صفحة جزء
هدأ

هدأ : هدأ يهدأ هدءا وهدوءا : سكن ، يكون في سكون الحركة والصوت وغيرهما . قال ابن هرمة :


ليت السباع لنا كانت مجاورة وأننا لا نرى ممن نرى أحدا     إن السباع لتهدا عن فرائسها
والناس ليس بهاد شرهم أبدا

أراد لتهدأ وبهادئ ، فأبدل الهمزة إبدالا صحيحا ، وذلك أنه جعلها ياء ، فألحق هاديا برام وسام ، وهذا عند سيبويه إنما يؤخذ سماعا لا قياسا . ولو خففها تخفيفا قياسيا لجعلها بين بين ، فكان ذلك يكسر البيت والكسر لا يجوز ، وإنما يجوز الزحاف . والاسم : الهدأة ; عن اللحياني . وأهدأه : سكنه . وهدأ عنه : سكن . أبو الهيثم يقال : نظرت إلى هدئه ، بالهمز ، وهديه . قال : وإنما أسقطوا الهمزة فجعلوا مكانها الياء ، وأصلها الهمز ، من هدأ يهدأ إذا سكن . وأتانا وقد هدأت الرجل أي بعدما سكن الناس بالليل . وأتانا بعدما هدأت الرجل والعين أي سكنت وسكن الناس بالليل . وهدأ بالمكان : أقام فسكن . ولا أهدأه الله : لا أسكن عناءه ونصبه . وأتانا وقد هدأت العيون ، وأتانا هدوءا إذا جاء بعد نومة . وأتانا بعد هدء من الليل وهدء وهدأة وهديء ، فعيل ، وهدوء ، فعول ، أي بعد هزيع من الليل ويكون هذا الأخير مصدرا وجمعا ، أي حين سكن الناس . وقد هدأ الليل ، عن سيبويه ، وبعدما هدأ الناس أي ناموا . وقيل : الهدء من أوله إلى ثلثه ، وذلك ابتداء سكونه . وفي الحديث : إياكم والسمر بعد هدأة الرجل . الهدأة والهدوء : السكون عن الحركات ، أي بعدما يسكن الناس عن المشي والاختلاف في الطرق . وفي حديث سواد بن قارب : جاءني بعد هدء من الليل ، أي بعد طائفة ذهبت منه . والهدأة : موضع بين مكة والطائف ، سئل أهلها لم سميت هدأة ، فقالوا : لأن المطر يصيبها بعد هدأة من الليل . والنسب إليه هدوي ، شاذ من وجهين : أحدهما تحريك الدال ، والآخر قلب الهمزة واوا . وما له هدأة ليلة ، عن اللحياني ، ولم يفسره . قال ابن سيده : وعندي أن معناه ما يقوته ، فيسكن جوعه أو سهره أو همه . وهدأ الرجل يهدأ هدوءا : مات . وفي حديث أم سليم قالت لأبي طلحة عن ابنها : هو أهدأ مما كان أي أسكن ; كنت بذلك عن الموت تطييبا لقلب أبيه . وهدئ هدأ ، فهو أهدأ : جنئ . وأهدأه الضرب أو الكبر . [ ص: 33 ] والهدأ : صغر السنام يعتري الإبل من الحمل ، وهو دون الجبب . والهدآء من الإبل : التي هدئ سنامها من الحمل ولطأ عليه وبره ولم يجرح . والأهدأ من المناكب : الذي درم أعلاه واسترخى حبله . وقد أهدأه الله . ومررت برجل هدئك من رجل ، عن الزجاجي ، والمعروف هدك من رجل . وأهدأت الصبي إذا جعلت تضرب عليه بكفك وتسكنه لينام . قال عدى بن زيد :


شئز جنبي كأني مهدأ     جعل القين على الدف الإبر

وأهدأته إهداء . الأزهري : أهدأت المرأة صبيها إذا قاربته وسكنته لينام ، فهو مهدأ . وابن الأعرابي يروي هذا البيت مهدأ ، وهو الصبي المعلل لينام . ورواه غيره مهدأ ، أي بعد هدء من الليل . ويقال : تركت فلانا على مهيدئته أي على حالته التي كان عليها تصغير المهدأة . ورجل أهدأ أي أحدب بين الهدأ . قال الراجز في صفة الراعي :


أهدأ يمشي مشية الظليم

الأزهري عن الليث وغيره : الهدأ مصدر الأهدأ . رجل أهدأ ، وامرأة هدآء ، وذلك أن يكون منكبه منخفضا مستويا ، أو يكون مائلا نحو الصدر غير منتصب . يقال منكب أهدأ . وقال الأصمعي : رجل أهدأ إذا كان فيه انحناء . وهدئ وجنئ إذا انحنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية