صفحة جزء
[ ص: 128 ] [ هيا ]

هي بن بي ، وهيان بن بيان : لا يعرف هو ولا يعرف أبوه . يقال : ما أدري أي هي بن بي ، هو معناه أي أي الخلق هو . قال ابن بري : ويقال في النسب عمرو بن الحارث بن مضاض بن هي بن بي بن جرهم ، وقيل : هيان بن بيان ، كما تقول طامر بن طامر لمن لا يعرف ولا يعرف أبوه ، وقيل : هي بن بي ، كان من ولد آدم فانقرض نسله ، وكذلك هيان بن بيان . قال ابن الأعرابي : هو هي بن بي ، وهيان بن بيان ، وبي بن بي ، يقال ذلك للرجل إذا كان خسيسا ; وأنشد ابن بري :


فأقعصتهم وحطت بركها بهم وأعطت النهب هيان بن بيان

وقال ابن أبي عيينة :


بعرض من بني هي بن بي     وأنذال الموالي والعبيد

الكسائي : يقال يا هي ما لي ; معناه التلهف والأسى ; ومعناه : يا عجبا ما لي ، وهي كلمة معناها التعجب ، وقيل : معناها التأسف على الشيء يفوت ، وقد ذكر في الهمز ; وأنشد ثعلب :


يا هي ما لي قلقت محاوري     وصار أشباه الفغا ضرائري

قال اللحياني : قال الكسائي يا هي ما لي ، ويا هي ما أصحابك ، لا يهمزان ، قال : وما في موضع رفع ، كأنه قال : يا عجبي ; قال ابن بري : ومنه قول حميد الأرقط :


ألا هيما مما لقيت وهيما وويحا     لمن لم يدر ما هن ويحما

الكسائي : ومن العرب من يتعجب بهي وفي وشي ، ومنهم من يزيد ما فيقول يا هيما ويا شيما ويا فيما ، أي ما أحسن هذا ، وقيل : هو تلهف ; وأنشد أبو عبيد :


يا هي ما لي من يعمر يفنه     مر الزمان عليه والتقليب

الفراء : يقال ما هيان هذا أي ما أمره ؟ ابن دريد : العرب تقول هيك أي أسرع فيما أنت فيه . وهيا هيا : كلمة زجر للإبل ; قال الشاعر :


وجل عتابهن هيا وهيد

قال : وهي وها من زجر الإبل ، هيهيت بها هيهاة وهيهاء ; وأنشد :


من وجس هيهاء ومن يهيائه

وقال العجاج :


هيهات من منخرق هيهاؤه

قال : وهيهاؤه معناه البعد والشيء الذي لا يرجى . أبو الهيثم : ويقولون عند الإغراء بالشيء هي هي ، بكسر الهاء ، فإذا بنوا منه فعلا قالوا هيهيت به أي أغريته . ويقولون : هيا هيا أي أسرع إذا حدوا بالمطي ; وأنشد سيبويه :


لتقربن قربا جلذيا


ما دام فيهن فصيل حيا


وقد دجا الليل فهيا هيا

وحكى اللحياني : هاه هاه . ويحكى صوت الهادي : هي هي ، ويه يه ; وأنشد الفراء :


يدعو بهيها من مواصلة الكرى

ولو قال : بهي هي ، لجاز . وهيا : من حروف النداء ، وأصلها أيا ، مثل هراق وأراق ; قال الشاعر :


فأصاخ يرجو أن يكون حيا     ويقول من طرب هيا ربا

الفراء : العرب لا تقول هياك ضربت ، ويقولون هياك وزيدا ; وأنشد :


يا خال هلا قلت إذ أعطيتها     هياك هياك وحنواء العنق
أعطيتنيها فانيا أضراسها     لو تعلف البيض به لم ينفلق

وإنما يقولون هياك وزيدا إذا نهوك ; والأخفش يجيز هياك ضربت ; وأنشد :


فهياك والأمر الذي إن توسعت     موارده ضاقت عليك المصادر

وقال بعضهم : أياك ، بفتح الهمزة ، ثم تبدل الهاء منها مفتوحة أيضا ، فتقول هياك . الأزهري : ومعنى هياك إياك ، قلبت الهمزة هاء . ابن سيده : ومن خفيف هذا الباب هي ، كناية عن الواحد المؤنث . وقال الكسائي : هي أصلها أن تكون على ثلاثة أحرف مثل أنت ، فيقال : هي فعلت ذلك ، وقال : هي لغة همدان ومن في تلك الناحية ، قال : وغيرهم من العرب يخففها ، وهو المجتمع عليه ، فيقول : هي فعلت ذلك . قال اللحياني : وحكي عن بعض بني أسد وقيس هي فعلت ، ذلك بإسكان الياء . وقال الكسائي : بعضهم يلقي الياء من هي إذا كان قبلها ألف ساكنة فيقول حتاه فعلت ذلك ، وإنماه فعلت ذلك ; وقال اللحياني : قال الكسائي لم أسمعهم يلقون الياء عند غير الألف ، إلا أنه أنشدني هو ونعيم :


ديار سعدى إذه من هواكا

بحذف الياء عند غير الألف ، وسنذكر من ذلك ، فصلا مستوفى في ترجمة ها من الألف اللينة ، قال : وأما سيبويه فجعل حذف الياء الذي هنا ضرورة ; وقوله :


فقمت للطيف مرتاعا وأرقني     فقلت أهي سرت أم عادني حلم

إنما أراد هي سرت ، فلما كانت أهي كقولك بهي خفف ، على قولهم في بهي بهي ، وفي علم علم ، وتثنية هي هما ، وجمعها هن ، قال : وقد يكون جمع ها من قولك رأيتها ، وجمع ها من قولك مررت بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية