صفحة جزء
[ هيم ]

هيم : هامت الناقة تهيم : ذهبت على وجهها لرعي كهمت ، وقيل : هو مقلوب عنه . والهيام : كالجنون ، وفي التهذيب : كالجنون من العشق . ابن شميل : الهيام نحو الدوار جنون يأخذ البعير حتى يهلك ، يقال : بعير مهيوم . والهيم : داء يأخذ الإبل في رءوسها . والهائم : المتحير . وفي حديث عكرمة : كان علي أعلم بالمهيمات ; يقال : هام في الأمر يهيم إذا تحير فيه ، ويروى المهيمنات ، وهو أيضا الذاهب على وجهه عشقا ، هام بها هيما وهيوما وهياما وهيمانا وتهياما ، وهو بناء موضوع للتكثير ; قال أبو الأخزر الحماني :


فقد تناهيت عن التهيام

قال سيبويه : هذا باب ما تكثر فيه المصدر من فعلت فتلحق الزوائد وتبنيه بناء آخر ، كما أنك قلت في فعلت فعلت ، حين كثرت الفعل ، ثم ذكر المصادر التي جاءت على التفعال كالتهذار ونحوها ، وليس شيء من هذا مصدر فعلت ، ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فعلت على فعلت ; وقول كثير :


وإني وتهيامي بعزة بعدما     تخليت مما بيننا وتخلت

قال ابن جني : سألت أبا علي فقلت له : ما موضع تهيامي من الإعراب ؟ فأفتى بأنه مرفوع بالابتداء ، وخبره قوله بعزة ، وجعل الجملة التي هي تهيامي بعزة اعتراضا بين إن وخبرها ; لأن في هذا أضربا من التشديد للكلام ، كما تقول : إنك ، فاعلم ، رجل سوء ، وإنه ، والحق أقول ، جميل المذهب ، وهذا الفصل والاعتراض الجاري مجرى التوكيد كثير في كلامهم ، قال : وإذا جاز الاعتراض بين الفعل والفاعل في نحو قوله :


وقد أدركتني والحوادث جمة     أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل

كان الاعتراض بين اسم إن وخبرها أسوغ ، وقد يحتمل بيت كثير أيضا تأويلا آخر غير ما ذهب إليه أبو علي ، وهو أن يكون تهيامي في موضع جر على أنه أقسم به كقولك : إني ، وحبك ، لضنين بك ، قال ابن جني : وعرضت هذا الجواب على أبي علي فتقبله ، ويجوز أن يكون تهيامي أيضا مرتفعا بالابتداء ، والباء متعلقة فيه بنفس المصدر الذي هو التهيام ، والخبر محذوف كأنه قال وتهيامي بعزة كائن أو واقع على ما يقدر في هذا ونحوه ، وقد هيمه الحب ; قال أبو صخر :


فهل لك طب نافع من علاقة     تهيمني بين الحشا والترائب

والاسم الهيام . ورجل هيمان : محب شديد الوجد . ابن السكيت : الهيم مصدر هام يهيم هيما وهيمانا إذا أحب المرأة . والهيام : العشاق . والهيام : الموسوسون ، ورجل هائم وهيوم . والهيوم : أن يذهب على وجهه ، وقد هام يهيم هياما . واستهيم فؤاده ، فهو مستهام الفؤاد أي مذهبه . والهيم : هيمان العاشق والشاعر إذا خلا في الصحراء . وقوله - عز وجل - : في كل واد يهيمون ; قال بعضهم : هو وادي الصحراء يخلو فيه العاشق والشاعر ، ويقال : هو وادي الكلام ، والله أعلم . الجوهري : هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا ، ذهب من العشق وغيره . وقلب مستهام أي هائم . والهيام : داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى ، يقال : ناقة هيماء ; قال كثير :


فلا يحسب الواشون أن صبابتي     بعزة كانت غمرة فتجلت
وإني قد أبللت من دنف بها     كما أدنفت هيماء ثم استبلت

[ ص: 126 ] وقالوا : هم لنفسك ولا تهم لهؤلاء ، أي اطلب لها واهتم واحتل . وفلان لا يهتام لنفسه أي لا يحتال ; قال الأخطل :


فاهتم لنفسك يا جميع ولا     تكن لبني قريبة والبطون تهيم

والهيام ، بالضم : أشد العطش ; أنشد ابن بري :


يهيم وليس الله شاف هيامه     بغراء ما غنى الحمام وأنجدا

وشاف : في موضع نصب خبر ليس ، وإن شئت جعلته خبر الله ، وفي ليس ضمير الشأن . وقد هام الرجل هياما ، فهو هائم وأهيم ، والأنثى هائمة وهيماء ، وهيمان ، عن سيبويه ، والأنثى هيمى ، والجمع هيام . ورجل مهيوم وأهيم : شديد العطش ، والأنثى هيماء . الجوهري وغيره : والهيام ، بالكسر ، الإبل العطاش ، الواحد هيمان . الأزهري : الهيمان العطشان ، قال : وهو من الداء مهيوم . وفي حديث الاستسقاء : إذا اغبرت أرضنا وهامت دوابنا أي عطشت ، وقد هامت تهيم هيما ، بالتحريك . وناقة هيمى : مثل عطشان وعطشى . وقوم هيم أي عطاش ، وقد هاموا هياما . وقوله - عز وجل - : فشاربون شرب الهيم ، هي الإبل العطاش ، ويقال : الرمل ; قال ابن عباس : هيام الأرض ، وقيل : هيام الرمل ، وقال الفراء : شرب الهيم ، قال : الهيم الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الماء ، واحدها أهيم ، والأنثى هيماء ، قال : ومن العرب من يقول هائم ، والأنثى هائمة ، ثم يجمعونه على هيم ، كما قالوا عائط وعيط وحائل وحول ، وهي في معنى حائل إلا أن الضمة تركت في الهيم لئلا تصير الياء واوا ، ويقال : إن الهيم الرمل . يقول - عز وجل - : يشرب أهل النار كما تشرب السهلة . وقال ابن عباس : شرب الهيم ، قال : هيام الأرض ; الهيام ، بالفتح : تراب يخالطه رمل ينشف الماء نشفا ، وفي تقديره وجهان : أحدهما : أن الهيم جمع هيام ، جمع على فعل ثم خفف وكسرت الهاء لأجل الياء ، والثاني : أن تذهب إلى المعنى وأن المراد الرمال الهيم ، وهي التي لا تروى . يقال : رمل أهيم ; ومنه حديث الخندق : فعادت كثيبا أهيم ; قال : هكذا جاء في رواية ، والمعروف أهيل ، وقد تقدم . أبو الجراح : الهيام داء يصيب الإبل من ماء تشربه . يقال : بعير هيمان وناقة هيمى ، وجمعه هيام . والهيام والهيام : داء يصيب الإبل عن بعض المياه بتهامة يصيبها منه مثل الحمى ; وقال الهجري : هو داء يصيبها عن شرب النجل إذا كثر طحلبه واكتنفت الذبان به ، بعير مهيوم وهيمان . وفي حديث ابن عمر : أن رجلا باع منه إبلا هيما أي مراضا ، جمع أهيم ، وهو الذي أصابه الهيام ، وهو داء يكسبها العطش ; وقال بعضهم : الهيم الإبل الظماء ، وقيل : هي المراض التي تمص الماء مصا ولا تروى . الأصمعي : الهيام للإبل داء شبيه بالحمى تسخن عليه جلودها ، وقيل : إنها لا تروى إذا كانت كذلك . ومفازة هيماء : لا ماء بها ، وفي الصحاح : الهيماء المفازة لا ماء بها . والهيام ، بالفتح ، من الرمل : ما كان ترابا دقاقا يابسا ، وقيل : هو التراب أو الرمل الذي لا يتمالك أن يسيل من اليد للينه ، والجمع هيم مثل قذال وقذل ; ومنه قول لبيد :


يجتاب أصلا قالصا متنبذا     بعجوب أنقاء يميل هيامها

الهيام : الرمل الذي ينهار . والتهيم : مشية حسنة ; قال أبو عمرو : التهيم أحسن المشي ; وأنشد لخليد اليشكري :


أحسن من يمشي كذا تهيما

والهييماء : موضع ، وهو ماء لبني مجاشع ، يمد ويقصر ، قال الشاعر مجمع بن هلال :


وعاثرة يوم الهييما رأيتها وقد     ضمها من داخل الحب مجزع

قال ابن بري : هييما قوم من بني مجاشع ، قال : والسماع عند ابن القطاع . وهييما : ماء لبني مجاشع ، يمد ويقصر . الأزهري قال : قال عمارة : اليهماء الفلاة التي لا ماء فيها ، ويقال لها هيماء . وفي الحديث : فدفن في هيام من الأرض . وليل أهيم : لا نجوم فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية