صفحة جزء
نشش

نشش : نش الماء ينش نشا ونشيشا ونشش : صوت عند الغليان أو الصب ، وكذلك كل ما سمع له كتيت كالنبيذ وما أشبهه ، وقيل : النشيش أول أخذ العصير في الغليان والخمر تنش إذا أخذت في الغليان . وفي الحديث : إذا نش فلا تشرب . ونش اللحم نشا ونشيشا : سمع له صوت على المقلى أو في القدر . ونشيش اللحم : صوته إذا غلى . والقدر تنش إذا أخذت تغلي . ونش الماء إذا صببته من صاخرة طال عهدها بالماء . والنشيش : صوت الماء وغيره إذا غلى . وفي حديث النبيذ : إذا نش فلا تشرب . أي إذا غلى يقال : نشت الخمر تنش نشيشا ، ومنه حديث الزهري : أنه كره للمتوفى عنها زوجها الدهن الذي ينش بالريحان ، أي يطيب بأن يغلى في القدر مع الريحان حتى ينش . وسبخة نشاشة ونشناشة : لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها ، وقد نشت بالنز تنش . وسبخة نشاشة : تنش من النز ، وقيل : سبخة نشاشة وهو ما يظهر من ماء السباخ فينش فيها حتى يعود ملحا ، ومنه حديث الأحنف : نزلنا سبخة نشاشة . يعني البصرة أي نزازة تنز بالماء ; لأن السبخة ينز ماؤها فينش ويعود ملحا وقيل : النشاشة التي لا يجف تربها ولا ينبت مرعاها . بعض الكلابيين : أشت الشجة ونشت ، قال : أشت إذا أخذت تحلب ، ونشت إذا قطرت ، ونش الغدير والحوض ينش نشا ونشيشا : يبس ماؤهما ونضب ، وقيل : نش الماء على وجه الأرض نشف وجف ، ونش الرطب : وذوي ذهب [ ص: 259 ] ماؤه ، قال ذو الرمة :


حتى إذا معمعان الصيف هب له بأجة نش عنها الماء والرطب



والنش : وزن نواة من ذهب ، وقيل : هو وزن عشرين درهما ، وقيل : وزن خمسة دراهم ، وقيل : هو ربع أوقية ، والأوقية أربعون درهما . ونش الشيء : نصفه . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من ثنتي عشرة أوقية ونش . الأوقية أربعون والنش عشرون فيكون الجميع خمسمائة درهم ، قال الأزهري : وتصديقه ما روي عن عبد الرحمن قال : سألت عائشة رضي الله عنها : كم كان صداق النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : كان صداقه اثنتي عشرة ونشا ، قالت : والنش نصف أوقية . ابن الأعرابي : النش النصف من كل شيء وأنشد :


من نسوة مهورهن النش

الجوهري : النش عشرون درهما وهو نصف أوقية ; لأنهم يسمون الأربعين درهما أوقية ، ويسمون العشرين نشا ، ويسمون الخمسة نواة . ونشنش الطائر ريشه بمنقاره إذا أهوى له إهواء خفيفا فنتف منه وطير به ، وقيل : نتفه فألقاه ، قال :


رأيت غرابا واقعا فوق بانة     ينشنش أعلى ريشه ويطايره



وكذلك وضعت له لحما فنشنش منه إذا أكل بعجلة وسرعة ، وقال أبو الدرداء لبلعنبر يصف حية نشطت فرسن بعير :


فنشنش إحدى فرسنيها بنشطة رغت     رغوة منها وكادت تقرطب



ونشنشوه : تعتعوه ، عن ابن الأعرابي . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه كان ينش الناس بعد العشاء بالدرة ، أي يسوقهم إلى بيوتهم . والنش : السوق الرفيق ، ويروى بالسين وهو السوق الشديد ، قال شمر : صح الشين عن شعبة في حديث عمر ، وما أراه إلا صحيحا ، وكان أبو عبيد يقول : إنما هو ينس أو ينوش . وقال شمر : نشنش الرجل الرجل إذا دفعه وحركه . ونشنش ما في الوعاء إذا نتره وتناوله ، وأنشد ابن الأعرابي :


الأقحوانة إذ يثنى بجانبها     كالشيخ نشنش عنه الفارس السلبا



وقال الكميت :


فغادرتها تحبو عقيرا ونشنشوا     حقيبتها بين التوزع والنتر



والنشنشة : النفض والنتر . ونشنش الشجر : أخذ من لحائه . ونشنش السلب : أخذه . ونششت الجلد إذا أسرعت سلخه وقطعته عن اللحم ، قال مرة بن محكان :


أمطيت جازرها أعلى سناسنها     فخلت جازرنا من فوقها قتبا
ينشنش الجلد عنها وهي باركة     كما ينشنش كفا قاتل سلبا



أمطيته أي أمكنته من مطاها ، وهو ظهرها أي علا عليها لينتزع عنها جلدها لما نحرت . والسناسن : رؤوس الفقار الواحد سنسن ، والقتب : رحل الهودج ويروى : كفا فاتل سلبا ، فالسلب على هذا ضرب من الشجر يمد فيلين بذلك ثم يفتل منه الحزم . ورجل نشنشي الذراع : خفيفها رحبها ، وقيل : خفيف في عمله ومراسه ، قال :


فقام فتى نشنشي الذراع     فلم يتلبث ولم يهمم



وغلام نشنش : خفيف في السفر . ابن الأعرابي : النش السوق الرفيق ، والنش الخلط ، ومنه زعفران منشوش . وروى عبد الرزاق عن ابن جريج : قلت لعطاء الفأرة تموت في السمن الذائب أو الدهن ، قال : أما الدهن فينش ويدهن به إن لم تقذره نفسك ، قلت : ليس في نفسك من أن يأثم إذا نش ؟ قال : لا ، قال : قلت : فالسمن ينش ثم يؤكل ، قال : ليس ما يؤكل به كهيئة شيء في الرأس يدهن به ، وقوله ينش ويدهن به إن لم تقذره نفسك أي يخلط ويداف . ورجل نشناش : وهو الكميشة يداه في عمله . ويقال : نشنشه إذا عمل عملا فأسرع فيه . والنشنشة : صوت حركة الدروع والقرطاس والثوب الجديد ، والمشمشة : تفريق القماش . والنشنشة : لغة في الشنشنة ما كانت ، قال الشاعر :


باك حيي أمه بوك الفرس     نشنشها أربعة ثم جلس



رأيت في حواشي بعض الأصول : البوك للحمار ، والنيك للإنسان . ونشنش المرأة ومشمشها إذا نكحها . وفي حديث عمر رضي الله عنه ، أنه قال لابن عباس في شيء شاوره فيه ، فأعجبه كلامه فقال : نشنشة أعرفها من أخشن . قال أبو عبيد : هكذا حدث به سفيان ، وأما أهل العربية فيقولون غيره ، قال الأصمعي : إنما هو :

شنشنة أعرفها من أخزم قال : والنشنشة قد تكون كالمضغة أو كالقطعة تقطع من اللحم ، وقال أبو عبيدة : شنشنة ونشنشة ، قال ابن الأثير : نشنشة من أخشن ، أي حجر من جبل ، ومعناه أنه شبهه بأبيه العباس في شهامته ورأيه وجرأته على القول ، وقيل : أراد أن كلمته منه حجر من جبل أي أن مثلها يجيء من مثله ، وقال الحربي : أراد شنشنة أي غريزة وطبيعة . ونشنش ونش : ساق وطرد . والنشنشة : كالخشخشة ، قال :

للدرع فوق منكبيه نشنشه وروى الأزهري عن الشافعي قال : الأدهان دهنان : دهن طيب مثل البان المنشوش بالطيب ، ودهن ليس بالطيب مثل سليخة البان غير منشوش ومثل الشبرق . قال الأزهري : المنشوش المربب بالطيب إذا ربب بالطيب فهو منشوش ، والسليخة ما اعتصر من ثمر البان ولم يربب بالطيب . قال ابن الأعرابي : النش الخلط . ونشة ونشناش : اسمان . وأبو النشناش : كنية قال :


ونائية الأرجاء طامية الصوى     خدت بأبي النشناش فيها ركائبه

والنشناش : موضع بعينه ، عن ابن الأعرابي وأنشد :


بأودية النشناش حتى تتابعت     رهام الحيا واعتم بالزهر البقل



التالي السابق


الخدمات العلمية