صفحة جزء
نفخ

نفخ : النفخ : معروف ، نفخ فيه فانتفخ . ابن سيده : نفخ بفمه ينفخ نفخا إذا أخرج منه الريح يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما ، وفي الخبر : فإذا هو مغتاظ ينفخ ، ونفخ النار وغيرها ينفخها نفخا ونفيخا . والنفيخ : الموكل بنفخ النار ، قال الشاعر :


في الصبح يحكي لونه زخيخ من شعلة ساعدها النفيخ



قال : صار الذي ينفخ نفيخا مثل الجليس ونحوه ; لأنه لا يزال يتعهده بالنفخ . والمنفاخ : كير الحداد . والمنفاخ : الذي ينفخ به في النار وغيرها . وما بالدار نافخ ضرمة أي ما بها أحد . وفي حديث علي رضوان الله عليه : ود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة أي أحد لأن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأنثى ، وقول أبي النجم :


إذا نطحن الأخشب المنطوحا     سمعت للمرو به ضبيحا
ينفحن منه لهبا منفوحا

إنما أراد منفوخا فأبدل الحاء مكان الخاء ، وذلك لأن هذه القصيدة حائية وأولها :


يا ناق سيري عنقا فسيحا     إلى سليمان فنستريحا



وفي الحديث : أنه نهى عن النفخ في الشراب . إنما هو من أجل ما يخاف أن يبدر من ريقه فيقع فيه ، فربما شرب بعده غيره فيتأذى به . وفي الحديث : رأيت كأنه وضع في يدي سواران من ذهب فأوحي إلي أن انفخهما . أي ارمهما وألقهما كما تنفخ الشيء إذا دفعته عنك ، وإن كانت بالحاء المهملة فهو من نفحت الشيء إذا رميته ، ونفحت الدابة إذا رمحت برجلها . ويروي حديث المستضعفين : فنفخت بهم الطريق . بالخاء المعجمة أي رمت بهم بغتة من نفخت الريح إذا جاءت بغتة . وفي حديث عائشة : السعوط مكان النفخ ; كانوا إذا اشتكى أحدهم حلقة نفخوا فيه فجعلوا السعوط مكانه . ونفخ الإنسان في اليراع وغيره . والنفخة : نفخة يوم القيامة . وفي التنزيل : فإذا نفخ في الصور وفي التنزيل : فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله . ويقال : نفخ الصور ونفخ فيه ، قاله الفراء وغيره ، وقيل : نفخه لغة في نفخ فيه ، قال الشاعر :


لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم     ولا خراسان حتى ينفخ الصور

وقول القطامي :


ألم يخز التفرق جند كسرى     ونفخوا في مدائنهم فطاروا



أراد : ونفخوا فخفف . ونفخ بها : ضرط ، قال أبو حنيفة : النفخة الرائحة الخفيفة اليسيرة ، والنفخة : الرائحة الكثيرة ، قال ابن سيده : ولم أر أحدا وصف الرائحة بالكثرة ولا القلة غير أبي حنيفة . قال : وقال أبو عمرو بن العلاء : دخلت محرابا من محاريب الجاهلية فنفخ [ ص: 316 ] المسك في وجهي . والنفخة والنفاخ : الورم . وبالدابة نفخ : وهو ريح ترم منه أرساغها ، فإذا مشت انفشت . والنفخة : داء يصيب الفرس ترم منه خصياه ، نفخ نفخا وهو أنفخ . ورجل أنفخ بين النفخ : للذي في خصييه نفخ ، التهذيب : النفاخ نفخة الورم من داء يأخذ حيث أخذ . والنفخة : انتفاخ البطن من طعام ونحوه . ونفخه الطعام ينفخه نفخا فانتفخ : ملأه فامتلأ . يقال : أجد نفخة ونفخة ونفخة إذا انتفخ بطنه . والمنتفخ أيضا : الممتلئ كبرا وغضبا . ورجل ذو نفخ وذو نفج بالجيم أي صاحب فخر وكبر . والنفخ : الكبر ، في قوله : أعوذ بك من همزه ونفثه ونفخه ، فنفثه الشعر ، ونفخه الكبر ، وهمزه الموتة . لأن المتكبر يتعاظم ويجمع نفسه ونفسه فيحتاج أن ينفخ . وفي حديث أشراط الساعة : انتفاخ الأهلة أي عظمها وقد انتفخ عليه . وفي حديث علي : نافخ حضنيه أي منتفخ مستعد لأن يعمل عمله من الشر . ومن مسائل الكتاب : وقصدت قصده إذ انتفخ علي أي لاينته وخادعته حين غضب علي . وانتفخ النهار : علا قبل الانتصاف بساعة ، وانتفخ الشيء . والنفخ : ارتفاع الضحى . ونفخة الشباب : معظمه ، وشاب نفخ ، وجارية نفخ : ملأتهما نفخة الشباب . وأتانا في نفخة الربيع أي حين أعشب وأخصب . أبو زيد : هذه نفخة الربيع ونفخته : انتهاء نبته . والنفخ : للفتى الممتلئ شبابا ، بضم النون والفاء ، وكذلك الجارية بغير هاء . ورجل منتفخ ومنفوخ أي سمين . ابن سيده : ورجل منفوخ وأنفخان وإنفخان ، والأنثى أنفخانة وإنفخانة : نفخهما السمن فلا يكون إلا سمنا في رخاوة . وقوم منفوخون ، والمنفوخ : العظيم البطن وهو أيضا الجبان على التشبيه بذلك ; لأنه انتفخ سحره . والنفاخة : هنة منتفخة تكون في بطن السمكة ، وهو نصابها فيما زعموا وبها تستقل في الماء وتردد . والنفاخة : الحجاة التي ترتفع فوق الماء . والنفخاء من الأرض : مثل النبخاء ، وقيل : هي أرض مرتفعة مكرمة ليس فيها رمل ولا حجارة تنبت قليلا من الشجر ، ومثلها النهداء غير أنها أشد استواء وتصوبا في الأرض ، وقيل : النفخاء : أرض لينة فيها ارتفاع ، وقيل لابنة الخس : أي شيء أحسن ؟ فقالت : أثر غادية في إثر سارية في بلاد خاوية ، في نفخاء رابية ، وقيل : النفخاء من الأرضين كالرخاء والجمع النفاخى ، كسر تكسير الأسماء ; لأنها صفة غالبة . والنفخاء : أعلى عظم الساق .

التالي السابق


الخدمات العلمية