صفحة جزء
نكف

نكف : النكف : تنحيتك الدمع عن خديك بإصبعك ؛ قال :


فبانوا فلولا ما تذكر منهم من الحلف ، لم ينكف لعينيك مدمع



وفي التهذيب : فماتوا . ونكفت الدمع أنكفه نكفا : إذا نحيته عن خدك بإصبعك . وفي حديث علي - عليه السلام - : جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه وانتكف العرق عن جبينه أي مسحه ونحاه . وفي حديث حنين : قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف أي لا يحصى ولا يبلغ آخره ، وقيل : لا ينقطع آخره كأنه من نكف الدمع . والنكف : مصدر نكفت الغيث أنكفه نكفا أي أقطعته ، وذلك إذا انقطع عنك ، قال ابن بري : قول الجوهري : أي أقطعته قال كذا في إصلاح المنطق ، وقال : يقال : أقطعت الشيء إذا انقطع عنك . ويقال : هذا غيث لا ينكف ، وهذا غيث ما نكفناه أي ما قطعناه ، قال ابن سيده : وكذلك حكاه ثعلب قطعناه بغير ألف ، وقد نكفناه نكفا . وغيث لا ينكف : لا ينقطع . وقليب لا ينكف : لا ينزح . وهذا غيث لا ينكفه أحد أي لا يعلم أحد أين أقصاه . ورأينا غيثا ما نكفه أحد سار يوما ولا يومين أي ما أقطعه . وفلان بحر لا ينكف أي لا ينزح . التهذيب : وماء لا ينكف ولا ينزح . وقال ابن الأعرابي : نكف البئر ونكشها أي نزحها ، وعنده شجاعة لا تنكف ولا تنكش أي لا تدرك كلها . وفي نوادر الأعراب : تناكف الرجلان الكلام : إذا تعاوراه . ونكف الرجل عن الأمر ، بالكسر ، نكفا واستنكف : أنف وامتنع . وفي التنزيل العزيز : لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون [ ص: 356 ] ورجل نكف : يستنكف منه . الأزهري : سمعت المنذري يقول : سمعت أبا العباس وسئل عن الاستنكاف في قوله تعالى : لن يستنكف المسيح فقال : هو أن يقول لا ، وهو من النكف والوكف . يقال : ما عليه في ذلك الأمر نكف ولا وكف ، فالنكف : أن يقال له سوء . واستنكف ونكف : إذا دفعه وقال : لا ، والمفسرون يقولون الاستنكاف والاستكبار واحد ، والاستكبار : أن يتكبر ويتعظم ، والاستنكاف ما قلنا . وقال الزجاج في ذلك : أي ليس يستنكف الذي يزعمون أنه إله أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون وهم أكبر من البشر ، قال : ومعنى لن يستنكف أي لن يأنف ، وأصله من نكفت الدمع : إذا نحيته بإصبعك عن خدك ، قال : فتأويل ( لن يستنكف ) لن ينقبض ولن يمتنع من عبودة الله . ويقال : نكفت من ذلك الأمر أنكف نكفا : إذا استنكفت منه . وحكى الجوهري عن الفراء قال : ونكفت ، بالفتح ، لغة . ونكفت عن الشيء أي عدلت ، مثل كنفت . ويقال : ضرب هذا فانتكف فضرب هذا . والانتكاف : مثل الانتكاث ، ومنه قول أبي النجم :


ما بال قلب راجع انتكافا     بعد التعزي ، اللهو والإيجافا



ونكف نكفا وانتكف : تبرأ ، وهو نحو الأول . قال ثعلب : وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قولهم سبحان الله فقال : هو الانتكاف ، ثم فسره ثعلب فقال : هو التبرؤ من الأولاد والصواحب ، وفي النهاية : فقال : إنكاف الله من كل سوء أي تنزيهه وتقديسه . يقال : نكفت من الشيء واستنكفت منه أي أنفت منه ، وأنكفته أي نزهته عما يستنكف . اللحياني : النكف ذربة تحت اللغدين ، مثل الغدد . والنكفة : الداغصة . والنكفة والنكفة : ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم من ظاهر وباطن . وقيل : هي غددة صغيرة ، وفي المحكم : غددة في أصل اللحي بين الرأد وشحمة الأذن وقيل : هو حد اللحي ، وقيل : النكفتان غدتان تكتنفان الحلقوم في أصل اللحي ، وقيل : النكفتان لحمتان مكتنفتا عكدة اللسان من باطن الفم في أصول الأذنين داخلتان بين اللحيين ، وقيل : هما عقدتان ربما سقطتا من وجع الحلق فظهر لهما حجم . ونكف الرجل نكفا : أصابه ذلك ، وقيل : النكفتان العظمان الناتئان عن شحمة الأذنين يكون في الناس وفي الإبل ، وقيل : هما عن يمين العنفقة وشمالها ، وهو الموضع الذي لا ينبت عليه شعر ، وقيل : النكفتان من الإنسان غدتان في الحلق بينهما الحلقوم ، وهما من الفرس طرفا اللحيين الداخلان في أصول الأذنين ، والجمع من ذلك كله : نكف ، بالتحريك . ابن الأعرابي : النكف اللغدان اللذان في الحلق وهما جانبا الحلقوم ؛ وأنشد :


فطوحت ببضعة والبطن خف     فقذفتها فأبت لا تنقذف
فخرفتها فتلقاها النكف



قال : والمنكوف الذي يشتكي نكفته ، وهو أصل اللهزمة . ونكفت الإبل ، فهي منكفة : إذا ظهرت نكفاتها . والنكفتان : اللهزمتان . والنكفة : وجع يأخذ في الأذن . الليث : النفكة لغة في النكفة . والنكاف والنكاث ، على البدل : الغددة ، وقيل : هو داء يأخذ في النكفتين ، وهو أحد الأدواء التي اشتقت من العضو ، وهو مذكور في حرف القاف . وإبل منكفة : أصابها ذلك . والنكاف : ورم يأخذ نكفتي البعير ، قال : وهو داء يأخذها في حلوقها فيقتلها قتلا ذريعا ، والبعير منكوف والناقة منكوفة . والنكف : وجع يأخذ في اليد وقد نكف نكفا . ونكف أثره ينكفه نكفا ، وانتكفه : اعترضه في مكان سهل ، قال الأزهري : وذلك إذا علا ظلفا من الأرض غليظا لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل ؛ وأنشد ابن بري :


ثم استحث ذرعه استحثاثا     نكفت حيث مثمث المثماثا



والانتكاف : الميل . وقال بعضهم : انتكفت له فضربته انتكافا أي ملت عليه ؛ وأنشد :


لما انتكفت له فولى مدبرا     كرنفته بهراوة عجراء



وينكف : اسم ملك من ملوك حمير . وينكف : موضع . وذات نكيف : موضع . ويوم نكيف : وقعة كانت بين قريش وبين بني كنانة .

التالي السابق


الخدمات العلمية