صفحة جزء
[ ص: 220 ] نخل

نخل : نخل الشيء ينخله نخلا وتنخله وانتخله : صفاه واختاره ، وكل ما صفي ليعزل لبابه فقد انتخل وتنخل ، والنخالة : ما تنخل منه . والنخل : تنخيلك الدقيق بالمنخل لتعزل نخالته عن لبابه . والنخالة أيضا : ما نخل من الدقيق . ونخل الدقيق : غربلته . والنخالة أيضا : ما بقي في المنخل مما ينخل ; حكاه أبو حنيفة ، قال : وكل ما نخل فما يبقى فلم ينتخل نخالة ، وهذا على السلب . والمنخل والمنخل : ما ينخل به ، لا نظير له إلا قولهم منصل ومنصل ، وهو أحد ما جاء من الأدوات على مفعل ، بالضم . وأما قولهم فيه منغل ، فعلى البدل للمضارعة . وانتخلت الشيء : استقصيت أفضله ، وتنخلته : تخيرته . ورجل ناخل الصدر أي ناصح . وإذا نخلت الأدوية لتستصفي أجودها قلت : نخلت وانتخلت ، فالنخل التصفية ، والانتخال الاختيار لنفسك أفضله ، وكذلك التنخل ، وأنشد :


تنخلتها مدحا لقوم ، ولم أكن لغيرهم ، فيما مضى ، أتنخل

وانتخلت الشيء : استقصيت أفضله ، وتنخلته : تخيرته . وفي الحديث : " لا يقبل الله من الدعاء إلا الناخلة " ; أي المنخولة الخالصة ، فاعلة بمعنى مفعولة كماء دافق ، وفيه أيضا : " لا يقبل الله إلا نخائل القلوب " ; أي النيات الخالصة . يقال : نخلت له النصيحة إذا أخلصتها . والنخل : تنخيل الثلج والودق ، تقول : انتخلت ليلتنا الثلج أو مطرا غير جود . والسحاب ينخل البرد والرذاذ وينتخله . والنخلة : شجرة التمر ، الجمع نخل ونخيل وثلاث نخلات ، واستعار أبو حنيفة النخل لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر ، وقال مرة يصف شجرة الكاذي : هو نخلة في كل شيء من حليتها ، وإنما يريد في كل ذلك أنه يشبه النخلة ، قال : وأهل الحجاز يؤنثون النخل ، وفي التنزيل العزيز : والنخل ذات الأكمام ، وأهل نجد يذكرون ، قال الشاعر في تذكيره :


كنخل من الأعراض غير منبق

قال : وقد يشبه غير النخل في النبتة النخل ولا يسمى شيء منه نخلا كالدوم والنارجيل والكاذي والفوفل والغضف والخزم . وفي حديث ابن عمر : " مثل المؤمن كمثل النحلة " ، والمشهور في الرواية : كمثل النخلة ، بالخاء المعجمة ، وهي واحدة النخل ، وروي بالحاء المهملة ; يريد نحلة العسل ، وقد تقدم . وأبو نخلة : كنية ، قال أنشده ابن جني عن أبي علي :


اطلب ، أبا نخلة ، من يأبوكا     فقد سألنا عنك من يعزوكا
إلى أب ، فكلهم ينفيكا

وأبو نخيلة : شاعر معروف كني بذلك لأنه ولد عند جذع نخلة ، وقيل : لأنه كانت له نخيلة يعتهدها ، وسماه بخدج الشاعر النخيلات فقال يهجوه :


لاقى النخيلات حنادا محنذا     مني ، وشلا للئام مشقذا

ونخلة : موضع ، أنشد الأخفش :


يا نخل ذات السدر والجراول     تطاولي ما شئت أن تطاولي
إنا سنرميك بكل بازل

جمع بين الكسرة والفتحة . ونخيلة : موضع بالبادية . وبطن نخلة بالحجاز : موضع بين مكة والطائف . ونخل : ماء معروف . وعين نخل : موضع ، قال :


من المتعرضات بعين نخل     كأن بياض لبتها سدين

وذو النخيل : موضع ، قال [ مؤرخ السلمى ] :


قدر أحلك ذا النخيل ، وقد أرى     وأبي مالك ذو النخيل بدار

أبو منصور : في بلاد العرب واديان يعرفان بالنخلتين : أحدهما باليمامة ويأخذ إلى قرى الطائف ، والآخر يأخذ إلى ذات عرق . والمنخل ، بفتح الخاء مشددة : اسم شاعر ، ومن أمثال العرب في الغائب الذي لا يرجى إيابه : حتى يئوب المنخل ، كما يقال : حتى يئوب القارظ العنزي ، قال الأصمعي : المنخل رجل أرسل في حاجة فلم يرجع ، فصار مثلا يضرب في كل من لا يرجى ، يقال : لا أفعله حتى يئوب المنخل . والمتنخل : لقب شاعر من هذيل ، وهو مالك بن عويمر أخي بني لحيان من هذيل . وبنو نخلان : بطن من ذي الكلاع ، وقول الشاعر :


رأيت بها قضيبا فوق دعص     عليه النخل أينع والكروم

فالنخل قالوا : ضرب من الحلي ، والكروم : القلائد ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية