صفحة جزء
نبط

نبط : النبط : الماء الذي ينبط من قعر البئر إذا حفرت ، وقد نبط ماؤها ينبط وينبط نبطا ونبوطا . وأنبطنا الماء أي استنبطناه وانتهينا إليه . ابن سيده : نبط الركية نبطا وأنبطها واستنبطها ونبطها ; الأخيرة عن ابن الأعرابي : أماهها . واسم الماء النبطة والنبط ، والجمع أنباط ونبوط . ونبط الماء ينبط وينبط نبوطا : نبع ، وكل ما أظهر فقد أنبط . واستنبطه واستنبط منه علما وخبرا ومالا : استخرجه . والاستنباط : الاستخراج . واستنبط الفقيه إذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده [ ص: 177 ] وفهمه . قال الله - عز وجل - : لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، قال الزجاج : معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه ، وأصله من النبط وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر ، ويقال من ذلك : أنبط في غضراء أي استنبط الماء من طين حر . والنبط والنبيط : الماء الذي ينبط من قعر البئر إذا حفرت ، قال كعب بن سعد الغنوي :


قريب ثراه ما ينال عدوه له نبطا ، عند الهوان قطوب

ويروى : قريب نداه . ويقال للركية : هي نبط إذا أميهت . ويقال : فلان لا يدرك له نبط أي لا يعلم قدر علمه وغايته . وفي الحديث : من غدا من بيته ينبط علما فرشت له الملائكة أحنحتها ; أي يظهره ويفشيه في الناس ، وأصله من نبط الماء ينبط إذا نبع . ومنه الحديث : ورجل ارتبط فرسا ليستنبطها أي يطلب نسلها ونتاجها ، وفي رواية : يستنبطها أي يطلب ما في بطنها . ابن سيده : فلان لا ينال له نبط إذا كان داهيا لا يدرك له غور . والنبط : ما يتحلب من الجبل كأنه عرق يخرج من أعراض الصخر . أبو عمرو : حفر فأثلج إذا بلغ الطين ، فإذا بلغ الماء قيل أنبط ، فإذا كثر الماء قيل أماه وأمهى ، فإذا بلغ الرمل قيل أسهب . وأنبط الحفار : بلغ الماء . ابن الأعرابي : يقال للرجل إذا كان يعد ولا ينجز : فلان قريب الثرى بعيد النبط . وفي حديث بعضهم وقد سئل عن رجل فقال : ذاك قريب الثرى بعيد النبط ; يريد أنه داني الموعد بعيد الإنجاز . وفلان لا ينال نبطه إذا وصف بالعز والمنعة حتى لا يجد عدوه سبيلا لأن يتهضمه . ونبط : واد بعينه ، قال الهذلي :


أضر به ضاح فنبطا أسالة     فمر ، فأعلى حوزها ، فخصورها

والنبط والنبطة ، بالضم : بياض تحت إبط الفرس وبطنه وكل دابة وربما عرض حتى يغشى البطن والصدر . يقال : فرس أنبط بين النبط ، وقيل : الأنبط الذي يكون البياض في أعلى شقي بطنه مما يليه في مجرى الحزام ولا يصعد إلى الجنب ، وقيل : هو الذي ببطنه بياض ، ما كان وأين كان منه ، وقيل : هو الأبيض البطن والرفغ ما لم يصعد إلى الجنبين ، قال أبو عبيدة : إذا كان الفرس أبيض البطن والصدر فهو أنبط ، وقال ذو الرمة يصف الصبح :


وقد لاح للساري الذي كمل السرى     على أخريات الليل ، فتق مشهر
كمثل الحصان الأنبط البطن قائما     تمايل عنه الجل ، فاللون أشقر

شبه بياض الصبح طالعا في احمرار الأفق بفرس أشقر قد مال عنه جله فبان بياض إبطه . وشاة نبطاء : بيضاء الشاكلة . ابن سيده : شاة نبطاء بيضاء الجنبين أو الجنب ، وشاة نبطاء موشحة أو نبطاء محورة ; فإن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد ، وإن كانت سوداء فهي نبطاء ببياض . والنبيط والنبط كالحبيش والحبش في التقدير : جيل ينزلون السواد ، وفي المحكم : ينزلون سواد العراق ، وهم الأنباط والنسب إليهم نبطي ، وفي الصحاح : ينزلون بالبطائح بين العراقين . ابن الأعرابي : يقال رجل نباطي ، بضم النون . ونباطي ولا تقل نبطي ، وفي الصحاح : رجل نبطي ونباطي ونباط مثل يمني ويماني ويمان ، وقد استنبط الرجل . وفي كلام أيوب بن القرية : أهل عمان عرب استنبطوا ، وأهل البحرين نبيط استعربوا . ويقال : تنبط فلان إذا انتمى إلى النبط ، والنبط إنما سموا نبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : تمعددوا ولا تستنبطوا أي تشبهوا بمعد ولا تشبهوا بالنبط . وفي الحديث الآخر : لا تنبطوا في المدائن أي لا تشبهوا بالنبط في سكناها واتخاذ العقار والملك . وفي حديث ابن عباس : نحن معاشر قريش من النبط من أهل كوثى ربا ، قيل : إن إبراهيم الخليل ولد بها وكان النبط سكانها ، ومنه حديث عمرو بن معديكرب : سأله عمر عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم - فقال : أعرابي في حبوته ، نبطي في جبوته ; أراد أنه في جباية الخراج وعمارة الأرضين كالنبط حذقا بها ومهارة فيها لأنهم كانوا سكان العراق وأربابها . وفي حديث ابن أبي أوفى : كنا نسلف نبيط أهل الشام ، وفي رواية : أنباطا من أنباط الشام . وفي حديث الشعبي : أن رجلا قال لآخر : يا نبطي ! فقال : لا حد عليه كلنا نبط ; يريد الجوار والدار دون الولادة . وحكى أبو علي : أن النبط واحد بدلالة جمعهم إياه في قولهم أنباط ; فأنباط في نبط كأجبال في جبل . والنبيط كالكليب . وعلك الأنباط : هو الكامان المذاب يجعل لزوقا للجرح . والنبط : الموت . وفي حديث علي : ود السراة المحكمة أن النبط قد أتى علينا كلنا ، قال ثعلب : النبط الموت . ووعساء النبيط : رملة معروفة بالدهناء ، ويقال وعساء النميط . قال الأزهري : وهكذا سماعي منهم . وإنبط : اسم موضع بوزن إثمد ، وقال ابن فسوة :


فإن تمنعوا منها حماكم     فإنه مباح لها ، ما بين إنبط فالكدر

.

التالي السابق


الخدمات العلمية