صفحة جزء
[ ص: 50 ] هرد

هرد : هرد الثوب يهرده هردا : مزقه . وهرده : شققه . وهرد القصار الثوب وهرته هردا ، فهو مهرود وهريد : مزقه وخرقه وضربه . وهرد العرض : الطعن فيه ، هرد عرضه وهرته يهرده هردا . الأصمعي : هرت فلان الشيء وهرده : أنضجه إنضاجا شديدا . وقال ابن سيده : أنعم إنضاجه . وهردت اللحم أهرده ، بالكسر ، هردا : طبخته حتى تهرأ وتفسخ ، فهو مهرد . قال الأزهري : والذي حفظناه عن أئمتنا الحردى ، بالحاء ، ولم يقله بالهاء غير الليث . وقال أبو زيد : فإن أدخلت اللحم النار وأنضجته فهو مهرد ، وقد هردته فهرد هو . قال : والمهرأ مثله ، والتهريد مثله ، شدد للمبالغة ; وقد هرد اللحم . والهرد : الاختلاط كالهرج . وتركتهم يهردون أي يموجون كيهرجون . والهرد : العروق التي يصبغ بها ، وقيل : هو الكركم . وثوب مهرود ومهرد : مصبوغ أصفر بالهرد . وفي الحديث : ينزل عيسى بن مريم - عليه السلام - في ثوبين مهرودين . وفي التهذيب : ينزل عيسى - عليه السلام - وعليه ثوبان مهرودان ; قال الفراء : الهرد الشق . وفي رواية أخرى : ينزل عيسى في مهرودتين ، أي في شقتين أو حلتين . قال الأزهري : قرأت بخط شمر لأبي عدنان : أخبرني العالم من أعراب باهلة : أن الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة ، فذلك الثوب المهرود . ويروى : في ممصرتين ، ومعنى الممصرتين والمهرودتين واحد ، وهي المصبوغة بالصفرة من زعفران أو غيره ; وقال القتيبي : هو عندي خطأ من النقلة ، وأراه مهروتين أي صفراوين . يقال : هريت العمامة إذا لبستها صفراء ، وفعلت منه هروت ; قال : فإن كان محفوظا بالدال ، فهو من الهرد الشق ، وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه . قال ابن الأنباري : القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين ، يروى بالدال والذال ، أي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث ; قال : ولم نسمعه إلا فيه . والممصرة من الثياب : التي فيها صفرة خفيفة ; وقيل : المهرود الثوب الذي يصبغ بالعروق ، والعروق يقال لها الهرد . قال أبو بكر : لا تقول العرب هروت الثوب ، ولكنهم يقولون هريت ، فلو بني على هذا لقيل مهراة في كركم على ما لم يسم فاعله ، وبعد فإن العرب لا تقول هريت إلا في العمامة خاصة فليس له أن يقيس الشقة على العمامة ; لأن اللغة رواية . وقوله : بين مهرودتين أي بين شقتين أخذتا من الهرد ، وهو الشق ، خطأ لأن العرب لا تسمي الشق للإصلاح هردا ، بل يسمون الإخراق والإفساد هردا ; وهرد القصار الثوب ; وهرد فلان عرض فلان فهذا يدل على الإفساد ، قال : والقول في الحديث عندنا مهرودتين ، بين الدال والذال ، أي بين ممصرتين ، على ما جاء في الحديث ; قال : ولم نسمعه إلا في الحديث كما لم نسمع الصير الصحناءة إلا في الحديث ، وكذلك الثفاء الحرف ونحوه ; قال : والدال والذال أختان تبدل إحداهما من الأخرى ; يقال : رجل مدل ومذل إذا كان قليل الجسم خفي الشخص ، وكذلك الدال والذال في قوله مهرودتين . والهردية : قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليها قضبانه . أبو زيد : هرد ثوبه وهرته إذا شقه فهو هريد وهريت ; وقول ساعدة الهذلي :


غداة شواحط فنجوت شدا وثوبك في عباقية هريد

أي مشقوق . وهردان وهيردان : اسمان . والهردان والهرداء : نبت . وقال أبو حنيفة : الهردى ، مقصور : عشبة لم يبلغني لها صفة ، قال : ولا أدري أمذكرة أم مؤنثة ؟ والهيردان : نبت كالهردى . الأصمعي : الهردى على فعلى ، بكسر الهاء ، نبت قاله ابن الأنباري ، وهو أنثى . والهيردان : اللص ، قال : وليس بثبت ، وهردان : موضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية