صفحة جزء
نقر

نقر : النقر : ضرب الرحى والحجر وغيره بالمنقار . ونقره ينقره نقرا : ضربه . والمنقار : حديدة كالفأس ينقر بها ، وفي غيره : حديدة كالفأس مشككة مستديرة لها خلف يقطع به الحجارة والأرض الصلبة . ونقرت الشيء : ثقبته بالمنقار . والمنقر بكسر الميم : المعول ، قال ذو الرمة :


كأرحاء رقد زلمتها المناقر



ونقر الطائر الشيء ينقره نقرا : كذلك ، ومنقار الطائر : منسره ؛ لأنه ينقر به . ونقر الطائر الحبة ينقرها نقرا : التقطها . ومنقار الطائر والنجار ، والجمع المناقير ، ومنقار الخف : مقدمه على التشبيه . وما أغنى عني نقرة يعني نقرة الديك ؛ لأنه إذا نقر أصاب . التهذيب : وما أغنى عني نقرة ولا فتلة ولا زبالا . وفي الحديث : أنه نهى عن نقرة الغراب يريد تخفيف السجود ، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله . ومنه حديث أبي ذر : فلما فرغوا جعل ينقر شيئا من طعامهم أي يأخذ منه بأصبعه . والنقر والنقرة والنقير : النكتة في النواة كأن ذلك الموضع نقر منها . وفي التنزيل العزيز : فإذا لا يؤتون الناس نقيرا وقال أبو دهبل أنشده أبو عمرو بن العلاء :


وإذا أردنا رحلة جزعت     وإذا أقمنا لم تفد نقرا



ومنه قول لبيد يرثي أخاه أربد :


وليس الناس بعدك في نقير     ولا هم غير أصداء وهام



أي ليسوا بعدك في شيء ، قال العجاج :


دافعت عنهم بنقير موتتي



قال ابن بري : البيت مغير وصواب إنشاده : دافع عني بنقير . قال : وفي دافع ضمير يعود على ذكر الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه أخبر أن الله - عز وجل - أنقذه من مرض أشفى به على الموت ، وبعده :


بعد اللتيا واللتيا والتي



وهذا مما يعبر به عن الدواهي . ابن السكيت في قوله : ولا يظلمون نقيرا ، قال : النقير النكتة التي في ظهر النواة . وروي عن أبي الهيثم أنه قال : النقير نقرة في ظهر النواة منها تنبت النخلة . والنقير : ما نقب من الخشب والحجر ونحوهما وقد نقر وانتقر . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : على نقير من خشب ، هو جذع ينقر ويجعل فيه شبه المراقي يصعد عليه إلى الغرف . والنقير أيضا : أصل خشبة ينقر فينتبذ فيه فيشتد نبيذه ، وهو الذي ورد النهي عنه . التهذيب : النقير أصل النخلة ينقر فينبذ فيه ، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء والحنتم والنقير والمزقت ، قال أبو عبيد : أما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم يشدخون فيها الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت ، قال ابن الأثير : النقير أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذا مسكرا ، والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النقير ، فيكون على حذف المضاف تقديره : عن نبيذ النقير ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، وقال في موضع آخر : النقير النخلة تنقر فيجعل فيها الخمر وتكون عروقها ثابتة في الأرض . وفقير نقير : كأنه نقر ، وقيل إتباع لا غير وكذلك حقير نقير وحقر نقر إتباع له . وفي الحديث : أنه عطس عنده رجل فقال : حقرت ونقرت ، يقال : به نقير أي قروح وبثر ، ونقر أي صار نقيرا ، كذا قاله أبو عبيدة : وقيل نقير إتباع حقير . والمنقر من الخشب : الذي ينقر للشراب . وقال أبو حنيفة : المنقر كل ما نقر للشراب ، قال : وجمعه مناقير ، وهذا لا يصح إلا أن يكون جمعا شاذا ، جاء على غير واحده . والنقرة : حفرة في الأرض صغيرة ليست بكبيرة . والنقرة : الوهدة المستديرة في الأرض والجمع نقر ونقار . وفي خبر أبي العارم : ونحن في رملة فيها من الأرطى والنقار الدفئية ما لا يعلمه إلا الله . والنقرة في القفا : منقطع القمحدوة وهي وهدة فيها . وفلان كريم النقير أي الأصل . ونقرة العين : وقبتها وهي من الورك الثقب الذي في وسطها . والنقرة من الذهب والفضة : القطعة المذابة ، وقيل : هو ما سبك مجتمعا منها . والنقرة : السبيكة والجمع نقار . والنقار : النقاش ، التهذيب : الذي ينقش الركب واللجم ونحوها ، وكذلك الذي ينقر الرحى . والنقر : الكتاب في الحجر . ونقر الطائر في الموضع : سهله ليبيض فيه ، قال طرفة :

