وفي رواية : بخمسة مكاكي ، أراد بالمكوك المد ، وقيل الصاع ، والأول أشبه لأنه جاء في حديث آخر مفسرا بالمد . والمكاكي : جمع مكوك على إبدال الياء من الكاف الأخيرة ، قال : والمكوك اسم للمكيال ، قال : ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد . وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله : صواع الملك ، قال : كهيئة المكوك ، وكان للعباس مثله في الجاهلية يشرب به . وضرب مكوك رأسه على التشبيه . وامرأة مكماكة ومتمكمكة : ككمكامة ، ورجل مكماك كذلك ، الأزهري في هذه الترجمة : والمكاء طائر وجمعه مكاكي ، قال : وليس المكاء من المضاعف ولكنه من المعتل بالواو من مكا يمكو : إذا صفر ؛ وسيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية