صفحة جزء
[ ص: 152 ] مول

مول : المال : معروف ما ملكته من جميع الأشياء . قال سيبويه : من شاذ الإمالة قولهم مال ; أمالوها لشبه ألفها بألف غزا ، قال : والأعرف أن لا يمال لأنه لا علة هناك توجب الإمالة ، قال الجوهري : ذكر بعضهم أن المال يؤنث ، وأنشد لحسان :


المال تزري بأقوام ذوي حسب وقد تسود غير السيد المال

والجمع أموال . وفي الحديث : نهى عن إضاعة المال ، قيل : أراد به الحيوان أي يحسن إليه ولا يهمل ، وقيل : إضاعته إنفاقه في الحرام والمعاصي وما لا يحبه الله ، وقيل : أراد به التبذير والإسراف وإن كان في حلال مباح . قال ابن الأثير : المال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الأعيان ، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل لأنها كانت أكثر أموالهم . وملت بعدنا تمال وملت وتمولت ; كله : كثر مالك . ويقال : تمول فلان مالا إذا اتخذ قينة ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فليأكل منه غير متمول مالا وغير متأثل مالا " ; والمعنيان متقاربان . ومال الرجل يمول ويمال مولا ومؤولا إذا صار ذا مال ، وتصغيره مؤيل ، والعامة تقول مويل ، بتشديد الياء ; وهو رجل مال ، وتمول مثله وموله غيره . وفي الحديث : ما جاءك منه وأنت غير مشرف عليه فخذه وتموله أي اجعله لك مالا . قال ابن الأثير : وقد تكرر ذكر المال على اختلاف مسمياته في الحديث ويفرق فيها بالقرائن . ورجل مال : ذو مال ، وقيل : كثير المال كأنه قد جعل نفسه مالا ، وحقيقته ذو مال ، وأنشد أبو عمرو :


إذا كان مالا كان مالا مرزأ     ونال نداه كل دان وجانب

قال ابن سيده : قال سيبويه : مال إما أن يكون فاعلا ذهبت عينه ، وإما أن يكون فعلا من قوم مالة ومالين ، وامرأة مالة من نسوة مالة ومالات . وما أموله أي ما أكثر ماله . قال ابن جني : وحكى الفراء عن العرب رجل مئل إذا كان كثير المال ، وأصلها مول بوزن فرق وحذر ، ثم انقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالا ، ثم إنهم أتوا بالكسرة التي كانت في واو مول فحركوا بها الألف في مال فانقلبت همزة فقالوا مئل . وفي حديث مصعب بن عمير : قالت له أمه والله لا ألبس خمارا ولا أستظل أبدا ولا آكل ولا أشرب حتى تدع ما أنت عليه ، وكانت امرأة ميلة أي ذات مال . يقال : مال يمال ويمول فهو مال وميل ، على فعل وفيعل ، قال : والقياس مائل . وفي حديث الطفيل : كان رجلا شريفا شاعرا ميلا أي ذا مال . وملته : أعطيته المال . ومال أهل البادية : النعم . والمولة : العنكبوت ، أبو عمرو : هي العنكبوت والمولة والشبث والمننة . قال الجوهري : زعم قوم أن المول العنكبوت ; الواحدة مولة ، وأنشد :


حاملة دلوك لا محموله     ملأى من الماء كعين الموله

قال : ولم أسمعه عن ثقة . ومويل : من أسماء رجب ، قال ابن سيده : أراها عادية .

التالي السابق


الخدمات العلمية