صفحة جزء
هرم

هرم : الهرم : أقصى الكبر هرم ، بالكسر ، يهرم هرما ومهرما ، وقد أهرمه الله هرم ، من رجال هرمين وهرمى ، كسر على فعلى ، لأنه من الأسماء التي يصابون بها ، وهم لها كارهون ، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول ، نحو قتلى وأسرى ، فكسر على ما كسر عليه ، ذلك والأنثى هرمة من نسوة هرمات وهرمى ، وقد أهرمه الدهر وهرمه ; قال :


إذا ليلة هرمت يومها أتى بعد ذلك يوم فتي

والمهرمة : الهرم . وفي الحديث : ترك العشاء مهرمة أي مظنة للهرم ; قال القتيبي : هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس ، قال : ولست أدري أرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدأها أم كانت تقال قبله ؟ وفلان يتهارم : يري من نفسه أنه هرم وليس به . وفي الحديث : إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا الهرم ; الهرم : الكبر جعل الهرم داء تشبيها به ; لأن الموت يتعقبه كالأدواء . وابن هرمة : آخر ولد الشيخ والعجوز ، وعلى مثاله ابن عجزة . ويقال : ولد لهرمة . وما عنده هرمانة ولا مهرم أي مطمع . وقدح هرم : منثلم ; عن أبي حنيفة ; وأنشد للجعدي :


جوز كجوز الحمار جرده ال     خراس لا ناقس ولا هرم

والهرم ، بالتسكين : ضرب من الحمض فيه ملوحة ، وهو أذله وأشده انبساطا على الأرض واستبطاحا ; قال زهير :


ووطئتنا وطأ على حنق     وطأ المقيد يابس الهرم

واحدته هرمة ، وهي التي يقال لها حيهلة . وفي المثل : أذل من هرمة ، وقيل : هي البقلة الحمقاء ; عن كراع ، وقيل : هو شجر عنه أيضا . ويقال للبعير إذا صار قحدا هرم ، والأنثى هرمة . قال الأصمعي : والكزوم الهرمة . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الهرم . وفي الحديث : اللهم إني أعوذ بك من الأهرمين البناء والبئر ، قال : هكذا روي بالراء ، والمشهور الأهدمين ، بالدال ، وقد تقدم . وبعير هارم وإبل [ ص: 57 ] هوارم : ترعى الهرم ، وقيل : هي التي تأكل الهرم ، فتبيض منه عثاثينها ، وشعر وجهها ; قال :


أكلن هرما فالوجوه شيب

وإنك لا تدري علام ينزأ هرمك ، وإنك لا تدري بمن يولع هرمك ; حكاه يعقوب ولم يفسره . الجوهري : يقال إنك لا تدري علام ينزأ هرمك ، ولا تدري بم يولع هرمك ، أي نفسك وعقلك . الأزهري : سمعت غير واحد من العرب ، يقول : هرمت اللحم تهريما إذا قطعته قطعا صغارا مثل الحزة والوذرة ، ولحم مهرم . وهرم وهرمي وهرم وهرمة وهريم وهرام ، كلها : أسماء . ويقال : ما له هرمان ; والهرمان ، بالضم : العقل والرأي . وابن هرمة : شاعر . وهرم بن سنان بن أبي حارثة المري : من بني مرة بن عوف بن سعد بن دينار ; وهو صاحب زهير الذي يقول فيه :


إن البخيل ملوم حيث كان ول     كن الجواد على علاته هرم

وأما هرم بن قطبة بن سيار فمن بني فزارة ، وهو الذي تنافر إليه عامر وعلقمة ، والهرمان : بناءان بمصر ، حرسها الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية