صفحة جزء
وذم

وذم : أوذم الشيء : أوجبه . وأوذم على نفسه حجا أو سفرا : أوجبه . وأوذم اليمين ووذمها وأبدعها أي أوجبها ; قال الراجز :


لاهم إن عامر بن جهم أوذم حجا في ثياب دسم



أي متلطخة بالذنوب ، يعني أحرم بالحج وهو مدنس بالذنوب . أبو عمرو : الوذيمة الهدي ، وجمعها الوذائم . وقد أوذم الهدي إذا علق عليه سيرا أو شيئا يعلم به فيعلم أنه هدي فلا يعرض له . ابن سيده : الوذيمة الهدية . الجوهري : الوذيمة الهدية إلى بيت الله الحرام ، والجمع الوذائم ، وهي الأموال التي نذرت فيها النذور ; قال الشاعر :


فإن كنت لم أذكرك والقوم بعضهم     غضابى على بعض فمالي وذائم



أي مالي كله في سبيل الله . والوذم : الفضل والزيادة ، وقد وذم . والوذمة : زيادة في حياء الناقة والشاة كالثؤلول تمنعها من الولد ، والجمع وذم ووذام . ووذمها : قطع ذلك منها وعالجها منه . الأصمعي : الموذمة من النوق التي يخرج في حيائها لحم مثل الثآليل فيقطع ذلك منها ; قال أبو منصور : سمعت العرب تقول لأشباه الثآليل تخرج في حياء الناقة فلا تلقح معها إذا ضربها الفحل : الوذم ، فيعمد رجل رفيق ويأخذ مبضعا لطيفا ويدخل يده في حيائها فيقطع الوذم ، فيقال : قد وذمها توذيما ، والذي فعل ذلك موذم ، ثم يضربها الفحل بعد التوذيم فتلقح . وامرأة وذماء وفرس وذماء : وهي العاقر ، وقيل : الوذمة في حياء الناقة زيادة في اللحم تنبت في أعلى الحياء عند قرء الناقة فلا تلقح الناقة إذا ضربها الفحل ، وقد تقدم ذلك في الوخم أيضا . ويقال للمصير أيضا : وذم والوذم : الحزة من الكرش والكبد والمصارين المقطوعة تعقد وتلوى ثم ترمى في القدر ، والجمع أوذم وأوذام ووذوم وأواذم ; الأخيرة جمع أوذم ، وليس بجمع أوذام ، إذ لو كان ذلك لثبتت الياء ، وهي الوذمة ، والجمع وذام . أبو زيد وأبو عبيدة : الوذمة قرنة الكرش ، وهي زاوية في الكرش شبه الخريطة ، قال : وقرنة الرحم المكان الذي ينتهي إليه الماء في الرحم . والوذام : الكرش والأمعاء ، الواحدة وذمة مثل ثمرة وثمار . وقال ابن خالويه : الوذم قطعة كرش تطبخ بالماء ; قال الشاعر :


وما كان إلا نصف وذم مرمد     أتانا وقد حبت إلينا المضاجع



وفي حديث علي بن أبي طالب - عليه السلام - : لئن وليت بني أمية لأنفضنهم نفض القصاب الوذام التربة ، وفي رواية : التراب [ ص: 188 ] الوذمة ; قال الأصمعي : سألني شعبة عن هذا الحرف ، فقلت : ليس هو هكذا ، إنما هو نفض القصاب الوذام التربة ، والتربة التي قد سقطت في التراب فتتربت ، فالقصاب ينفضها ، وأراد بالوذام الخزز من الكرش والكبد الساقطة في التراب ، والقصاب يبالغ في نفضها ، قال : ومن هذا قيل لسيور الدلاء الوذم ؛ لأنها مقددة طوال ، قال : والتراب التي سقطت في التراب فتتربت ، وواحدة الوذام وذمة ، وهي الكرش لأنها معلقة ، وقيل : هي غير الكرش أيضا من البطون . أبو سعد : الكروش كلها تسمى تربة ، لأنها يحصل فيها التراب من المرتع ، والوذمة التي أخمل باطنها ، والكروش وذمة لأنها مخملة ، ويقال لخملها الوذم ، فمعنى قوله لئن وليتهم لأطهرنهم من الدنس ولأطيبنهم بعد الخبث . وكل سير قددته مستطيلا وذم . والوذمة : السير الذي بين آذان الدلو وعراقيها ، تشد بها ، وقيل : هو السير الذي تشد به العراقي في العرى ، وقيل : هو الخيط الذي بين العرى التي في سعنتها وبين العراقي ، والجمع وذم ، وجمع الجمع أوذام . ووذمها : جعل لها أوذاما . وأوذمها : شد وذمها . ودلو موذومة : ذات وذم . والعرب تقول للدلو إذا انقطع سيور آذانها : قد وذمت الدلو توذم ، فإذا شدوها إليها قالوا : أوذمتها . ووذمت الدلو توذم ، فهي وذمة : انقطع وذمها ; قال يصف الدلو :


أخذمت أم وذمت أم ما لها     أم غالها في بئرها ما غالها



وقال :


أرسلت دلوي فأتاني مترعا     لا وذما جاء ولا مقنعا



ذكر على إرادة السلم أو الغرب . وفي حديث عائشة تصف أباها - رضي الله عنهما - : وأوذم السقاء أي شده بالوذمة ، وفي رواية أخرى : وأوذم العطلة ، تريد الدلو التي كانت معطلة عن الاستقاء لعدم عراها وانقطاع سيورها . ووذم الوذم نفسه : انقطع . ووذم على الخمسين توذيما وأوذم : زاد عليها . ووذم ماله : قطعه ، والوذيمة : ما وذمه منه أي قطعه ; قال :


إن لم أكن أهواك والقوم بعضهم     غضاب على بعض فما لي وذائم



والتوذيم : أن توذم الكلاب بقلادة . ووذيمة الكلب : قطعة تكون في عنقه ; عن ثعلب . وروي عن أبي هريرة أنه سئل عن صيد الكلب فقال : إذا وذمته وأرسلته وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك ما لم يأكل وتوذيم الكلب : أن يشد في عنقه سير يعلم به أنه معلم مؤدب ، أراد بتوذيمه أن لا يطلب الصيد بغير إرسال ولا تسمية ، مأخوذ من الوذم السيور التي تقد طوالا ; وفي الحديث : أريت الشيطان فوضعت يدي على وذمته ; قال ابن الأثير : الوذمة ، بالتحريك ، سير يقد طولا ، وجمعه وذام ، وتعمل منه قلادة توضع في أعناق الكلاب لتربط فيها ، فشبه الشيطان بالكلب ، وأراد تمكنه منه كما يتمكن القابض على قلادة الكلب . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : فربط كميه بوذمة أي سير .

التالي السابق


الخدمات العلمية