[ ص: 336 ]

يا لك من قبرة بمعمر     خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري

وقيل : التنقير مثل الصفير ، وينشد :


ونقري ما شئت أن تنقري



والنقرة : مبيضه ، قال المخبل السعدي :


للقاريات من القطا نقر     في جانبيه ، كأنها الرقم



ونقر البيضة عن الفرخ : نقبها . والنقر : ضمك الإبهام إلى طرف الوسطى ثم تنقر فيسمع صاحبك صوت ذلك ، وكذلك باللسان . وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : ولا يظلمون نقيرا وضع طرف إبهامه على باطن سبابته ثم نقرها ، وقال : هذا التفسير . وما له نقر أي ماء . والمنقر والمنقر ، بضم الميم والقاف : بئر صغيرة ، وقيل : بئر ضيقة الرأس تحفر في الأرض الصلبة لئلا تهشم ، والجمع المناقر ، وقيل : المنقر والمنقر بئر كثيرة الماء بعيدة القعر ؛ وأنشد الليث في المنقر :


أصدرها عن منقر السنابر     نقد الدنانير وشرب الحازر
واللقم في الفاثور بالظهائر



الأصمعي : المنقر وجمعها مناقر وهي آبار صغار ضيقة الرؤوس تكون في نجفة صلبة لئلا تهشم ، قال الأزهري : القياس منقر كما قال الليث . قال : والأصمعي لا يحكي عن العرب إلا ما سمعه . والمنقر أيضا : الحوض عن كراع . وفي حديث عثمان البتي : ما بهذه النقرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين أراد بالبصرة . وأصل النقرة : حفرة يستنقع فيها الماء . ونقر الرجل ينقره نقرا : عابه ووقع فيه ، والاسم النقرى . قالت امرأة من العرب لبعلها : مر بي على بني نظرى ولا تمر بي على بنات نقرى . أي مر بي على الرجال الذين ينظرون إلي ولا تمر بي على النساء اللواتي يعبنني ، ويروى نظرى ونقرى مشددين . وفي التهذيب في هذا المثل : قالت أعرابية لصاحبة لها : مري بي على النظرى ولا تمري بي على النقرى ، أي مري بي على من ينظر إلي ولا ينقر . قال : ويقال : إن الرجال بنو النظرى وإن النساء بنو النقرى . والمناقرة : المنازعة . وقد ناقره أي نازعه . والمناقرة : مراجعة الكلام وبيني وبينه مناقرة ونقار وناقرة ونقرة أي كلام ؛ عن اللحياني قال ابن سيده : ولم يفسره ، قال : وهو عندي من المراجعة . وجاء في الحديث : متى ما يكثر حملة القرآن ينقروا ، ومتى ما ينقروا يختلفوا . التنقير : التفتيش ، ورجل نقار ومنقر . والمناقرة : مراجعة الكلام بين اثنين وبثهما أحاديثهما وأمورهما . والناقرة : الداهية . ورمى الرامي الغرض فنقره أي أصابه ولم ينفذه ، وهي سهام نواقر . ويقال للرجل إذا لم يستقم على الصواب : أخطأت نواقره ، قال ابن مقبل :


