صفحة جزء
ندد

ندد : ند البعير يند ندودا إذا شرد . وندت الإبل تند ندا ونديدا وندادا وندودا وتنادت : نفرت وذهبت شرودا فمضت على وجوهها . وناقة ندود : شرود ، وقول الشاعر :


قضى على الناس أمرا لا نداد له عنهم ، وقد أخذ الميثاق واعتقدا

معناه : أنه لا يند عنهم ولا يذهب . وفي الحديث : " فند بعير منها " ، أي شرد وذهب على وجهه . ويوم التناد : يوم القيامة لما فيه من الانزعاج إلى الحشر ، وفي التنزيل : يوم التناد يوم تولون مدبرين ، قال الأزهري : القراء على تخفيف الدال من التناد ، وقرأ الضحاك وحده يوم التناد ، بتشديد الدال ، قال أبو الهيثم : هو من ند البعير ندادا أي شرد . قال : ويكون التناد ، بتخفيف الدال ، من ند فلينوا تشديد الدال وجعلوا إحدى الدالين ياء ، ثم حذفوا الياء كما قالوا ديوان وديباج ودينار وقيراط ، والأصل دوان ودباج وقراط ودنار ، قال : والدليل على ذلك جمعهم إياها دواوين وقراريط ودبابيج ودنانير ، قال : والدليل على صحة قراءة من قرأ التناد ، بتشديد الدال ، قوله : يوم تولون مدبرين . وقال ابن سيده : وأما قراءة من قرأ يوم التناد فيجوز أن يكون من محول هذا الباب فحول للياء لتعتدل رءوس الآي ، ويجوز أن يكون من النداء وحذف الياء أيضا لمثل ذلك . وإبل ندد : متفرقة كرفض اسم للجمع ، وقد أندها ونددها . وقال الفارسي : قال بعضهم : ندت الكلمة شذت ، وليست بقوية في الاستعمال ; ألا ترى أن سيبويه يقول : شذ هذا ولا يقول ند ؟ وطير يناديد وأناديد : متفرقة ، قال :

كأنما أهل حجر ، ينظرون متى يرونني خارجا ، طير يناديد ويقال : ذهب القوم يناديد وأناديد إذا تفرقوا في كل وجه . وندد بالرجل : أسمعه القبيح وصرح بعيوبه ، يكون في النظم والنثر . أبو زيد : نددت بالرجل تنديدا وسمعت به تسميعا إذا أسمعته القبيح وشتمته وشهرته وسمعت به . والتنديد : رفع الصوت ، قال طرفة :


لهجس خفي أو لصوت مندد

والصوت المندد : المبالغ في النداء . والند ، بالكسر : المثل والنظير ، والجمع أنداد ، وهو النديد والنديدة ، قال لبيد :


لكي لا يكون السندري نديدتي     وأجعل أقواما عموما عماعما

وفي كتابه لأكيدر وخلع الأنداد والأصنام : الأنداد جمع ند ، بالكسر ، وهو مثل الشيء الذي يضاده في أموره ويناده أي يخالفه ، ويريد بها ما كانوا يتخذونه آلهة من دون الله ، تعالى الله . وفي التنزيل العزيز : واتخذوا من دون الله أندادا ، قال الأخفش : الند الضد والشبه . وقوله : يجعلون أندادا ، أي أضدادا وأشباها . ويقال : ند فلان ونديده ونديدته أي مثله وشبهه . وقال أبو الهيثم : يقال للرجل إذا خالفك فأردت وجها تذهب به ونازعك في ضده : فلان ندي ونديدي للذي يريد خلاف الوجه الذي تريد ، وهو مستقل من ذلك بمثل ما تستقل به ، قال حسان :


أتهجوه ولست له بند ؟     فشركما لخيركما الفداء

أي لست له بمثل في شيء من معانيه . ويقال : ناددت فلانا إذا خالفته . ابن شميل : يقال فلانة ند فلانة وختنها وتربها . قال : ولا يقال فلانة ند فلان ولا ختن فلان فتشبهها به . والند والند : ضرب من الطيب يدخن به ، قال ابن دريد : لا أحسب الند عربيا صحيحا . قال [ ص: 223 ] الليث : الند ضرب من الدخنة . وقال أبو عمرو بن العلاء يقال لعنبر : الند ، وللبقم : العندم ، وللمسك : الفتيق . والند : التل المرتفع في السماء ، لغة يمانية .ويندد : موضع ، وقيل : هي من أسماء مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم . ومندد : بلد ، قال ابن سيده : وأراه جرى في فك التضعيف مجرى محبب للعلمية . قال : ولم أجعله من باب مهدد لعدم ( ( م ن د ) ) ، قال ابن أحمر :


وللشيخ تبكيه رسوم ، كأنما     تراوحها العصرين أرواح مندد

.

التالي السابق


الخدمات العلمية