صفحة جزء
[ هلا ]

هلا : زجر للخيل ، وقد يستعار للإنسان ; قالت ليلى الأخيلية :


وعيرتني داء بأمك مثله وأي حصان لا يقال لها هلى

قال ابن سيده : وإنما قضينا على أن لام هلى ياء لأن اللام ياء أكثر منها واوا ، وهذه الترجمة ذكرها الجوهري في باب الألف اللينة ، وقال : إنه باب مبني على ألفات غير منقلبات من شيء ، وقد قال ابن سيده كما ترى : إنه قضي عليها أن لامها ياء ، والله أعلم ; قال أبو الحسن المدائني : لما قال الجعدي لليلى الأخيلية :


ألا حييا ليلى وقولا لها هلا     فقد ركبت أمرا أغر محجلا

قالت له :


تعيرنا داء بأمك مثله     وأي حصان لا يقال لها هلا

فغلبته . قال : وهلا زجر يزجر به الفرس الأنثى إذا أنزي عليها الفحل لتقر وتسكن . وفي حديث ابن مسعود : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر أي : أقبل وأسرع أي : فأقبل بعمر وأسرع ، قال : وهي كلمتان جعلتا واحدة ، فحي بمعنى : أقبل ، وهلا بمعنى : أسرع ، وقيل : بمعنى اسكت عند ذكره حتى تنقضي فضائله . وفيها لغات ، وقد تقدم الحديث على ذلك . أبو عبيد : يقال للخيل : هي أي : أقبلي ، وهلا أي : قري ، وأرجي أي : توسعي وتنحي . الجوهري : هلا زجر للخيل أي : توسعي وتنحي ، وللناقة أيضا ; وقال :


حتى حدوناها بهيد وهلا     حتى يرى أسفلها صار علا

وهما زجران للناقة ، ويسكن بها الإناث عند دنو الفحل منها . وأما هلا ، بالتشديد ، فأصلها لا ، بنيت مع هل فصار فيها معنى التحضيض ، كما بنوا لولا وألا جعلوا كل واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد وأخلصوهن للفعل حيث دخل فيهن معنى التحضيض . وفي حديث جابر : هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك . قال : هلا ، بالتشديد ، حرف معناه : الحث والتحضيض . وذهب بذي هليان وبذي بليان وقد يصرف أي : حيث لا يدرى أين هو . والهليون : نبت عربي معروف ، واحدته : هليونة .

التالي السابق


الخدمات العلمية