صفحة جزء
نغر

نغر : نغر عليه بالكسر نغرا ونغر ينغر نغرانا وتنغر : غلى وغضب ، وقيل : هو الذي يغلي جوفه من الغيظ ورجل نغر وامرأة نغرة : غيرى . وفي حديث علي - عليه السلام - : أن امرأة جاءته فذكرت له أن زوجها يأتي جاريتها فقال : إن كنت صادقة رجمناه وإن كنت كاذبة جلدناك ، فقالت : ردوني إلى أهلي غيرى نغرة أي مغتاظة يغلي جوفي غليان القدر ، قال الأصمعي : سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت : هو مأخوذ من نغر القدر ، وهو غليانها وفورها . يقال منه : نغرت القدر تنغر نغرا إذا غلت ، فمعناه أنها أرادت أن جوفها يغلي من الغيظ والغيرة ، ثم لم تجد عند علي - عليه السلام - ما تريد . وكانت بعض نساء الأعراب علقة ببعلها فتزوج عليها ، فتاهت وتدلهت من الغيرة فمرت يوما برجل يرعى إبلا له في رأس أبرق ، فقالت : أيها الأبرق في رأس الرجل عسى رأيت جريرا يجر بعيرا ، فقال لها الرجل : أغيرى أنت أم نغرة ؟ فقالت له : ما أنا بالغيرى ولا النغرة ، أذيب أحمالي وأرعى زبدتي ، قال ابن سيده : وعندي أن النغرة هنا الغضبى لا الغيرى لقوله : أغيرى أنت أم نغرة ؟ فلو كانت النغرة هنا هي الغيرى لم يعادل بها قوله أغيرى كما لا تقول للرجل : أقاعد أنت أم جالس ؟ ونغرت القدر تنغر نغيرا ونغرانا ونغرت : غلت . وظل فلان يتنغر على فلان أي يتذمر عليه ، وقيل : أي يغلي عليه جوفه غيظا . ونغرت الناقة تنغر : ضمت مؤخرها فمضت . ونغرها صاح بها قال :

وعجز تنغر للتنغير وروى بعضهم : تنفر للتنفير يعني تطاوعه على ذلك . والنغر : فراخ العصافير واحدته نغرة مثال همزة ، وقيل : النغر ضرب من الحمر حمر المناقير وأصول الأحناك وجمعها نغران ، وهو البلبل عند أهل المدينة ، قال يصف كرما :


يحملن أزقاق المدام كأنما يحملنها بأظافر النغران

شبه معالق العنب بأظافر النغران . الجوهري : النغرة مثال الهمزة ، واحدة النغر ، وهي طير كالعصافير حمر المناقير ، قال الراجز :


علق حوضي نغر مكب     إذا غفلت غفلة يعب
وحمرات شربهن غب

وبتصغيره جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبني كان لأبي طلحة الأنصاري وكان له نغر فمات : فما فعل النغير يا أبا عمير ؟ قال الأزهري : النغر طائر يشبه العصفور وتصغيره نغير ويجمع نغرانا مثل صرد وصردان . شمر : النغر فرخ العصفور ، وقيل : هو من صغار العصافير تراه أبدا صغيرا ضاويا . والنغر : أولاد الحوامل إذا صوتت ووزغت أي صارت كالوزغ في خلقتها صغر ، قال الأزهري : هذا تصحيف وإنما هو النعر بالعين ويقال منه : ما أجنت الناقة نغرا قط أي ما حملت ، وقد مر تفسيره ، وأنشد ابن السكيت :


كالشدنيات يساقطن النغر

ونغر من الماء نغرا : أكثر . وأنغرت الشاة : لغة في أمغرت وهي منغر : احمر لبنها ولم تخرط ، وقال اللحياني : هو أن يكون في لبنها شكلة دم فإذا كان ذلك لها عادة فهي منغار . قال الأصمعي : أمغرت الشاة وأنغرت وهي شاة ممغر ومنغر إذا حلبت فخرج مع لبنها دم . وشاة منغار : مثل ممغار . وجرح نغار : يسيل منه الدم ، قال أبو مالك : يقال نغر الدم ونعر وتغر كل ذلك إذا انفجر ، وقال العكلي : شخب العرق ونغر ونعر ، قال الكميت بن زيد :


وعاث فيهن من ذي لية نتقت     أو نازف من عروق الجوف نغار

[ ص: 310 ] وقال أبو عمرو وغيره : نغار سيال .

التالي السابق


الخدمات العلمية