صفحة جزء
[ هيع ]

هيع : هاع يهاع ويهيع هيعا وهاعا وهيوعا وهيعة وهيعانا وهيعوعة : جبن وفزع ، وقيل : استخف عند الجزع ; قال الطرماح :


أنا ابن حماة المجد من آل مالك إذا جعلت خور الرجال تهيع

ورجل هائع لائع ، وهاع لاع ، وهاع لاع على القلب ، كل ذلك إتباع أي جبان ضعيف جزوع ، وامرأة هاعة لاعة . ابن الأعرابي : الهاع الجزوع ، واللاع الموجع ; وقول أبي العيال الهذلي :


أرجع منيحتك التي أتبعتها     هوعا وحد مذلق مسنون

يقول : ردها فقد جزعت نفسك في أثرها ، وقيل : الهوع العداوة ، وقيل : شدة الحرص . ويقال : هاعت نفسه هوعا أي ازدادت حرصا . وفي النوادر : فلان منهاع إلي ومتهيع وتيع ومتتيع وترعان وترع أي سريع إلى الشر . والهيعة : صوت الصارخ للفزع ، وقيل : الهيعة الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو ، وبه فسر قوله - صلى الله عليه وسلم - : خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها . قال : وأصل هذا الجزع ; ومنه الحديث : كنت عند عمر فسمع الهائعة فقال : ما هذا ؟ فقيل : انصرف الناس من الوتر ، يعني الصياح والضجة . أبو عمرو : الهائعة والواعية الصوت الشديد . قال : وهعت أهاع ولعت ألاع هيعانا وليعانا إذا ضجرت . وهاع الرجل يهيع ويهاع هيعا وهيعانا وهاعا وهيعة ، الأخيرة عن اللحياني : جاع فجزع وشكا ، وقيل : الهاع التجرع على الجوع وغيره ، والهاع سوء الحرص مع الضعف ، والفعل كالفعل يقال : هاع يهاع هيعة وهاعا ; قال أبو قيس بن الأسلت :


الكيس والقوة خير من ال     إشفاق والفهة والهاع

ورجل هاع وامرأة هاعة . والهيعة : كالحيرة . ورجل متهيع : متحير . والهائعة : الصوت الشديد . والهيعة : كل ما أفزعك من صوت أو فاحشة تشاع ; قال قعنب ابن أم صاحب :


إن يسمعوا هيعة طاروا بها فرحا     مني وما سمعوا من صالح دفنوا

قال ابن بزرج : هعت أهاع هيعا من الحب والحزن . وأرض هيعة : واسعة مبسوطة . وهاع الشيء يهيع هياعا : اتسع وانتشر . وطريق مهيع : واضح واسع بين ، وجمعه مهايع ; وأنشد :

بالغور يهديها طريق مهيع [ ص: 124 ] وأنشد ابن بري :


إن الصنيعة لا تكون صنيعة     حتى يصاب بها طريق مهيع

وبلد مهيع : واسع ، شذ عن القياس فصح ، وكان الحكم أن يعتل لأنه مفعل مما اعتلت عينه . وتهيع السراب وانهاع انهياعا : انبسط على الأرض . والهيعة : سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض مثل الميعة ، وقد هاع يهيع هيعا ، وماء هائع . وهاع الشيء يهيع هيعانا : ذاب ، وخص بعضهم به ذوبان الرصاص ، والرصاص يهيع في المذوب . يقال : رصاص هائع في المذوب . وهاعت الإبل إلى الماء تهيع إذا أرادته فهي هائعة . ومهيع ومهيعة ، كلاهما : موضع قريب من الجحفة ، وقيل : المهيعة هي الجحفة . وذكر ابن الأثير في ترجمة مهع : وفي الحديث : وانقل حماها إلى مهيعة ; مهيعة : اسم الجحفة ، وهي ميقات أهل الشام ، وبها غدير خم ، وهي شديدة الوخم . قال الأصمعي : لم يولد بغدير خم أحد فعاش إلى أن يحتلم إلا أن يحول منها ، قال : وفي حديث علي - رضي الله عنه - : اتقوا البدع والزموا المهيع ; هو الطريق الواسع المنبسط ; قال : والميم زائدة ، وهو مفعل من التهيع ، وهو الانبساط ، قال الأزهري : ومن قال مهيع فعيل فقد أخطأ لأنه لا فعيل في كلامهم بفتح أوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية