صفحة جزء
ملق

ملق : الملق : الود واللطف الشديد ، وأصله التليين ، وقيل : الملق شدة لطف الود ، وقيل : الترفق والمداراة ، والمعنيان متقاربان ، ملق ملقا وتملق وتملقه وتملق له تملقا وتملاقا أي تودد إليه وتلطف له ، قال الشاعر :


ثلاثة أحباب : فحب علاقة وحب تملاق ، وحب هو القتل

وفي الحديث : ليس من خلق المؤمن الملق ؛ هو بالتحريك الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي . وقد ملق ، بالكسر ، يملق ملقا . ورجل ملق : يعطي بلسانه ما ليس في قلبه ، ومنه قول المتنخل :


أروى بجن العهد سلمى     ولا ينصبك عهد الملق الحول

قوله بجن العهد أي سقاها الله بحدثان العهد لأنه يثبت ويدوم ، وجن الشباب : أوله ، وقوله : ولا ينصبك عهد الملق أي من كان ملقا ذا حول فصرمك فلا ينصبك صرمه ، ورجل ملق وملاق ، وقيل : الملاق الذي لا يصدق وده . والملق أيضا : الذي يعدك ويخلفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده . أبو عمرو : الملق اللين من الحيوان والكلام والصخور . والملق : الدعاء والتضرع ، قال :


لا هم ، رب البيت والمشرق     إياك أدعو ، فتقبل ملقي

يعني دعائي وتضرعي . ويقال : إنه لملاق متملق ذو ملق ، ولا يقال منه فعل يفعل إلا على يتملق ، والملق من التملق ، وأصله من التليين . ويقال للصفاة الملساء اللينة ملقة ، وجمعها ملقات ، وقال الراجز :


وحوقل ساعده قد املق

أي لان . خالد بن كلثوم : الملق من الخيل الذي لا يوثق بجريه ، أخذ من ملق الإنسان الذي لا يصدق في مودته ، قال الجعدي :


ولا ملق ينزو ويندر روثه أحاد     إذا فأس اللجام تصلصلا

أبو عبيد : فرس ملق والأنثى ملقة والمصدر الملق وهو ألطف الحضر [ ص: 125 ] وأسرعه ، وأنشد بيت الجعدي أيضا . وملق الشيء : ملسه . وانملق الشيء واملق ، بالإدغام ، أي صار أملس ، قال الراجز :

وحوقل ساعده قد انملق ، يقول : قطبا ونعما ، إن سلق .

قوله انملق يعني انسحج من حمل الأثقال . وانملق مني أي أفلت . والملق : الصفوح اللينة الملتزقة من الجبل ؛ واحدتها ملقة ، وقيل : هي الآكام المفترشة ، والملقة : الصفاة الملساء ، قال صخر الغي الهذلي :


ولا عصما أوابد في صخور     كسين على فراسنها خداما


أتيح لها أقيدر ذو حشيف     إذا سامت على الملقات ساما

والإملاق : الافتقار . قال الله تعالى : ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ، وفي حديث فاطمة بنت قيس : " أما معاوية فرجل أملق من المال أي فقير منه قد نفد ماله " . يقال : أملق الرجل ، فهو مملق ، وأصل الإملاق الإنفاق . يقال : أملق ما معه إملاقا ، وملقه ملقا : إذا أخرجه من يده ولم يحبسه ، والفقر تابع لذلك ، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أشهر . وفي حديث عائشة : ويريش مملقها أي يغني فقيرها . والإملاق : كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة ، وقد أملق وأملقه الله ، وقيل : المملق الذي لا شيء له . وفي الحديث : أن امرأة سألت ابن عباس : أأنفق من مالي ما شئت ؟ فقال : نعم أملقي من مالك ما شئت . قال الله تعالى : خشية إملاق ، معناه خشية الفقر والحاجة . ابن شميل : إنه لمملق أي مفسد . والإملاق : الإفساد ، قال شمر : أملق ، لازم ومتعد . يقال : أملق الرجل ، فهو مملق : إذا افتقر ، فهذا لازم ، وأملق الدهر ما بيده ، ومنه قول أوس :


ولما رأيت العدم قيد نائلي     وأملق ما عندي خطوب تنبل

وأملقته الخطوب أي أفقرته . ويقال : أملق مالي خطوب الدهر أي أذهبه . وملق الأديم يملقه ملقا إذا دلكه حتى يلين . ويقال : ملقت جلده إذا دلكته حتى يملاس ، قال :


رأت غلاما جلده لم يملق     بماء حمام ، ولم يخلق

يعني ولم يملس من الخلق وهو الملاسة . وملق الثوب والإناء يملقه ملقا : غسله . والملق : الرضع . وملق الجدي أمه يملقها ملقا : رضعها ، وكذلك الفصيل والصبي ، وقرئ على المنذري : ملق الجدي أمه يملقها ، قال : وأحسب ملق الجدي أمه يملقها إذا رضعها لغة . وملق الرجل جاريته وملجها إذا نكحها ، كما يملق الجدي أمه إذا رضعها . وفي حديث عبيدة السلماني : أن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة ؟ قال : الرف والاستملاق ؛ الرف المص ، والاستملاق الرضع وهو استفعال منه ، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل ، من ملق الجدي أمه إذا رضعها ، وأراد أن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حلمة الثدي . وملق عينه يملقها ملقا : ضربها . وملقه بالسوط والعصا يملقه ملقا : ضربه . ويقال : ملقه ملقات إذا ضربه . والملق : ضرب الحمار بحوافره الأرض ، قال رؤبة يصف حمارا :


معتزم التجليح ملاخ الملق     يرمي الجلاميد بجلمود مدق

أراد الملق فثقله ، يقول : ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوقع على الأرض . والملق : ما استوى من الأرض ، وأنشد بيت رؤبة : ملاخ الملق ، وقال : الواحدة ملقة . والملق : مثل الملخ وهو السير الشديد . والميلق : السريع ، قال الزفيان :


ناج ملح في الخبار ميلق     كأنه سوذانق أو نقنق

والملق : المحو مثل اللمق . وملق الأديم : غسله . والملق : الحضر الشديد . والملق : المر الخفيف . يقال : مر يملق الأرض ملقا . ورجل ملق : ضعيف . والمالق : الخشبة العريضة التي تشد بالحبال إلى الثورين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيعفي آثار اللؤمة والسن ، وقد ملقوا أرضهم يملقونها تمليقا إذا فعلوا ذلك بها ، قال الأزهري : ملقوا وملسوا واحد وهي تملس الأرض ، فكأنه جعل المالق عربيا ، وقيل : المالق الذي يقبض عليه الحارث . وقال أبو حنيفة : المملقة خشبة عريضة يجرها الثيران . الليث : المالق الذي يملس الحارث به الأرض المثارة . أبو سعيد : يقال لمالج الطيان مالق ومملق . ويقال : ولدت الناقة فخرج الجنين مليقا من بطنها أي لا شعر عليه . والملق : الملوسة . وقال الأصمعي : الجنين مليط ، بالطاء بهذا المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية