صفحة جزء
نبر

نبر : النبر بالكلام : الهمز . قال : وكل شيء رفع شيئا ، فقد نبره . والنبر : مصدر نبر الحرف ينبره نبرا همزه . وفي الحديث : قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : يا نبيء الله ، فقال : " لا تنبر باسمي " ; أي لا تهمز ، وفي رواية : فقال : " إنا معشر قريش لا ننبر " ، والنبر : همز الحرف ولم تكن قريش تهمز في كلامها . ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز فأنكر أهل المدينة عليه وقالوا : تنبر في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن . والمنبور : المهموز . والنبرة : الهمزة . وفي حديث علي - عليه السلام - : اطعنوا النبر وانظروا الشزر ; النبر الخلس ، أي اختلسوا الطعن . ورجل نبار : فصيح الكلام ، ونبار بالكلام : فصيح بليغ ، وقال اللحياني : رجل نبار صياح . ابن الأنباري : النبر عند العرب ارتفاع الصوت . يقال : نبر الرجل نبرة إذا تكلم بكلمة فيها علو ، وأنشد :


إني لأسمع نبرة من قولها فأكاد أن يغشى علي سرورا

والنبر : صيحة الفزع . ونبرة المغني : رفع صوته عن خفض . ونبر الغلام : ترعرع . والنبرة : وسط النقرة . وكل شيء ارتفع من شيء : نبرة لانتباره . والنبرة : الورم في الجسد ، وقد انتبر . ومنه حديث عمر - رضي الله عنه . إياكم والتخلل بالقصب فإن الفم ينتبر منه أي يتنفط . وكل مرتفع منتبر . وكل ما رفعته ، فقد نبرته تنبره نبرا . وانتبر الجرح : ارتفع وورم . الجوهري : نبرت الشيء أنبره نبرا رفعته . وفي حديث : نصل رافع بن خديج غير أنه بقي منتبرا أي مرتفعا في جسمه . وانتبرت يده أي تنفطت . وفي الحديث : إن الجرح ينتبر في رأس الحول أي يرم . والمنبر : مرقاة الخاطب ; سمي منبرا لارتفاعه وعلوه . وانتبر الأمير : ارتفع فوق المنبر . والنبر : اللقم الضخام ; عن ابن الأعرابي ، وأنشد :


أخذت من جنب الثريد نبرا

والنبير : الجبن ; فارسي ، ولعل ذلك لضخمه وارتفاعه ; حكاه الهروي في الغريبين . والنبور : الاست ; عن أبي العلاء ، قال ابن سيده : وأرى ذلك لانتبار الأليتين وضخمهما . ونبره بلسانه ينبره نبرا : نال منه . ورجل نبر : قليل الحياء ينبر الناس بلسانه . والنبر : القراد ، وقيل : النبر ، بالكسر ، دويبة شبيهة بالقراد إذا دبت على البعير تورم مدبها ، وقيل : النبر دويبة أصغر من القراد تلسع فينتبر موضع لسعتها ويرم ، وقيل : هو الحرقوص ، والجمع نبار وأنبار ، قال الراجز وذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم :


كأنها من بدن واستيقار     دبت عليها ذربات الأنبار

يقول : كأنها لسعتها الأنبار فورمت جلودها وحنطت ، قال ابن بري : البيت لشبيب بن البرصاء ، ويروى عارمات الأنبار ; يريد الخبيثات ، مأخوذ من العرام ، ومن روى ذربات فهو مأخوذ من الذرب وهو الحدة ، ويروى كأنها من سمن وإيقار ، وقوله من بدن واستيقار ، هو بمعنى إيقار يريد أنها قد أوقرت من الشحم ، وقد روي أيضا واستيفار ، بالفاء ، مأخوذ من الشيء الوافر . وفي حديث حذيفة أنه قال : " تقبض الأمانة من قلب الرجل فيظل أثرها كأثر جمر دحرجته على رجلك فنفط تراه منتبرا وليس فيه شيء " ، قال أبو عبيد : المنتبر المتنفط . والنبر : ضرب من السباع . الليث : النبر من السباع ليس بدب ولا ذئب ، قال أبو منصور : ليس النبر من جنس السباع ، إنما هي دابة أصغر من القراد ، قال : والذي أراد الليث الببر ، بباءين ، قال : وأحسبه دخيلا وليس من كلام العرب ، والفرس تسميه بقرا . والأنبار : أهراء الطعام ; واحدها نبر ، ويجمع أنابير جمع الجمع ، ويسمى الهري نبرا لأن الطعام إذا صب في موضعه انتبر أي ارتفع . وأنبار الطعام : أكداسه ، واحدها نبر مثل نقس وأنقاس . والأنبار : بيت التاجر الذي ينضد فيه متاعه . والأنبار : بلد ، ليس في الكلام اسم مفرد على مثال الجمع غير الأنبار والأبواء والأبلاء ، وإن جاء فإنما يجيء في أسماء المواضع لأن شواذها كثيرة ، وما سوى هذه فإنما يأتي جمعا أو صفة ، كقولهم : قدر أعشار وثوب أخلاق وأسمال وسراويل أسماط ونحو ذلك . والأنبار : مواضع معروفة بين الريف والبر ، وفي الصحاح : وأنبار اسم بلد .

التالي السابق


الخدمات العلمية