صفحة جزء
هجم

هجم : هجم على القوم يهجم هجوما : انتهى إليهم بغتة ، وهجم عليه الخيل وهجم بها . الليث : يقال : هجمنا الخيل ، قال : ولم أسمعهم يقولون أهجمنا ، واستعاره علي - كرم الله وجهه - للعلم فقال : هجم بهم العلم على حقائق الأمور فباشروا روح اليقين . وهجم عليهم : دخل ، وقيل : دخل بغير إذن . وهجم غيره عليهم وهو هجوم : أدخله ; أنشد سيبويه :


هجوم علينا نفسه غير أنه متى يرم في عينيه بالشبح ينهض

يعني الظليم . الجوهري وغيره : وهجمت أنا على الشيء بغتة أهجم هجوما وهجمت غيري ، يتعدى ولا يتعدى . وهجم الشتاء : دخل . ابن سيده : وهجم البيت يهجمه هجما هدمه . وبيت مهجوم : حلت أطنابه فانضمت سقابه أي أعمدته ، وكذلك إذا وقع ; قال علقمة بن عبدة :


صعل كأن جناحيه وجؤجؤه     بيت أطافت به خرقاء مهجوم

الخرقاء ههنا : الريح . وهجم البيت إذا قوض . ولما قتل بسطام بن قيس لم يبق بيت في ربيعة إلا هجم أي قوض . والهجم : الهدم . وهجم البيت وانهجم : انهدم . وانهجم الخباء : سقط . والهجوم : الريح التي تشتد حتى تقلع البيوت والثمام . وريح هجوم : تقلع البيوت والثمام . والريح تهجم التراب على الموضع : تجرفه فتلقيه عليه ; قال ذو الرمة يصف عجاجا جفل من موضعه فهجمته الريح على هذه الدار :


أودى بها كل عراص ألث بها     وجافل من عجاج الصيف مهجوم

[ ص: 29 ] وهجمت عينه تهجم هجما وهجوما : غارت . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال لعبد الله بن عمرو حين ذكر قيامه بالليل وصيامه بالنهار : إنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك أي غارتا ودخلتا في موضعهما ; قال أبو عبيد : ومنه هجمت على القوم إذا دخلت عليهم ، وكذلك هجم عليهم البيت إذا سقط عليهم . وانهجمت عينه دمعت . قال شمر : لم أسمع انهجمت عينه بمعنى دمعت إلا ههنا ، قال : وهو بمعنى غارت ، معروف . وهجم ما في ضرع الناقة يهجمه هجما واهتجمه : حلبه ; وهجمت ما في ضرعها إذا حلبت كل ما فيه ; وأنشد لرؤبة :


إذا التقت أربع أيد تهجمه     حف حفيف الغيث جادت ديمه

قال : ومنه قول غيلان بن حريث :


وامتاح مني حلبات الهاجم

وهجم الناقة نفسها وأهجمها : حلبها . والهجيمة : اللبن قبل أن يمخض ، وقيل : هو الخاثر من ألبان الشاء ، وقيل : هو اللبن الذي يحقن في السقاء الجديد ثم يشرب ولا يمخض ، وقيل هو ما لم يرب أي يخثر ، وقد الهاج لأن يروب ; قال أبو منصور : وهذا هو الصواب . قال أبو الجراح : إذا ثخن اللبن وخثر فهو الهجيمة . ابن الأعرابي : الهجيمة ما حلبته من اللبن في الإناء ، فإذا سكنت رغوته حولته إلى السقاء . وهاجرة هجوم : تحلب العرق ; وأنشد ابن السكيت ‌‌ :


والعيس تهجمها الحرور كأنها

أي تحلب عرقها ; ومنه هجم الناقة إذا حط ما في ضرعها من اللبن . يقال : تحمم فإن الحمام هجوم ، أي معرق يسيل العرق . والهجم : العرق ، قال : وقد هجمته الهواجر . وانهجم العرق : سال . والهجم والهجم ; الأخيرة عن كراع : القدح الضخم يحلب فيه ، والجمع أهجام ; قال الشاعر :


كانت إذا حالب الظلماء أسمعها     جاءت إلى حالب الظلماء تهتزم
فتملأ الهجم عفوا وهي وادعة     حتى تكاد شفاه الهجم تنثلم

ابن الأعرابي : هو القدح والهجم والعسف والأجم والعتاد ; وأنشد ابن بري لشاعر :


إذا أنيخت والتقوا بالأهجام أوفت لهم كيلا سريع الإعذام

الأصمعي : يقال هجم وهجم للقدح ; قال الراجز :


ناقة شيخ للإله راهب     تصف في ثلاثة المحالب
في الهجمين والهن المقارب

قال : الهجم العس الضخم أي تجمع بين محلبين أو ثلاثة ناقة صفوف تجمع بين المحالب ، قال : والفرق أربعة أرباع ; وأنشد :


ترفد بعد الصف في فرقان

جمع الفرق ، وهو أربعة أرباع ، والهن المقارب : الذي بين العسين . والهجمة : القطعة الضخمة من الإبل ، وقيل : هي ما بين الثلاثين والمائة ; ومما يدلك على كثرتها قوله :


هل لك والعارض منك عائض     في هجمة يسئر منها القابض

وقيل : الهجمة أولها الأربعون إلى ما زادت ، وقيل : هي ما بين السبعين إلى دوين المائة ، وقيل : هي ما بين السبعين إلى المائة ; قال المعلوط :


أعاذل ما يدريك أن رب هجمة     لأخفافها فوق المتان فديد

وقيل : هي ما بين التسعين إلى المائة ; وقيل : ما بين الستين إلى المائة ; وأنشد الأزهري :


بهجمة تملأ عين الحاسد

وقال أبو حاتم : إذا بلغت الإبل ستين فهي عجرمة ، ثم هي هجمة حتى تبلغ المائة ، وقيل : الهجمة من الإبل أولها الأربعون إلى ما زادت ، والهنيدة المائة فقط . وفي حديث إسلام أبي ذر : فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة ; الهجمة من الإبل : قريب من المائة ; واستعار بعض الشعراء الهجمة للنخل محاجيا بذلك فقال :


إلى الله أشكو هجمة عربية     أضر بها مر السنين الغوابر
فأضحت روايا تحمل الطين بعدما     تكون ثمال المقترين المفاقر

والهجمة : النعجة الهرمة . وهجم الشيء : سكن وأطرق ; قال ابن مقبل :


حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة     يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا

والاهتجام : آخر الليل . والهجم : السوق الشديد ; قال رؤبة :


والليل ينجو والنهار يهجمه

وهجم الرجل وغيره يهجمه هجما : ساقه وطرده . ويقال هجم الفحل آتنه أي طردها ; قال الشاعر :


وردت وأرداف النجوم كأنها     وقد غار تاليها هجا أتن هاجم

والهجائم : الطرائد . والهاجم أيضا : الساكن المطرق . وهجمة الشتاء : شدة برده . وهجمة الصيف : حره ; وقول أبي محمد الحذلمي أنشده ثعلب :


فاهتجم العيدان من أخصامها     غمامة تبرق من غمامها
وتذهب العيمة من عيامها

لم يفسر ثعلب اهتجم ; قال ابن سيده : قد يجوز أن يكون شربت كأن هذه الإبل وردت بعد رعيها العيدان فشربت عليها ، ويروى : واهتمج العيدان ، من قولهم : همجت الإبل من الماء . وقال الأزهري في تفسير هذا الرجز : اهتجم أي احتلب ، وأراد بأخصامها جوانب [ ص: 30 ] ضرعها . والهيجمانة : الدرة ، وهي الونية . وهيجمانة : اسم امرأة ، وهي بنت العنبر بن عمرو بن تميم . والهيجمان : اسم رجل . والهجم : ماء لبني فزارة ، ويقال إنه من حفر عاد . وفي النوادر : أهجم الله عن فلان المرض فهجم المرض عنه أي أقلع وفتر . وابنا هجيمة : فارسان من العرب ; قال :


وساق ابني هجيمة يوم غول     إلى أسيافنا قدر الحمام

وبنو الهجيم : بطنان : الهجيم بن عمرو بن تميم ، والهجيم بن علي بن سود من الأزد .

التالي السابق


الخدمات العلمية