هبط
هبط : الهبوط : نقيض الصعود ، هبط يهبط ويهبط هبوطا إذا انهبط في هبوط من صعود . وهبط هبوطا : نزل وهبطته ، وأهبطته فانهبط ; قال :
ما راعني إلا جناح هابطا على البيوت قوطه العلابطا
أي مهبطا قوطه . قال : وقد يجوز أن يكون أراد هابطا على قوطه ، فحذف وعدى . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1781الطفيل بن عمرو : وأنا أتهبط إليهم من الثنية ، أي أنحدر ; قال
ابن الأثير : هكذا جاء في الرواية ، وهو بمعنى أنهبط وأهبط . وهبطه أي أنزله ، يتعدى ولا يتعدى . وأما قوله - عز وجل - :
وإن منها لما يهبط من خشية الله ; فأجود القولين فيه أن يكون معناه : وإن منها لما يهبط من نظر إليه من خشية الله ، وذلك أن الإنسان إذا فكر في عظم هذه المخلوقات تضاءل وخشع ، وهبطت نفسه لعظم ما شاهد ، فنسب الفعل إلى تلك الحجارة لما كان الخشوع والسقوط مسببا عنها وحادثا لأجل النظر إليها ، كقول
[ ص: 14 ] الله سبحانه :
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ; هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني ، وكذلك أهبطته الركب ; قال
عدى بن زيد :
أهبطته الركب يعديني وألجمه للنائبات بسير مخذم الأكم
والهبوط من الأرض : الحدور . قال
الأزهري : وفرق ما بين الهبوط والهبوط ، أن الهبوط اسم للحدور ، وهو الموضع الذي يهبطك من أعلى إلى أسفل ، والهبوط المصدر . والهبطة : ما تطامن من الأرض . وهبطنا أرض كذا أي نزلناها . والهبط : أن يقع الرجل في شر . والهبط أيضا : النقصان . ورجل مهبوط : نقصت حاله . وهبط القوم يهبطون إذا كانوا في سفال ونقصوا ; قال
لبيد :
كل بني حرة مصيرهم قل وإن أكثروا من العدد
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوما فهم للفناء والنفد
وهو نقيض ارتفعوا . والهبط : الذل ; وأنشد
الأزهري بيت
لبيد هذا : إن يغبطوا يهبطوا . ويقال : هبطه فهبط ، لفظ اللازم والمتعدي واحد . وفي الحديث :
اللهم غبطا لا هبطا ، أي نسألك الغبطة ونعوذ بك أن نهبط عن حالنا ، وفي التهذيب : أي نسألك الغبطة ، ونعوذ بك أن تهبطنا إلى حال سفال ، وقيل : معناه نسألك الغبطة ، ونعوذ بك من الذل والانحطاط والنزول ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : ومنه قول
لبيد : إن يغبطوا يهبطوا ; وقول
العباس :
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق
أراد لما أهبط الله آدم إلى الدنيا كنت في صلبه غير بالغ هذه الأشياء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والعرب تقول : اللهم غبطا لا هبطا ; قال : الهبط ما تقدم من النقص والتسفل ، والغبط أن تغبط بخير تقع فيه . وهبطت إبلي وغنمي تهبط هبوطا : نقصت . وهبطتها هبطا وأهبطتها ، وهبط ثمن السلعة يهبط هبوطا : نقص ، وهبطته أهبطه هبطا وأهبطته .
الأزهري : هبط ثمن السلعة وهبطته أنا أيضا ، بغير ألف . والمهبوط : الذي مرض فهبطه المرض إلى أن اضطرب لحمه . وهبط فلان إذا اتضع . وهبط القوم : صاروا في هبوط . ورجل مهبوط وهبيط : هبط المرض لحمه نقصه وأحدره وهزله . وهبط اللحم نفسه : نقص ، وكذلك الشحم . وهبط شحم الناقة إذا اتضع وقل ; قال
أسامة الهذلي :
ومن أينها بعد إبدانها ومن شحم أثباجها الهابط
ويقال : هبطته فهبط لازم وواقع أي انهبطت أسنمتها وتواضعت . والهبيط من النوق : الضامر . والهبيط من الأرض : الضامر ، وكله من النقصان . وقال
أبو عبيدة : الهبيط الضامر من الإبل ; قال
عبيد بن الأبرص :
وكأن أقتادي تضمن نسعها من وحش أورال هبيط مفرد
أراد بالهبيط ثورا ضامرا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : عنى بالهبيط الثور الوحشي ، شبه به ناقته في سرعتها ونشاطها وجعله منفردا ; لأنه إذا انفرد عن القطيع كان أسرع لعدوه . وهبط الرجل من بلد إلى بلد وهبطته أنا وأهبطته ; قال
خالد بن جنبة : يقال : هبط فلان أرض كذا ، وهبط السوق إذا أتاها ; قال
أبو النجم يصف إبلا :
يخبطن ملاحا كذاوي القرمل فهبطت والشمس لم ترجل
أي أتته بالغداة قبل ارتفاع الشمس . ويقال : هبطه الزمان إذا كان كثير المال والمعروف ، فذهب ماله ومعروفه .
الفراء : يقال هبطه الله وأهبطه . والتهبط : بلد ، وقال كراع : التهبط طائر ليس في الكلام على مثال تفعل غيره ، وروي عن
أبي عبيدة : التهبط على لفظ المصدر . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في العصف المأكول قال : هو الهبوط ، قال
ابن الأثير : هكذا جاء في رواية بالطاء ، قال
سفيان : هو الذر الصغير ، قال : وقال
الخطابي أراه وهما وإنما هو بالراء .