وأهتضم الخال العزيز وأنتحي     عليه إذا ضل الطريق نواقره



وسهم ناقر : صائب . والناقر : السهم إذا أصاب الهدف . وتقول العرب : نعوذ بالله من العواقر والنواقر ، وقد تقدم ذكر العواقر ، وإذا لم يكن السهم صائبا فليس بناقر . التهذيب : ويقال : نعوذ بالله من العقر والنقر ، فالعقر الزمانة في الجسد ، والنقر ذهاب المال . ورماه بنواقر أي بكلم صوائب ؛ وأنشد ابن الأعرابي في النواقر من السهام :


خواطئا كأنها نواقر



أي لم تخطئ إلا قريبا من الصواب . وانتقر الشيء وتنقره ونقره ونقر عنه ، كل ذلك : بحث عنه . والتنقير عن الأمر : البحث عنه . ورجل نقار : منقر عن الأمور والأخبار . وفي حديث ابن المسيب : بلغه قول عكرمة في الحين أنه ستة أشهر فقال : انتقرها عكرمة أي استنبطها من القرآن ، قال ابن الأثير : والتنقير البحث هذا إن أراد تصديقه ، وإن أراد تكذيبه فمعناه أنه قالها من قبل نفسه واختص بها ، من الانتقار الاختصاص ، يقال : نقر باسم فلان وانتقر إذا سماه من بين الجماعة . وانتقر القوم : اختارهم . ودعاهم النقرى إذا دعا بعضا دون بعض ينقر باسم الواحد بعد الواحد . قال : وقال الأصمعي : إذا دعا جماعتهم قال : دعوتهم الجفلى ، قال طرفة بن العبد :


نحن في المشتاة ندعو الجفلى     لا ترى الأدب فينا ينتقر



الجوهري : دعوتهم النقرى أي دعوة خاصة ، وهو الانتقار أيضا ، وقد انتقرهم ، وقيل : هو من الانتقار الذي هو الاختيار ، أومن نقر الطائر : إذا لقط من هاهنا وهاهنا . قال ابن الأعرابي : قال العقيلي ما ترك عندي نقارة إلا انتقرها أي ما ترك عندي لفظة منتخبة منتقاة إلا أخذها لذاته . ونقر باسمه : سماه من بينهم . والرجل ينقر باسم رجل من جماعة يخصه فيدعوه ، يقال : نقر باسمه إذا سماه من بينهم وإذا ضرب الرجل رأس رجل قلت : نقر رأسه . والنقر : صوت اللسان وهو إلزاق طرفه بمخرج النون ثم يصوت به فينقر بالدابة لتسير ؛ وأنشد :


وخانق ذي غصة جرياض     راخيت يوم النقر والإنقاض



وأنشده ابن الأعرابي :


وخانقي ذي غصة جراض



وقيل : أراد بقوله وخانقي همين خنقا هذا الرجل . وراخيت أي فرجت . والنقر : أن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحنك ثم ينقر . ابن سيده : والنقر أن تلزق طرف لسانك بحنكك وتفتح ثم تصوت ، وقيل : هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى أسفل ، وقد نقر بالدابة نقرا وهو صويت يزعجه . وفي الصحاح : نقر بالفرس ، قال عبيد بن ماوية الطائي :


أنا ابن ماوية إذ جد النقر     وجاءت الخيل أثابي زمر



أراد النقر بالخيل فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف وهي لغة لبعض العرب ، تقول : هذا بكر ومررت ببكر ، وقد قرأ بعضهم : وتواصوا بالصبر . والأثابي : الجماعات ، الواحد منهم أثبية . وقال ابن سيده : ألقى حركة الراء على القاف إذ كان ساكنا ليعلم السامع أنها حركة الحرف في الوصل ، كما تقول هذا بكر ومررت ببكر ، قال : ولا يكون ذلك في النصب ، قال : وإن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإن كان فيه ساكن ، ويقال : أنقر الرجل بالدابة ينقر بها [ ص: 337 ] إنقارا ونقرا ؛ وأنشد :


طلح كأن بطنه جشير     إذا مشى لكعبه نقير



والنقر : صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى . يقال : وما أثابه نقرة أي شيئا ، لا يستعمل إلا في النفي ؛ قال الشاعر :


وهن حرى أن لا يثبنك نقرة     وأنت حرى بالنار حين تثيب

والناقور : الصور الذي ينقر فيه الملك أي ينفخ . وقوله تعالى : فإذا نقر في الناقور قيل : الناقور الصور الذي ينفخ فيه للحشر ، أي نفخ في الصور ، وقيل في التفسير : إنه يعني به النفخة الأولى ، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الناقور القلب ، وقال الفراء : يقال إنها أول النفختين ، والنقير الصوت ، والنقير الأصل . وأنقر عنه أي كف ، وضربه فما أنقر عنه حتى قتله أي ما أقلع عنه . وفي الحديث عن ابن عباس : ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن أي ما كان الله ليقلع وليكف عنه حتى يهلكه ، ومنه قول ذؤيب بن زنيم الطهوي :


لعمرك ما ونيت في ود طيء     وما أنا عن أعداء قومي بمنقر



والنقرة : داء يأخذ الشاة فتموت منه . والنقرة ، مثل الهمزة : داء يأخذ الغنم فترم منه بطون أفخاذها وتظلع ، نقرت تنقر نقرا فهي نقرة . قال ابن السكيت : النقرة داء يأخذ المعزى في حوافرها وفي أفخاذها فيلتمس في موضعه ، فيرى كأنه ورم فيكوى ، فيقال : بها نقرة ، وعنز نقرة . الصحاح : والنقرة مثال الهمزة داء يأخذ الشاء في جنوبها ، وبها نقرة قال المرار العدوي :


وحشوت الغيظ في أضلاعه     فهو يمشي حظلانا كالنقر



ويقال : النقر الغضبان . يقال : هو نقر عليك أي غضبان ، وقد نقر نقرا . ابن سيده : والنقرة داء يصيب الغنم والبقر في أرجلها ، وهو التواء العرقوبين . ونقر عليه نقرا ، فهو نقر : غضب . وبنو منقر : بطن من تميم ، وهو منقر بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم . وفي التهذيب : وبنو منقر حي من سعد . ونقرة : منزل بالبادية . والناقرة : موضع بين مكة والبصرة . والنقيرة : موضع بين الأحساء والبصرة . والنقيرة : ركية معروفة كثيرة الماء بين ثاج وكاظمة . ابن الأعرابي : كل أرض متصوبة في هبطة فهي النقرة ، ومنها سميت نقرة بطريق مكة التي يقال لها معدن النقرة . ونقرى : موضع ؛ قال :


لما رأيتهم كأن جموعهم     بالجزع من نقرى نجاء خريف



وأما قول الهذلي :


ولما رأوا نقرى تسيل أكامها     بأرعن جرار وحامية غلب



فإنه أسكن ضرورة . ونقير : موضع ، قال العجاج :


دافع عني بنقير موتتي



وأنقرة : موضع بالشأم أعجمي ، واستعمله امرؤ القيس على عجمته :


قد غودرت بأنقره



وقيل : أنقرة موضع فيه قلعة للروم ، وهو أيضا جمع نقير مثل رغيف وأرغفة ، وهو حفرة في الأرض ، قال الأسود بن يعفر :


نزلوا بأنقرة يسيل عليهم     ماء الفرات يجيء من أطواد



أبو عمرو : النواقر المقرطسات ، قال الشماخ يصف صائدا :


وسيره يشفي نفسه بالنواقر



والنواقر : الحجج المصيبات كالنبل المصيبة . وإنه لمنقر العين أي غائر العين . أبو سعيد : التنقر الدعاء على الأهل والمال : أراحني الله منه ، ذهب الله بماله . وقوله في الحديث : فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ، ابن الأثير : النقرة قدر يسخن فيها الماء وغيره ، وقيل : هو بالباء الموحدة ، وقد تقدم . الليث : انتقرت الخيل بحوافرها نقرا أي احتفرت بها . وإذا جرت السيول على الأرض انتقرت نقرا يحتبس فيها شيء من الماء . ويقال : ما لفلان بموضع كذا نقر ونقز ، بالراء وبالزاي المعجمة ، ولا ملك ولا ملك ولا ملك يريد بئرا أو ماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية