صفحة جزء
[ ص: 177 ] ودد

ودد : الود : مصدر المودة . ابن سيده : الود الحب يكون في جميع مداخل الخير ; عن أبي زيد . ووددت الشيء أود ، وهو من الأمنية ; قال الفراء : هذا أفضل الكلام ; وقال بعضهم : وددت ويفعل منه يود لا غير ; ذكر هذا في قوله تعالى : يود أحدهم لو يعمر أي يتمنى . الليث : يقال : ودك ووديدك كما تقول حبك وحبيبك . الجوهري : الود الوديد ، والجمع أود مثل قدح وأقدح ، وذئب وأذؤب ; وهما يتوادان وهم أوداء . ابن سيده : ود الشيء ودا وودا وودا وودادة وودادا وودادا ومودة وموددة : أحبه ; قال :


إن بني للئام زهده ما لي في صدورهم من مودده



أراد من مودة . قال سيبويه : جاء المصدر في مودة على مفعلة ولم يشاكل باب يوجل فيمن كسر الجيم ; لأن واو يوجل قد تعتل بقلبها ألفا ، فأشبهت واو يعد ، فكسروها كما كسروا الموعد ، وإن اختلف المعنيان ، فكان تغيير ياجل قلبا وتغيير يعد حذفا لكن التغيير يجمعهما . وحكى الزجاجي عن الكسائي : ووددت الرجل ، بالفتح . الجوهري : تقول : وددت لو تفعل ذلك ، ووددت لو أنك تفعل ذلك أود ودا وودا وودادة وودادا أي تمنيت ; قال الشاعر :


وددت ودادة لو أن حظي     من الخلان أن لا يصرموني



ووددت الرجل أوده ودا إذا أحببته . والود والود والود : المودة ; تقول : بودي أن يكون كذا ; وأما قول الشاعر :


أيها العائد المسائل     عنا وبوديك لو ترى أكفاني



فإنما أشبع كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء . وقوله - عز وجل - : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ; معناه لا أسألكم أجرا على تبليغ الرسالة ، ولكني أذكركم المودة في القربى ; والمودة منتصبة على استثناء ليس من الأول ; لأن المودة في القربى ليست بأجر ; وأنشد الفراء في التمني :


وددت ودادة لو أن حظي



قال : وأختار في معنى التمني : وددت . قال : وسمعت وددت ، بالفتح ، وهي قليلة ; قال : وسواء قلت : وددت أو وددت المستقبل منهما أود ويود وتود لا غير ; قال أبو منصور : وأنكر البصريون وددت ، قال : وهو لحن عندهم . وقال الزجاج : قد علمنا أن الكسائي لم يحك وددت إلا وقد سمعه ، ولكنه سمعه ممن لا يكون حجة . وقرئ : سيجعل لهم الرحمن ودا ، وودا . قال الفراء : ودا في صدور المؤمنين ، قال : قاله بعض المفسرين . ابن الأنباري : الودود في أسماء الله - عز وجل - المحب لعباده ، من قولك : وددت الرجل أوده ودا وودادا وودادا . قال ابن الأثير : الودود في أسماء الله تعالى فعول بمعنى مفعول ، من الود المحبة . يقال : وددت الرجل إذا أحببته ، فالله تعالى مودود أي محبوب في قلوب أوليائه ; قال : أو هو فعول بمعنى فاعل أي يحب عباده الصالحين بمعنى يرضى عنهم . وفي حديث ابن عمر : أن أبا هذا كان ودا لعمر ، هو على حذف المضاف تقديره كان ذا ود لعمر أي صديقا ، وإن كانت الواو مكسورة فلا يحتاج إلى حذف فإن الود بالكسر الصديق . وفي حديث الحسن : فإن وافق قول عملا فآخه وأودده أي أحببه وصادقه ، فأظهر الإدغام للأمر على لغة الحجاز . وفي الحديث : عليكم بتعلم العربية فإنها تدل على المروءة وتزيد في المودة ; يريد مودة المشاكلة ; ورجل ود ومود وودود ، والأنثى ودود أيضا والودود : المحب . ابن الأعرابي : المودة الكتاب . قال الله تعالى : تلقون إليهم بالمودة أي بالكتب ; وأما قول الشاعر أنشده ابن الأعرابي :


وأعددت للحرب خيفانة     جموم الجراء وقاحا ودودا



قال ابن سيده : معنى قوله : ودودا ، أنها باذلة ما عندها من الجري ; لا يصح قوله ودودا إلا على ذلك ; لأن الخيل بهائم والبهائم لا ود لها في غير نوعها . وتودد إليه : تحبب . وتودده : اجتلب وده ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


أقول توددني إذا ما لقيتني     برفق ومعروف من القول ناصع



وفلان ودك وودك وودك ، بالفتح ، الأخيرة عن ابن جني ، ووديدك وقوم ود ووداد وأوداء وأوداد وأود ، بفتح الهمزة وكسر الواو ، وأود ; قال النابغة :


إني كأني أرى النعمان خبره     بعض الأود حديثا غير مكذوب



قال : وذهب أبو عثمان إلى أن أودا جمع دل على واحده ، أي أنه لا واحد له . قال : ورواه بعضهم : بعض الأود ، بفتح الواو ; قال : يريد الذي هو أشد ودا ، قال أبو علي : أراد الأودين الجماعة . الجوهري : ورجال ودداء يستوي فيه المذكر والمؤنث لكونه وصفا داخلا على وصف للمبالغة . التهذيب : والود صنم كان لقوم نوح ثم صار لكلب ، وكان بدومة الجندل ، وكان لقريش صنم يدعونه ودا ، ومنهم من يهمز فيقول أد ; ومنه سمي عبد ود ، ومنه سمي أد بن طابخة ; وأدد : جد معد بن عدنان . وقال الفراء : قرأ أهل المدينة : ولا تذرن ودا ، بضم الواو ، قال أبو منصور : أكثر القراء قرأوا ودا ، منهم أبو عمرو ، وابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة ، و الكسائي ، وعاصم ، ويعقوب الحضرمي ، وقرأ نافع ( ودا ) ، بضم الواو . ابن سيده : وود وود صنم . وحكاه ابن دريد مفتوحا لا غير . وقالوا : عبد ود يعنونه به . وود لغة في أد ، وهو ود بن طابخة ; التهذيب : الود ، بالفتح ، الصنم ; وأنشد :


بودك ما قومي على ما تركتهم     سليمى إذا هبت شمال وريحها


أراد بودك فمن رواه بودك أراد بحق صنمك عليك ، ومن ضم أراد بالمودة بيني وبينك ، ومعنى البيت أي شيء وجدت قومي يا سليمى على تركك إياهم أي قد رضيت بقولك وإن كنت تاركة لهم فاصدقي وقولي الحق ; قال : ويجوز أن يكون المعنى أي شيء قومي فاصدقي فقد رضيت قولك ، وإن كنت تاركة لقومي . وودان : واد معروف ; قال نصيب :


قفوا خبروني عن سليمان     إنني لمعروفه من أهل ودان طالب



[ ص: 178 ] وود : جبل معروف ; الجوهري : والود في قول امرئ القيس :

تظهر الود إذا ما أشجذت وتواريه إذا ما تعتكر

قال ابن دريد : هو اسم جبل . ابن سيده وغيره : والود الوتد بلغة تميم ، فإذا زادوا الياء قالوا وتيد ; قال ابن سيده : زعم ابن دريد أنها لغة تميمية ، قال : لا أدري هل أراد أنه لا يغيرها هذا التغيير إلا بنو تميم أم هي لغة لتميم غير مغيرة عن وتد ؟ الجوهري : الود ، بالفتح ، الوتد في لغة أهل نجد كأنهم سكنوا التاء فأدغموها في الدال . ومودة : اسم امرأة ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


مودة تهوى عمر شيخ يسره     لها الموت قبل الليل لو أنها تدري
يخاف عليها جفوة الناس بعده     ولا ختن يرجى أود من القبر



وقيل : إنها سميت بالمودة التي هي المحبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية