صفحة جزء
هدد

هدد : الهد : الهدم الشديد ، والكسر كحائط ، يهد بمرة فينهدم ; هده يهده هدا وهدودا ; قال كثير عزة :


فلو كان ما بي بالجبال لهدها وإن كان في الدنيا شديدا هدودها

الأصمعي : هد البناء يهده هدا إذا كسره وضعضعه . قال : وسمعت هادا أي سمعت صوت هده . وانهد الجبل أي انكسر . وهدني الأمر ، وهد ركني إذا بلغ منه وكسره ; وقول أبي ذؤيب :


يقولوا قد رأينا خير طرف     بزقية لا يهد ولا يخيب

قال ابن سيده : هو من هذا . وروي عن بعضهم أنه قال : ما هدني موت أحد ما هدني موت الأقران . وقولهم : ما هده كذا أي ما كسره كذا . وهدته المصيبة أي أوهنت ركنه . والهدة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل تقول منه : هد يهد ، بالكسر ، هديدا ; وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهد والهدة ; قال أحمد بن غياث المروزي : الهد الهدم والهدة الخسوف . وفي حديث الاستسقاء : ثم هدت ودرت ; الهدة صوت ما يقع من السماء ، ويروى : هدأت أي سكنت . وهد البعير : هديره ; عن اللحياني . والهد والهدد : الصوت الغليظ . والهاد : صوت يسمعه أهل السواحل يأتيهم من قبل البحر له دوي في الأرض ، وربما كانت منه الزلزلة ، وهديده دويه ; وفي التهذيب : ودويه هديده ; وأنشد :


داع شديد الصوت ذو هديد

وقد هد يهد . وما سمعنا العام هادة أي رعدا . والهد من الرجال : الضعيف البدن ، والجمع هدون ولا يكسر ; قال العباس بن عبد المطلب :


ليسوا بهدين في الحروب إذا     تعقد فوق الحراقف النطق

وقد هد يهد ويهد هدا . والأهد : الجبان . ويقول الرجل للرجل إذا أوعده : إني لغير هد أي غير ضعيف . وقال ابن الأعرابي : الهد من الرجال الجواد الكريم ، وأما الجبان الضعيف ، فهو الهد ، بالكسر . ابن الأعرابي : الهد ، بفتح الهاء ، الرجل القوي ، قال : وإذا أردت الذم بالضعف قلت : الهد ، بالكسر . وقال الأصمعي : الهد من الرجال الضعيف ; وأباها ابن الأعرابي ، بالفتح . شمر : يقال رجل هد وهدادة وقوم هداد أي جبناء ; وأنشد قول أمية :


فأدخلهم على ربذ يداه     بفعل الخير ليس من الهداد

والهديد والفديد : الصوت . واستهددت فلانا أي استضعفته ; وقال عدى بن زيد :


لم أطلب الخطة النبيلة بال     قوة إن يستهد طالبها

وقال الأصمعي : يقال للوعيد : من وراء وراء الفديد والهديد . وأكمة هدود : صعبة المنحدر . والهدود : العقبة الشاقة . والهديد : الرجل الطويل . ومررت برجل هدك من رجل أي حسبك ، وهو مدح ; وقيل : معناه أثقلك وصف محاسنه ، وفيه لغتان : منهم من يجريه مجرى المصدر فلا يؤنثه ولا يثنيه ولا يجمعه ، ومنهم من يجعله فعلا فيثني ويجمع ، فيقال : مررت برجل هدك من رجل ، وبامرأة هدتك من امرأة ، كقولك كفاك وكفتك ; وبرجلين هداك وبرجال هدوك ، وبامرأتين هدتاك ، وبنسوة هددنك ; وأنشد ابن الأعرابي :


ولي صاحب في الغار هدك صاحبا

قال : هدك صاحبا أي ما أجله ما أنبله ما أعلمه ، يصف ليثا . وفي الحديث : أن أبا لهب قال : لهد ما سحركم صاحبكم ; قال : لهد كلمة يتعجب بها ; يقال : لهد الرجل أي ما أجلده . غيره : وفلان يهد . على ما لم يسم فاعله ، إذا أثني عليه بالجلد والقوة . ويقال : إنه لهد الرجل أي لنعم الرجل ، وذلك إذا أثني عليه بجلد وشدة ، واللام للتأكيد . ابن سيده : هد الرجل كما تقول : نعم الرجل . ومهلا هداديك أي تمهل يكفك . والتهدد والتهديد والتهداد : من الوعيد والتخوف . وهدد : اسم لملك من ملوك حمير ، وهو هدد بن همال ، ويروى أن سليمان بن داود - عليهما السلام - زوجه بلقه ; وهي بلقيس بنت بلبشرح ; وقول العجاج :


سيبا ونعمى من إله في درر     لا عصف جار هد جار المعتصر

قوله : لا عصف جار أي ليس من كسب جار ، إنما هو من الله تعالى ، ثم قال : هد جار المعتصر ، كقولك : هد الرجل جلد الرجل جار المعتصر أي نعم جار الملتجأ . وفي النوادر : يهدهد إلي كذا ويهدى إلي كذا ويسول إلي كذا ، ويهدى لي كذا ، ويهول إلي كذا ولي ، ويوسوس إلي كذا ، ويخيل إلي ولي ، ويخال لي كذا : تفسيره إذا شبه الإنسان في نفسه بالظن ما لم يثبته ولم يعقد عليه إلا التشبيه . وهدهد الطائر : قرقر . وكل ما قرقر من الطير : هدهد وهداهد ; قال الأزهري : والهداهد طائر يشبه الحمام ; قال الراعي :


كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

والجمع هداهد ، بالفتح ، وهداهيد ; الأخيرة عن كراع ، قال ابن سيده : ولا أعرف لها وجها إلا أن يكون الواحد هدهادا . وقال الأصمعي : الهداهد يعنى به الفاختة أو الدبسي أو الورشان أو الهدهد أو الدخل أو الأيك ; وقال اللحياني : قال الكسائي : إنما أراد الراعي [ ص: 36 ] في شعره بهداهد ، تصغير هدهد ، فأنكر الأصمعي ذلك ، قال : ولا أعرفه تصغيرا ، قال : وإنما يقال ذلك في كل ما هدل وهدر ; قال ابن سيده : وهو الصحيح لأنه ليس فيه ياء تصغير إلا أن من العرب من يقول : دوابة وشوابة ، في دويبة وشويبة ، قال : فعلى هذا إنما هو هديهد ، ثم أبدل الألف مكان الياء على ذلك الحد ، غير أن الذين يقولون : دوابة لا يجاوزون بناء المدغم . وقال أبو حنيفة : الهدهد والهداهد الكثير الهدير من الحمام . وفحل هداهد : كثير الهدهدة يهدر في الإبل ولا يقرعها ; قال :


فحسبك من هداهدة وزغد

جعله اسما للمصدر ، وقد يكون على الحذف أي من هديد هداهد أو هدهدة هداهد . الجوهري : وهدهدة الحمام إذا سمعت دوي هديره ، والفحل يهدهد في هديره هدهدة ، وجمع الهدهدة هداهد ; قال الشاعر :


يتبعن ذا هداهد عجنسا     مواصلا قفا ورملا أدهسا

والهدهد : طائر معروف ، وهو مما يقرقر ، وهدهدته : صوته ، والهداهد مثله ; وأنشد بيت الراعي أيضا :


كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

قال ابن بري : الهديل صوته ، وانتصابه على المصدر على تقدير يهدل هديلا ; لأن يدعو يدل عليه ، والمشبه بالهدهد الذي كسر جناحه ، هو رجل أخذ المصدق إبله بدليل قوله في البيت قبله :


أخذوا حمولته فأصبح قاعدا     لا يستطيع عن الديار حويلا
يدعو أمير المؤمنين ودونه     خرق تجر به الرياح ذيولا

قال ابن سيده : وبيت ابن أحمر :


ثم اقتحمت مناجدا ولزمته     وفؤاده زجل كعزف الهدهد

يروى : كعزف الهدهد ، وكعزف الهدهد ، فالهدهد : ما تقدم ، والهدهد قيل في تفسيره : أصوات الجن ولا واحد له . وهدهد الشيء من علو إلى سفل : حدره . وهدهده : حركه كما يهدهد الصبي في المهد . وهدهدت المرأة ابنها أي حركته لينام ، وهي الهدهدة . وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : جاء شيطان فحمل بلالا فجعل يهدهده كما يهدهد الصبي ; وذلك حين نام عن إيقاظه ، القوم للصلاة . والهدهدة : تحريك الأم ولدها لينام . وهداهد : حي من اليمن . وهدهاد : اسم . وهداد حي من اليمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية