صفحة جزء
نثر

نثر : الليث : النثر نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الجوز واللوز والسكر ، وكذلك نثر الحب إذا بذر ، هو النثار ، وقد نثره ينثره وينثره نثرا ونثارا ونثره فانتثر وتناثر ، والنثارة : ما تناثر منه ، وخص اللحياني به ما ينتثر من المائدة فيؤكل فيرجى فيه الثواب . التهذيب : والنثار فتات ما يتناثر حوالي الخوان من الخبز ونحو ذلك من كل شيء . الجوهري : النثار ، بالضم ، ما تناثر من الشيء . ودر منثر : شدد للكثرة ، وقيل : نثارة الحنطة والشعير ونحوهما ما انتثر منه . وشيء نثر : منتثر ، وكذلك الجمع ، قال :


حد النهار تراعي ثيرة نثرا

ويقال : شهدت نثار فلان ، وقوله أنشده ثعلب :


هذريان هذر هذاءة     موشك السقطة ، ذو لب نثر

قال ابن سيده : لم يفسر نثرا ، قال : وعندي أنه متناثر متساقط لا يثبت . وفي حديث ابن مسعود وحذيفة في القراءة : هذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل ، أي كما يتساقط الرطب اليابس من العذق إذا هز . وفي حديث أبي ذر : يوافقكم العدو حلب شاة نثور ; هي الواسعة الإحليل كأنها تنثر اللبن نثرا تفتح سبيله ، ووجأه فنثر أمعاءه . وتناثر القوم : مرضوا فماتوا . والنثور : الكثير الولد ، وكذلك المرأة ، وقد نثر ولدا ونثر كلاما : أكثره ، وقد نثرت ذا بطنها ونثرت بطنها . وفي الحديث : فلما خلا سني ونثرت له ذا بطني ; أرادت أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده . وقيل لامرأة : أي البغاة أبغض إليك ؟ فقالت : التي إن غدت بكرت ، وإن حدثت نثرت . ورجل نثر بين النثر ومنثر ; كلاهما : كثير الكلام ، والأنثى نثرة فقط . والنثرة : الخيشوم وما والاه . وشاة ناثر ونثور : تطرح من أنفها كالدود . والنثير للدواب والإبل كالعطاس للناس ; زاد الأزهري : إلا أنه ليس بغالب له ولكنه شيء يفعله هو بأنفه ، يقال : نثر الحمار وهو ينثر نثيرا . الجوهري : والنثرة للدواب شبه العطسة ، يقال : نثرت الشاة إذا طرحت من أنفها الأذى . قال الأصمعي : النافر والناثر الشاة تسعل فينتثر من أنفها شيء . وفي حديث ابن عباس : " الجراد نثرة الحوت " ; أي عطسته ، وحديث كعب : إنما هو نثرة حوت ، وقد نثر ينثر نثيرا ، أنشد ابن الأعرابي :


فما أنجرت حتى أهب بسدفة     علاجيم ، عير ابني صباح نثيرها

واستنثر الإنسان : استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف . والانتثار والاستنثار بمعنى : وهو نثر ما في الأنف بالنفس . وفي الحديث : " إذا استنشقت فانثر " ، وفي التهذيب : فانثر ، وقد روي : فأنثر ، بقطع الألف ، قال : ولا يعرفه أهل اللغة ، وقد وجد بخطه في حاشية كتابه في الحديث : " من توضأ فلينثر " ، بكسر الثاء ، يقال : نثر الجوز والدر ينثر ، بضم الثاء ، ونثر من أنفه ينثر ، بكسر الثاء لا غير ، قال : وهذا صحيح ; كذا حفظه علماء اللغة . ابن الأعرابي : النثرة طرف الأنف ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطهارة : " استنثر " ، قال : ومعناه استنشق وحرك النثرة . الفراء : نثر الرجل وانتثر واستنثر إذا حرك النثرة في الطهارة ، قال أبو منصور : وقد روي هذا الحرف عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إذا توضأت فأنثر " ; من الإنثار ، إنما يقال : نثر ينثر وانتثر ينتثر واستنثر يستنثر . وروى أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : " إذا توضأ أحدكم فليجعل الماء في أنفه ثم لينثر " ، قال الأزهري : هكذا رواه أهل الضبط لألفاظ الحديث ، قال : وهو الصحيح عندي ، وقد فسر قوله لينثر واستنثر على غير ما فسره الفراء وابن الأعرابي ، قال بعض أهل العلم : معنى الاستنثار والنثر أن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أذى أو مخاط ، قال : ومما يدل على هذا الحديث الآخر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستنشق ثلاثا في كل مرة يستنثر فجعل الاستنثار غير الاستنشاق ، يقال منه : نثر ينثر ، بكسر الثاء . وفي الحديث : من توضأ فلينثر ، بكسر الثاء ، لا غير . والإنسان يستنثر إذا استنشق الماء ثم استخرج نثيره بنفس الأنف . ابن الأثير : نثر ينثر ، بالكسر ، إذا امتخط ، واستنثر استفعل منه : استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف ، وقيل : هو من تحريك النثرة ، وهي طرف الأنف ، قال : ويروى فأنثر بألف مقطوعة ، قال : وأهل اللغة لا يجيزونه ، والصواب بألف الوصل . ونثر السكر ينثره ، بالضم ، قال : وأما قول ابن الأعرابي النثرة طرف الأنف فهو صحيح ، وبه سمي النجم الذي يقال له نثرة الأسد كأنها جعلت طرف أنفه . والنثرة : فرجة ما بين الشاربين حيال وترة الأنف ، وكذلك هي من الأسد ، وقيل : هي أنف الأسد . والنثرة : نجم من نجوم الأسد ينزلها القمر ، قال :


كاد السماك بها أو نثرة الأسد

[ ص: 189 ] ‌‌‌التهذيب : النثرة كوكب في السماء كأنه لطخ سحاب حيال كوكبين ; تسميه العرب نثرة الأسد وهي من منازل القمر ، قال : وهي في علم النجوم من برج السرطان . قال أبو الهيثم : النثرة أنف الأسد ومنخراه ، وهي ثلاثة كواكب خفية متقاربة ، والطرف عينا الأسد كوكبان ، الجبهة أمامها وهي أربعة كواكب . الجوهري : النثرة كوكبان بينهما مقدار شبر ، وفيهما لطخ بياض كأنه قطعة سحاب وهي أنف الأسد ينزلها القمر . والعرب تقول : إذا طلعت النثرة قنأت البسرة أي داخل حمرتها سواد ، وطلوع النثرة على إثر طلوع الشعرى . وطعنه فأنثره عن فرسه أي ألقاه على نثرته ، قال :


إن عليها فارسا كعشره ;     إذا رأى فارس قوم أنثره

قال ثعلب : معناه طعنه فأخرج نفسه من أنفه ، ويروى رئيس . الجوهري : ويقال طعنه فأنثره أي أرعفه ، وأنشد الراجز :


إذا رأى فارس قوم أنثره

والنثرة : الدرع السلسة الملبس ، وقيل : هي الدرع الواسعة . ونثر درعه عليه : صبها ، ويقال للدرع : نثرة ونثلة . قال ابن جني : ينبغي أن تكون الراء في النثرة بدلا من اللام لقولهم نثل عليه درعه ولم يقولوا نثرها ، واللام أعم تصرفا ، وهي الأصل ، يعني أن باب نثل أكثر من باب نثر . وقال شمر في كتابه في السلاح : النثرة والنثلة اسم من أسماء الدرع ، قال : وهي المنثولة ، وأنشد :


وضاعف من فوقها نثرة     ترد القواضب عنها فلولا

وقال ابن شميل : النثل الأدراع ، يقال نثلها عليه ونثلها عنه أي خلعها . ونثلها عليه إذا لبسها . قال الجوهري : يقال نثر درعه عنه إذا ألقاها عنه ، قال : ولا يقال نثلها . وفي حديث أم زرع : ويميس في حلق النثرة ، قال : هي ما لطف من الدروع ، أي يتبختر في حلق الدرع ، وهو ما لطف منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية