صفحة جزء
هدل

هدل : الأزهري : هدر الغلام ، وهدل إذا صوت ; قال ذو الرمة :


طوى البطن زيام كأن سحيله عليهن إذ ولى هديل غلام

أي غناء غلام . ابن سيده : الهديل صوت الحمام ، وخص بعضهم به وحشيها كالدباسي والقماري ونحوها ، هدل القمري ، وفي المحكم : هدل يهدل هديلا ; قال ذو الرمة :


إذا ناقتي عند المحصب شاقها     رواح اليماني والهديل المرجع

وأنشد ابن بري :


ما هاج شوقك من هديل حمامة     تدعو على فنن الغصون حماما

قال ابن بري : وقد جاء الهديل في صوت الهدهد ; قال الراعي :


كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

قال : وهذا تصغير هدهد ، أبدلت من يائه ألف ، قال : ومثله دوابة ، حكاهما أبو عمرو ولم يعرف لهما ثالث . وهدلت الحمامة تهدل هديلا ، وقيل : الهديل ذكر الحمام ، وقيل : هو فرخها ; قال جران العود :


كأن الهديل الظالع الرجل وسطها     من البغي شريب يغرد منزف

وقال بعضهم : تزعم الأعراب في الهديل أنه فرخ كان على عهد نوح - عليه السلام - فمات ضيعة وعطشا ، فيقولون إنه ليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه ; قال نصيب ، وقيل هو لأبي وجزة :


فقلت أتبكي ذات طوق تذكرت     هديلا وقد أودى وما كان تبع

يقول : ولم يخلق تبع بعد ، قال : ويقال صاد الهديل جارح من جوارح الطير ; وأنشد الكميت الأسدي :


وما من تهتفين به لنصر     بأسرع جابة لك من هديل

فمرة يجعلونه الطائر نفسه ومرة يجعلونه الصوت . والهديل أيضا : الرجل الكثير الشعر ، وقيل : هو الأشعث الذي لا يسرح رأسه ولا يدهنه ; أنشد أبو زيد :

هدان أخو وطب وصاحب علبة     هديل لرثاث النقال جرور

النقال : النعال الخلقان . ورجل هديل : ثقيل . وتهدلت الثمار وأغصان الشجرة أي تدلت فهي متهدلة . وفي حديث قس : وروضة قد تهدلت أغصانها أي تدلت واسترخت لثقلها بالثمر .

وفي حديث الأحنف : من ثمار متهدلة . وهدل الشيء يهدله هدلا : أرسله إلى أسفل وأرخاه . والهدل : استرخاء المشفر الأسفل ، هدل هدلا . ومشفر هادل وأهدل وشفة هدلاء : منقلبة عن الذقن . وهدل البعير يهدل هدلا فهو أهدل : أخذته القرحة فهدل مشفره وطال . وهدل يهدل هدلا فهو هدل : طال مشفره ، وبعير هدل منه . وبعير أهدل ، وذلك مما يمدح به ; قال أبو محمد الحذلمي :


يبادر الحوض إذا الحوض شغل     بكل شعشاع صهابي هدل

وقد تهدلت شفته أي استرخت ، وقيل : الهدل في الشفة عظمها واسترخاؤها ، وذلك للبعير ، وإنما يقال رجل أهدل وامرأة هدلاء مستعارا من البعير . وفي حديث ابن عباس : أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين ; الأهدل : المسترخي الشفة السفلى الغليظها ، أي وإن كان الآخذ أسود حبشيا أو زنجيا ، والضمير في أعطهم للولاة وأولي الأمر . وفي حديث زياد : أهدب أهدل . والسحاب إذا تدلى هيدبه فهو أهدل ; قال الكميت :


بتهتان ديمته الأهدل

ويقال : شدق أهدل ; قال الراجز :


يلقيه في طرق أتتها من عل     قذف لها جوف وشدق أهدل

والتهدل : استرخاء جلدة الخصية ، ونحو ذلك ; قال :


كأن خصييه من التهدل     ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل

ويروى : من التدلدل . والهدال : ما تهدل من الأغصان ; قال الأعشى :


ظبية من ظباء وجرة أدما     ء تسف الكباث تحت الهدال

الجوهري : والهدال ما تدلى من الغصن ; وقال :


يدعو الهديل وساق حر فوقه     أصلا بأودية ذوات هدال

وأنشد ابن بري :


طام عليه ورق الهدال

والهدالة : شجرة تنبت في السمر ليست منه وتنبت في اللوز والرمان [ ص: 39 ] وفي كل شجرة وثمرتها بيضاء ، وقيل : الهدالة كل غصن نبت مستقيما في طلحة أو أراكة ، وهو مما يشفى به المطبوب ، والجمع هدال ، ويقال : كل غصن ينبت في أراكة أو طلحة مستقيمة فهي هدالة ، كأنها مخالفة لسائرها من الأغصان ، وربما داووا به من السحر والجنون . والهدال : ضرب من الشجر . والهدال : شجر بالحجاز له ورق عراض أمثال الدراهم الضخام ، لا ينبت إلا مع أشجار السلع والسمر ، يسحقه أهل اليمن ويطبخونه . وقال أبو حنيفة : لبن هدل لغة في إدل لا يطاق حمضا ، قال ابن سيده : وأراه على البدل .

التالي السابق


الخدمات العلمية