صفحة جزء
ملط

ملط : الملط : الخبيث من الرجال الذي لا يدفع إليه شيء إلا ألمأ عليه وذهب به سرقا واستحلالا ، وجمعه أملاط وملوط ، وقد ملط ملوطا ، يقال : هذا ملط من الملوط . والملاط : الذي يملط بالطين ، يقال : ملطت ملطا . وملط الحائط ملطا وملطه : طلاه . والملاط : الطين الذي يجعل بين سافي البناء ويملط به الحائط ، وفي صفة الجنة : وملاطها مسك أذفر ، هو من ذلك ، ويملط به الحائط أي يخلط . وفي الحديث : إن الإبل يمالطها الأجرب أي يخالطها . والملاطان : جانبا السنام مما يلي مقدمه والملاطان الجنبان ، سميا بذلك لأنهما قد ملط اللحم عنهما ملطا أي نزع ، ويجمع ملطا . والملاطان : الكتفان ، وقيل : الملاط وابن الملاط الكتف بالمنكب والعضد والمرفق . وقال ثعلب : الملاط المرفق فلم يزد على ذلك شيئا ، وأنشد :


يتبعن سدو سلس الملاط

والجمع ملط الأزهري في قول قطران السعدي :


وجون أعانته الضلوع بزفرة     إلى ملط بانت ، وبان خصيلها

قال : إلى ملط أي مع ملط ، يقول : بان مرفقاها من جنبها فليس بها حاز ولا ناكت ، وقيل للعضد ملاط لأنه سمي باسم الجنب ، والملط : جمع ملاط للعضد والكتف . التهذيب : وابنا ملاط العضدان ، وفي الصحاح : ابنا ملاط عضدا البعير لأنهما يليان الجنبين ، قال الراجز يصف بعيرا :


كلا ملاطيه إذا تعطفا بانا     فما راعى براع أجوفا

قال : والملاطان هاهنا العضدان لأنهما المائران كما قال الراجز :


عوجاء فيها ميل غير حرد     تقطع العيس ، إذا طال النجد


كلا ملاطيها عن الزور أبد

قال النضر : الملاطان ما عن يمين الكركرة وشمالها . وابنا ملاطي البعير : هما العضدان ، وقيل ابنا ملاطي البعير كتفاه ، وابنا ملاط : العضدان والكتفان ، الواحد ابن ملاط ، وأنشد ابن بري لعيينة بن مرداس :


ترى ابني ملاطيها ، إذا هي أرقلت     أمرا فبانا عن مشاش المزور

المزور : موضع الزور . وقال ابن السكيت : ابنا ملاط العضدان ، والملاطان الإبطان ، وقال أنشدني الكلابي :


لقد أيمت ، ما أيمت ، ثم إنه     أتيح لها رخو الملاطين قارس

القارس : البارد ، يعني شيخا وزوجته ، وأنشد لجحيش بن سالم :


أظن السرب سرب بني رميح     ستذعره شعاشعة سباط
ويصبح صاحب الضرات موسى     جنيبا ، حذو مائرة الملاط

وابن الملاط : الهلال ؛ حكي عن ثعلب . وقال أبو عبيدة : يقال للهلال بن ملاط . وفلان ملط ، قال الأصمعي : الملط الذي لا يعرف [ ص: 123 ] له نسب ولا أب من قولك أملط ريش الطائر إذا سقط عنه . ويقال غلام ملط خلط ، وهو المختلط النسب . والملاط : الجنب ، وأنشد الأصمعي :


ملاط ترى الذئبان فيه كأنه     مطين بثأط ، قد أمير بشيان

الثأط : الحمأة الرقيقة . والذئبان : الوبر الذي يكون على المنكبين . وأمير : خلط . والشيان : دم الأخوين ، قال ابن بري : وهذا البيت دليل على أنه يقال للمنكب والكتف أيضا ملاط وللعضدين ابنا ملاط ، قال وقالت امرأة من العرب :


ساق سقاها ليس كابن دقل     يقحم القامة بعد المطل


بمنكب وابن ملاط جدل

والملطى من الشجاج : السمحاق . قال أبو عبيد : وقيل الملطاة ، بالهاء ، قال : فإذا كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة ، وتفسير الحديث الذي جاء : يقضى في الملطى بدمها ؛ معناه : أنه حين يشج صاحبها يؤخذ مقدارها تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص أو الأرش ، ولا ينظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أو نقصان ، وهذا قول بعض العلماء وليس هو قول أهل العراق ، قال الواقدي : الملطى مقصور ، ويقال الملطاة ، بالهاء ، هي القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأس ولحمه . وقال شمر : يقال شجه حتى رأيت الملطى ، وشجة ملطى مقصور . الليث : تقدير الملطاء أنه ممدود مذكر وهو بوزن الحرباء . شمر عن ابن الأعرابي : أنه ذكر الشجاج فلما ذكر الباضعة قال : ثم الملطئة ؛ وهي التي تخرق اللحم حتى تدنو من العظم . وقال غيره : يقول الملطى ، قال أبو منصور : وقول ابن الأعرابي يدل على أن الميم من الملطى ميم مفعل وأنها ليست بأصلية كأنها من لطيت بالشيء إذا لصقت به . قال ابن بري : أهمل الجوهري من هذا الفصل الملطى ، وهي الملطاة أيضا ، وهي شجة بينها وبين العظم قشرة رقيقة ، قال : وذكرها في فصل لطي . وفي حديث الشجاج : في الملطى نصف دية الموضحة ، قال ابن الأثير : الملطى ، بالقصر ، والملطاة القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه ، تمنع الشجة أن توضح ، وقيل الميم زائدة ، وقيل أصلية والألف للإلحاق كالذي في معزى ، والملطاة كالعزهاة ، وهو أشبه . قال : وأهل الحجاز يسمونها السمحاق . وقوله في الحديث : يقضى في الملطى بدمها ، قوله بدمها في موضع الحال ولا يتعلق بيقضى ، ولكن بعامل مضمر كأنه قيل : يقضى فيها ملتبسة بدمها حال شجها وسيلانه . وفي كتاب أبي موسى في ذكر الشجاج : الملطاط وهي السمحاق ، قال : والأصل فيه من ملطاط البعير وهو حرف في وسط رأسه . والملطاط : أعلى حرف الجبل وصحن الدار . وفي حديث ابن مسعود : هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين ؛ هو ساحل البحر ، قال ابن الأثير : ذكره الهروي في اللام وجعل ميمه زائدة ، وقد تقدم ، قال : وذكره أبو موسى في الميم وجعل ميمه أصلية . ومنه حديث علي - كرم الله وجهه - : فأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري ، يريد به شاطئ الفرات . والأملط : الذي لا شعر على جسده ولا رأسه ولا لحيته ، وقد ملط ملطا وملطة . وملط شعره ملطا : حلقه ؛ عن ابن الأعرابي . الليث : الأملط الرجل الذي لا شعر على جسده كله إلا الرأس واللحية ، وكان الأحنف بن قيس أملط أي لا شعر على بدنه إلا في رأسه ، ورجل أملط بين الملط وهو مثل الأمرط ، قال الشاعر :


طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة     دقيق العظام ، سيء القشم ، أملط

يقول : كانت أمه به حاملة وبها نحاز أي سعال أو جدري فجاءت بها ضاويا . والقشم : اللحم . وأملطت الناقة جنينها وهي مملطة : ألقته ولا شعر عليه ، والجمع مماليط ، بالياء ، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مملاط ، والجنين مليط . والمليط : السخلة . والمليط : الجدي أول ما تضعه العنز ، وكذلك من الضأن . وملطته أمه تملطه : ولدته لغير تمام . وسهم أملط ومليط : لا ريش عليه مثل أمرط ، وأنشد يعقوب :


ولو دعا ناصره ولقيطا     لذاق جشأ لم يكن مليطا

لقيط : بدل من ناصر . وتملط السهم إذا لم يكن عليه ريش . وملطية : بلد . ويقال : مالط فلان فلانا إذا قال هذا نصف بيت وأتمه الآخر بيتا . يقال : ملط له تمليطا . والملطى : الأرض السهلة . قال أبو علي : يحتمل وزنها أن يكون مفعالا وأن يكون فعلاء ، ويقال : بعته الملسى والملطى وهو البيع بلا عهدة . ويقال : مضى فلان إلى موضع كذا فيقال جعله الله ملطى لا عهدة أي لا رجعة . والملطى مثل المرطى : من العدو . والمتملطة : مقعد الاشتيام ، والاشتيام : رئيس الركاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية