صفحة جزء
نزع

نزع : نزع الشيء ينزعه نزعا ، فهو منزوع ونزيع ، وانتزعه فانتزع : اقتلعه فاقتلع ، وفرق سيبويه بين نزع وانتزع فقال : انتزع استلب ، ونزع : حول الشيء عن موضعه وإن كان على نحو الاستلاب . وانتزع الرمح : اقتلعه ثم حمل . وانتزع الشيء : انقلع . ونزع الأمير العامل عن عمله : أزاله ، وهو على المثل لأنه إذا أزاله فقد اقتلعه وأزاله . وقولهم فلان في النزع أي في قلع الحياة . يقال : فلان ينزع نزعا إذا كان في السياق عند الموت ، وكذلك هو يسوق سوقا ، وقوله تعالى : والنازعات غرقا والناشطات نشطا ، قال الفراء : تنزع الأنفس من صدور الكفار كما يغرق النازع في القوس إذا جذب الوتر ، وقيل في التفسير : يعني به الملائكة تنزع روح الكافر وتنشطه فيشتد عليه أمر خروج روحه ، وقيل : النازعات غرقا القسي ، والناشطات نشطا الأوهاق ، وقيل : النازعات والناشطات النجوم تنزع من مكان إلى مكان وتنشط . والمنزعة ، بكسر الميم : خشبة عريضة نحو الملعقة تكون مع مشتار العسل ينزع بها النحل اللواصق بالشهد ، وتسمى المحبض . ونزع عن الصبي والأمر ينزع نزوعا : كف وانتهى ، وربما قالوا نزعا . ونازعتني نفسي إلى هواها نزاعا : غالبتني . ونزعتها أنا : غلبتها . ويقال للإنسان إذا هوي شيئا ونازعته نفسه إليه : هو ينزع إليه نزاعا . ونزع الدلو من البئر ينزعها نزعا ونزع بها ; كلاهما : جذبها بغير قامة وأخرجها ، أنشد ثعلب :


قد أنزع الدلو تقطى بالمرس توزغ من ملء كإيزاغ الفرس

تقطيها : خروجها قليلا قليلا بغير قامة ، وأصل النزع الجذب والقلع ، ومنه نزع الميت روحه . ونزع القوس إذا جذبها . وبئر نزوع ونزيع : قريبة القعر تنزع دلاؤها بالأيدي نزعا لقربها ، ونزوع هنا للمفعول مثل ركوب ، والجمع نزاع . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " رأيتني أنزع على قليب " ، معناه رأيتني في المنام أستقي بيدي من قليب ، يقال : نزع بيده إذا استقى بدلو علق فيها الرشاء . وجمل نزوع : ينزع عليه الماء من البئر وحده . والمنزعة : رأس البئر الذي ينزع عليه ، قال :


يا عين بكي عامرا يوم النهل     عند العشاء والرشاء والعمل

، قام على منزعة زلج فزل وقال ابن الأعرابي : هي صخرة تكون على رأس البئر يقوم عليها الساقي ، والعقابان من جنبتيها تعضدانها ، وهي التي تسمى القبيلة . وفلان قريب المنزعة أي قريب الهمة . ابن السكيت : وانتزاع النية بعدها ، ومنه نزع الإنسان إلى أهله والبعير إلى وطنه ينزع نزاعا ونزوعا : حن واشتاق ، وهو نزوع ، والجمع نزع ، وناقة نازع إلى وطنها بغير هاء ، والجمع نوازع ، وهي النزائع ; واحدتها نزيعة . وجمل نازع ونزوع ونزيع ، قال جميل :

فقلت لهم : لا تعذلوني وانظروا إلى النازع المقصور كيف يكون ؟ وأنزع القوم فهم منزعون : نزعت إبلهم إلى أوطانها ، قال :

فقد أهافوا زعموا وأنزعوا أهافوا : عطشت إبلهم والنزيع والنازع : الغريب ، وهو أيضا البعيد . والنزيع : الذي أمه سبية ، قال المرار :


عقلت نساءهم فينا حديثا     ضنين المال ، والولد النزيعا

ونزاع القبائل : غرباؤهم الذين يجاورون قبائل ليسوا منهم ، الواحد نزيع ونازع . والنزائع والنزاع : الغرباء ، وفي الحديث : " طوبى للغرباء " ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : " النزاع من القبائل " ; هو الذي نزع عن أهله وعشيرته أي بعد وغاب ، وقيل : لأنه نزع إلى [ ص: 234 ] وطنه أي ينجذب ويميل ، والمراد الأول : أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى . ونزع إلى عرق كريم أو لؤم ، ينزع نزوعا ونزعت به أعراقه ونزعته ونزعها ونزع إليها ، قال : ونزع شبهه عرق ، وفي حديث القذف : إنما هو عرق نزعه . والنزيع : الشريف من القوم الذي نزع إلى عرق كريم ، وكذلك فرس نزيع . ونزع فلان إلى أبيه ينزع في الشبه أي ذهب إليه وأشبهه . وفي الحديث : " لقد نزعت بمثل ما في التوراة أي جئت بما يشبهها " . والنزائع من الخيل : التي نزعت إلى أعراق ; واحدتها نزيعة ، وقيل : النزائع من الإبل والخيل التي انتزعت من أيدي الغرباء ، وفي التهذيب : من أيدي قوم آخرين ، وجلبت إلى غير بلادها ، وقيل : هي المنتقذة من أيديهم ، وهي من النساء التي تزوج في غير عشيرتها فتنقل ، والواحدة من كل ذلك نزيعة . وفي حديث ظبيان : أن قبائل من الأزد نتجوا فيها النزائع أي الإبل الغرائب انتزعوها من أيدي الناس . وفي حديث عمر : قال لآل السائب : قد أضويتم فانكحوا في النزائع أي في النساء الغرائب من عشيرتكم . ويقال : هذه الأرض تنازع أرض كذا أي تتصل بها ، وقال ذو الرمة :


لقى بين أجماد وجرعاء نازعت     حبالا ، بهن الجازئات الأوابد

والمنزعة : القوس الفجواء . ونزع في القوس ينزع نزعا : مد بالوتر ، وقيل : جذب الوتر بالسهم . والنزعة : الرماة ; واحدهم نازع . وفي مثل : عاد السهم إلى النزعة أي رجع الحق إلى أهله وقام بإصلاح الأمر أهل الأناة ، وهو جمع نازع . وفي التهذيب : وفي المثل عاد الرمي على النزعة ، يضرب مثلا للذي يحيق به مكره . وفي حديث عمر : لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو أي يجذب قوسه ويثب على فرسه . وانتزع للصيد سهما : رماه به ، واسم السهم المنزع ، ومنه قول أبي ذؤيب :


فرمى لينفذ فرها     فهوى له سهم ، فأنفذ

طرتيه المنزع فرها جمع فاره ، قال ابن بري : أنشد الجوهري عجز هذا البيت : ورمى فأنفذ ; والصواب ما ذكرناه . والمنزع أيضا : السهم الذي يرمى به أبعد ما يقدر عليه لتقدر به الغلوة ، قال الأعشى :


فهو كالمنزع المريش من الشو     حط ، غالت به يمين المغالي

وقال أبو حنيفة : المنزع حديدة لا سنخ لها إنما هي أدنى حديدة لا خير فيها ، تؤخذ وتدخل في الرعظ . وانتزع بالآية والشعر : تمثل . ويقال للرجل إذا استنبط معنى آية من كتاب الله - عز وجل - : قد انتزع معنى جيدا ، ونزعه مثله أي استخرجه . ومنازعة الكأس : معاطاتها . قال الله - عز وجل - : يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ، أي يتعاطون والأصل فيه يتجاذبون . ويقال : نازعني فلان بنانه أي صافحني . والمنازعة : المصافحة ، قال الراعي :


ينازعننا رخص البنان ، كأنما     ينازعننا هداب ريط معضد

والمنازعة : المجاذبة في الأعيان والمعاني ، ومنه الحديث : " أنا فرطكم على الحوض ، فلألفين ما نوزعت في أحدكم فأقول هذا مني " أي يجذب ويؤخذ مني . والنزاعة والنزاعة والمنزعة والمنزعة : الخصومة . والمنازعة في الخصومة : مجاذبة الحجج فيما يتنازع فيه الخصمان . وقد نازعه منازعة ونزاعا : جاذبه في الخصومة ، قال ابن مقبل :


نازعت ألبابها لبي بمقتصر

من الأحاديث ، حتى زدنني لينا أي نازع لبي ألبابهن . قال سيبويه : ولا يقال في العاقبة فنزعته استغنوا عنه بغلبته . والتنازع : التخاصم . وتنازع القوم : اختصموا . وبينهم نزاعة أي خصومة في حق . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى يوما فلما سلم من صلاته قال : " ما لي أنازع القرآن " ، أي أجاذب في قراءته ; وذلك أن بعض المأمومين جهر خلفه فنازعه قراءته فشغله ، فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه . والمنزعة والمنزعة : ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره . قال الأصمعي : يقولون والله لتعلمن أينا أضعف منزعة ، بكسر الميم ، ومنزعة ، بفتحها ، أي رأيا وتدبيرا ; حكى ذلك ابن السكيت في مفعلة ومفعلة ، وقيل : المنزعة قوة عزم الرأي والهمة ، ويقال للرجل الجيد الرأي : إنه لجيد المنزعة . ونزعت الخيل تنزع : جرت طلقا ، وأنشد :


والخيل تنزع قبا في أعنتها     كالطير تنجو من الشؤبوب

ذي البرد ونزع المريض ينزع نزعا ونازع نزاعا : جاد بنفسه . ومنزعة الشراب : طيب مقطعه ، يقال : شراب طيب المنزعة أي طيب مقطع الشرب . وقيل في قوله تعالى : ختامه مسك ، إنهم إذا شربوا الرحيق ففني ما في الكأس وانقطع الشرب انختم ذلك بريح المسك . والنزع : انحسار مقدم شعر الرأس عن جانبي الجبهة ، وموضعه النزعة ، وقد نزع ينزع نزعا ، وهو أنزع بين النزع ، والاسم النزعة ، وامرأة نزعاء ، وقيل : لا يقال امرأة نزعاء ، ولكن يقال زعراء . والنزعتان : ما ينحسر عن الشعر من أعلى الجبينين حتى يصعد في الرأس . والنزعاء من الجباه التي أقبلت ناصيتها وارتفع أعلى شعر صدغها . وفي حديث القرشي : أسرني رجل أنزع . وفي صفة علي - رضي الله عنه - : البطين الأنزع . والعرب تحب النزع وتتيمن بالأنزع وتذم الغمم وتتشاءم بالأغم ، وتزعم أن الأغم القفا والجبين لا يكون إلا لئيما ، ومنه قول هدبة بن خشرم :

ولا تنكحي ، إن فرق الدهر بيننا ، أغم القفا والوجه ليس بأنزعا وأنزع الرجل إذا ظهرت نزعتاه . ونزعه بنزيعة : نخسه ; عن كراع . وغنم نزع ونزع : حرامى تطلب الفحل ، وبها نزاع ، وشاة نازع . والنزائع من الرياح : هي النكب ; سميت نزائع لاختلاف مهابها . والنزعة : بقلة كالخضرة ، وثمام منزع : شدد للكثرة . قال أبو حنيفة : النزعة تكون بالروض وليس لها زهرة ولا ثمر ، تأكلها الإبل إذا لم تجد غيرها ، فإذا أكلتها امتنعت ألبانها خبثا . ورأيت في التهذيب : النزعة نبت معروف . ورأيت فلانا متنزعا إلى كذا أي متسرعا نازعا إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية