صفحة جزء
[ ص: 156 ] وجح

وجح : وجح الطريق : ظهر ووضح . وأوجحت النار : أضاءت وبدت . وأوجحت غرة الفرس إيجاحا : اتضحت . وليس دونه وجاح ووجاح ووجاح أي ستر ، واختار ابن الأعرابي الفتح ، وحكى اللحياني : ما دونه أجاح وإجاح ; عن الكسائي . وحكي : ما دونه أجاح ; عن أبي صفوان ، وكل ذلك على إبدال الهمزة من الواو . وجاء فلان وما عليه وجاح أي شيء يستره ، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات ; قال :


أسود شرى لقين أسود غاب ببرز ليس بينهم وجاح



والمعروف وجاح ، وإن كانت القوافي مجرورة . والموجح : الملجأ ، كأنه ألجئ إلى موضع يستره . والموجح : الملجأ ، وكذلك الوجيح ; وأنشد :


فلا وجح ينجيك إن رمت حربنا     ولا أنت منا عند تلك بآيل



وقال حميد بن ثور :


نضح السقاة بصبابات الرجا     ساعة لا ينفعها منه وجح



قال : وقد وجح يوجح وجحا إذا التجأ ، كذلك قرئ بخط شمر . وأوجحه البول : ضيق عليه . وروي عن عمر - رضي الله تعالى عنه - أنه صلى الصبح فلما سلم قال : من استطاع منكم فلا يصلين وهو موجح ، وفي رواية : فلا يصل موجحا ، قيل : وما الموجح ؟ قال : المرهق من خلاء أو بول ، يعني مضيقا عليه ; قال شمر : هكذا روي بكسر الجيم ، وقال بعضهم : موجح قد أوجحه بوله ; قال : وسمعت أعرابيا سألته عنه ، فقال : هو المجح ذهب به إلى الحامل . وأوجح البيت : ستره ; قال ساعدة بن جؤية الهذلي :


وقد أشهد البيت المحجب زانه     فراش وخدر موجح ولطائم



وأورد الأزهري هذا البيت في التهذيب ، وقال : الموجح الكثيف الغليظ ، وثوب متين كثيف . وثوب موجح : كثير الغزل كثيف . وثوب وجيح وموجح : قوي ، وقيل : ضيق متين ; قال شمر : كأنه شبه ما يجد المحتقن من الامتلاء والانتفاخ بذلك . قال : ويكون من أوجح الشيء إذا ظهر ; وقد أوجحه بوله ، فهو موجح إذا كظه وضيق عليه . والموجح : الذي يخفي الشيء ويستره ، من الوجاح وهو الستر فشبه به ما يجده المحتقن من الامتلاء . وروي عن أبي معاذ النحوي : ما بيني وبينه جاح بمعنى وجاح . الفراء : ليس بيني وبينه وجاح وإجاح وأجاح وأجاح ليس بيني وبينه ستر ; قال أبو خيرة :


جوفاء محشوة في موجح مغص     أضيافه جوع منه مهازيل



أراد بالموجح جلدا أملس . وأضيافه : قردانه . الجوهري : الوجاح والوجاح والوجاح الستر ; قال القطامي :


لم يدع الثلج لهم وجاحا



قال : وربما قلبوا الواو ألفا وقالوا : أجاح وإجاح وأجاح . الأزهري في ترجمة جوح : والوجاح بقية الشيء من مال وغيره ; وطريق موجح مهيع . قال الأزهري : المحفوظ في الملجإ تقديم الحاء على الجيم فإن صحت الرواية فلعلهما لغتان ، وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل . والموجح : الذي يوجح الشيء ويمسكه ويمنعه من الوجح وهو الملجأ ; قال الأزهري : وأقرأني إبراهيم بن سعد الواقدي :


أتترك أمر القوم فيهم بلابل     وتترك غيظا كان في الصدر موجحا



قال شمر : رواه موجحا بكسر الجيم . والوجح : شبه الغار ; وقال :


بكل أمعز منها غير ذي وجح     وكل دارة هجل ذات أوجاح


أي ذات غيران . والوجاح : الصفا الأملس ; قال الأفوه :


وأفراس مذللة وبيض     كأن متونها فيها الوجاح



ويقال للماء في أسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره : وجاح . ويقال : لقيته أدنى وجاح لأول شيء يرى . وباب موجوح أي مردود . ويقال : حفر حتى أوجح إذا بلغ الصفاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية