صفحة جزء
[ ص: 195 ] ورق

ورق : الورق : ورق الشجرة والشوك . والورق : من أوراق الشجر والكتاب ، الواحدة ورقة . ابن سيده : الورق من الشجر معروف ، وقال أبو حنيفة : الورق كل ما تبسط تبسطا وكان له عير في وسطه تنتشر عنه حاشيتاه ، واحدته ورقة . وقد ورقت الشجرة توريقا وأورقت إيراقا : أخرجت ورقها . وأورق الشجر ، أي خرج ورقه . وشجرة وارقة ووريقة وورقة : خضراء الورق حسنة ; الأخيرة على النسب لأنه لا فعل له . والوارقة : الشجرة الخضراء الورق الحسنة ، وقيل كثيرة الأوراق . وشجرة ورقة ووريقة : كثيرة الورق . وورق الشجرة يرقها ورقا : أخذ ورقها ، وقال اللحياني : ورقت الشجرة ، خفيفة ، ألقت ورقها . ويقال : رق لي هذه الشجرة ورقا أي خذ ورقها ، وقد ورقتها أرقها ورقا ، فهي موروقة . النضر : يقال اوراق العنب يوراق ايريقاقا إذا لون فهو موراق . الأصمعي : يقال ورق الشجر وأورق ، وبالألف أكثر ، وورق توريقا مثله . والوراق ، بالكسر : الوقت الذي يورق فيه الشجر ، والوراق ، بالفتح : خضرة الأرض من الحشيش وليس من الورق ; قال أبو حنيفة : هو أن تطرد الخضرة لعينك ; قال أوس بن حجر يصف جيشا بالكثرة ونسبه الأزهري لأوس بن زهير :


كأن جيادهن برعن زم جراد قد أطاع له الوراق

ويروى : برعن قف . قال ابن سيده : وعندي أن الوراق من الورق ; وأنشد الأزهري :


قل لنصيب يحتلب نار جعفر     إذا شكرت عند الوراق جلامها

وقال أبو حنيفة : ورقت الشجرة وورقت وأورقت ، كل ذلك ، إذا ظهر ورقها تاما . وفي الحديث أنه قال لعمار : أنت طيب الورق ; أراد بالورق نسله تشبيها بورق الشجر لخروجها منها . وورق القوم : أحداثهم . وما أحسن وراقه وأوراقه أي لبسته وشارته ، على التشبيه بالورق . واختبط منه ورقا : أصاب منه خيرا . والرقة : أول خروج الصليان والنصي والطريفة رطبا ، يقال : رعينا رقته . ابن الأعرابي : يقال للنصي والصليان إذا نبتا رقة ، خفيفة ، ما داما رطبين . والرقة أيضا : رقة الكلأ إذا خرج له ورق . وتورقت الناقة إذا رعت الرقة . ابن سمعان وغيره : الرقة الأرض التي يصيبها المطر في الصفرية أو في القيظ فتنبت فتكون خضراء فيقال : هي رقة خضراء . والرقة : رقة النصي والصليان إذا اخضرا في الربيع . أبو عمرو : الوريقة الشجرة الحسنة الورق . وعام أورق : لا مطر فيه ، والجمع ورق . والورق : أدم رقاق ، واحدتها ورقة ، ومنها ورق المصحف ، وورق المصحف وأوراقه : صحفه ، الواحد كالواحد ، وهو منه . والوراق : معروف ، وحرفته الوراقة . ورجل وراق : وهو الذي يورق ويكتب . الجوهري : والورق المال من دراهم وإبل وغير ذلك . وقال ابن سيده : الورق المال من الإبل والغنم ; قال العجاج :


إياك أدعو فتقبل ملقي !     اغفر خطاياي وثمر ورقي

والورق من الدم : ما استدار منه على الأرض ، وقيل هو الذي يسقط من الجراحة علقا قطعا ; قال أبو عبيدة : أوله ورق ، وهو مثل الرش ، والبصيرة مثل فرسن البعير ، والجدية أعظم من ذلك ، والإسباءة في طول الرمح ، والجمع الأسابي . والورق : الدتيا . وورق القوم : أحداثهم . وورق الشباب : نضرته وحداثته هذه ; عن ابن الأعرابي . والورق والورق والورق والرقة : الدراهم مثل كبد وكبد وكبد ، وكلمة وكلمة وكلمة ; لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف ، ومنهم من يتركها على حالها . وفي الصحاح : الورق الدراهم المضروبة وكذلك الرقة ، والهاء عوض من الواو . وفي الحديث في الزكاة : في الرقة ربع العشر ، وفي حديث آخر : عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة ; يريد الفضة والدراهم المضروبة منها ، وحكي في جمع الرقة رقات ; قال ابن بري : شاهد الرقة قول خالد بن الوليد في يوم مسيلمة :


إن السهام بالردى مفوقه     والحرب ورهاء العقال مطلقه
وخالد من دينه على ثقه     لا ذهب ينجيكم ولا رقه

والمستورق : الذي يطلب الورق ; قال أبو النجم :


أقبلت كالمنتجع المستورق

قال ابن سيده : وربما سميت الفضة ورقا . يقال : أعطاه ألف درهم رقة لا يخالطها شيء من المال غيرها . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : في الرقة ربع العشر . وقال أبو الهيثم : الورق والرقة الدراهم خاصة . والوراق : الرجل الكثير الورق . والورق : المال كله ; وأنشد رجز العجاج : وثمر ورقي ، أي مالي . وقال أبو عبيدة : الورق الفضة ، كانت مضروبة كدراهم أو لا . شمر : الرقة العين ، يقال : هي من الفضة خاصة . ابن سيده : والرقة الفضة والمال ; عن ابن الأعرابي ، وقيل : الذهب والفضة ; عن ثعلب . وفي حديث عرفجة : لما قطع أنفه اتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فاتخذ أنفا من ذهب ; الورق ، بكسر الراء : الفضة ; وحكي عن الأصمعي أنه إنما اتخذ أنفا من ورق ، بفتح الراء ، أراد الرق الذي يكتب فيه ; لأن الفضة لا تنتن ; قال : وكنت أحسب أن قول الأصمعي إن الفضة لا تنتن صحيحا حتى أخبرني بعض أهل الخبرة أن الذهب لا يبليه الثرى ، ولا يصدئه الندى ، ولا تنقصه الأرض ، ولا تأكله النار ، فأما الفضة فإنها تبلى وتصدأ ويعلوها السواد وتنتن ، وجمع الورق والورق والورق أوراق ، وجمع الرقة رقون . وفي المثل : إن الرقين تعفي على أفن الأفين . وقال ثعلب : وجدان الرقين يغطي أفن الأفين ; قيل : معناه أن المال يغطي العيوب ; وأنشد ابن الأعرابي :


فلا تلحيا الدنيا إلي فإنني     أرى ورق الدنيا تسل السخائما

ويا رب ملتاث يجر كساءه نفى عنه وجدان الرقين العزائما يقول : ينفي عنه كثرة المال عزائم الناس فيه أنه أحمق مجنون . قال الأزهري : لا تلحيا لا تذما . والملتاث : الأحمق . قال ابن بري : والشعر لثمامة السدوسي . ورجل مورق ووراق : صاحب ورق ; قال :


يا رب بيضاء من العراق     تأكل من كيس امرئ وراق

قال ابن الأعرابي : أي كثير الورق والمال . الجوهري : رجل وراق [ ص: 196 ] كثير الدراهم . اللحياني : يقال إن تتجر فإنه مورقة لمالك أي مكثره . ويقال : أورق الرجل كثر ماله . ويقال : أورق الحابل يورق إيراقا ، فهو مورق إذا لم يقع في حبالته صيد ، وكذلك الغازي إذا لم يغنم فهو مورق ومخفق ، وأورق الصائد إذا لم يصد . وأورق الطالب إذا لم ينل . ابن سيده : وأورق الصائد أخطأ وخاب ، وقوله أنشده ثعلب :


إذا كحلن عيونا غير مورقة     ريشن نبلا لأصحاب الصبا صيدا

يعني غير خائبة . وأورق الغازي : أخفق وغنم ، وهو من الأضداد ; قال :


ألم تر أن الحرب تعرج أهلها     مرارا وأحيانا تفيد وتورق

والأورق من الإبل : الذي في لونه بياض إلى سواد . والورقة : سواد في غبرة ، وقيل : سواد وبياض كدخان الرمث يكون ذلك في أنواع البهائم ، وأكثر ذلك في الإبل . قال أبو عبيد : الأوراق أطيب الإبل لحما وأقلها شدة على العمل والسير ، وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره ، قال : وقد يكون في الإنسان ; قال :


أيام أدعو بأبي زياد     أورق بوالا على البساط

أراد أيام أدعو بدعائي أبا زياد رجلا بوالا ، قال : وهذا كقولهم لئن لقيت فلانا لتلقين منه الأسد ، وقد ايرق واوراق وهو أورق . الأصمعي : إذا كان البعير أسود يخالط سواده بياض كدخان الرمث فتلك الورقة ، فإن اشتدت ورقته حتى يذهب البياض الذي فيه فهو أدهم . ابن الأعرابي : قال أبو نصر النعامي : هجر بحمراء ، وأسر بورقاء ، وصبح القوم على صهباء ، قيل له : ولم ذلك ؟ قال : لأن الحمراء أصبر على الهواجر ، والورقاء أصبر على طول السرى ، والصهباء أشهر وأحسن حين ينظر إليها ، ومن ذلك قيل للرماد أورق ; وللحمامة والذئبة ورقاء ; وقوله - صلى الله عليه وسلم - : إن جاءت به أورق جماليا ; فإنما عنى - صلى الله عليه وسلم - الأدمة ، فاستعار لها اسم الورقة ، وكذلك استعار جماليا وإنما الجمالية للناقة ، ورواه أهل الحديث جماليا ، من الجمال ، وليس بشيء . والأوراق من الناس : الأسمر ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ولد الملاعنة : إن جاءت به أمه أورق أي أسمر . والسمرة : الورقة . والسمرة : الأحدوثة بالليل . والأورق : الذي لونه بين السواد والغبرة ; ومنه قيل للرماد أورق ، وللحمامة ورقاء ، وإنما وصفه بالأدمة . وروي في حديث الملاعنة : إن جاءت به أورق جعدا ; الأورق : الأسمر ، والورقة السمرة ; يقال : جمل أورق ، وناقة ورقاء . وفي حديث ابن الأكوع : خرجت أنا ورجل من قومي وهو على ناقة ورقاء . وحديث قس : على جمل أورق . أبو عبيد : من أمثالهم : إنه لأشأم من ورقاء ، وهي مشئومة يعني الناقة وربما نفرت فذهبت في الأرض ، ويقال للحمامة ورقاء للونها . الأصمعي : جاء فلان بالربيق على أريق إذا جاء بالداهية الكبيرة ; قال أبو منصور : أريق تصغير أورق ، على الترخيم ، كما صغروا أسود سويدا ، وأريق في الأصل وريق ، فقلبت الواو ألفا للضمة كما قال تعالى : وإذا الرسل أقتت ، والأصل وقتت . الأصمعي : تزعم العرب أن قولهم " جاءنا بأم الربيق على أريق " من قول رجل رأى الغول على جمل أورق ، كأنه أراد وريقا تصغير أورق . والأورق من كل شيء : ما كان لونه لون الرماد . وزمان أورق أي جدب ; قال جندل :


إن كان عمي لكريم المصدق     عفا هضوما في الزمان الأورق

والأورق : اللبن الذي ثلثاه ماء ، وثلثه لبن ; قال :


يشربه محضا ويسقي عياله     سجاجا كأقراب الثعالب أورقا

وكذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرمث ; لأن الذئب أورق ; قال رؤبة :


فلا تكوني يا ابنة الأشم     ورقاء دمى ذئبها المدمي

وقال أبو زيد : الذي يضرب لونه إلى الخضرة . قال : والذئاب إذا رأت ذئبا قد عقر وظهر دمه أكبت عليه فقطعته وأنثاه معها ، وقيل : الذئب إذا دمي أكلته أنثاه فيقول هذا الرجل لامرأته : لا تكوني إذا رأيت الناس قد ظلموني معهم علي فتكوني كذئبة السوء . وقال أبو حنيفة : نصل أورق برد أو جلي ثم لوح بعد ذلك على الجمر حتى اخضر ; قال العجاج :


عليه ورقان القران النصل

والورقة في القوس : مخرج غصن ، وهو أقل من الأبنة ، وحكاه كراع بجزم الراء وصرح فيه بذلك . ويقال : في القوس ورقة ، بالتسكين ، أي عيب ، وهو مخرج الغصن إذا كان خفيا . ابن الأعرابي : الورقة العيب في الغصن ، فإذا زادت فهي الأبنة ، فإذا زادت فهي السحتنة . وورقة الوتر : جليدة توضع على حزه ; عن ابن الأعرابي . ورجل ورق ، وامرأة ورقة : خسيسان . والورق من القوم : أحداثهم ; قال الشاعر هدبة بن الخشرم يصف قوما قطعوا مفازة :


إذا ورق الفتيان صاروا كأنهم     دراهم منها جائزات وزيف

ورواه يعقوب : وزائف ، وهو خطأ ، وهم الخساس ، وقيل : هم الأحداث ، قال ابن بري وقبله :


يظل بها الهادي يقلب طرفه     يعض على إبهامه وهو واقف

قال : وهذا يدل على أن الرواية الصحيحة وزائف ; لأن القصيدة مؤسسة وأولها :


أتنكر رسم الدار أم أنت عارف

والذي في شعره : منها راكبات وزائف . وقال أبو سعيد : لنا ورق أي طريف وفتيان ورق ; وأنشد البيت ; وقال عمرو [ بن الأهتم ] في ناقته وكان قدم المدينة :


طال الثواء عليه بالمدينة لا     ترعى وبيع له البيضاء والورق

أراد بالبيضاء الحلي ، وبالورق الخبط ، وبيع اشتري . ابن الأعرابي : الورقة الخسيس من الرجال ، والورقة الكريم من الرجال ، والورقة مقدار الدرهم من الدم . والورق : المال الناطق كله . والورق : الأحداث من الغلمان : أبو سعيد : يقال رأيته ورقا أي حيا ، وكل حي ورق ، لأنهم يقولون يموت كما يموت الورق ، وييبس كما ييبس الورق ; قال الطائي :


وهزت رأسها عجبا وقالت     أنا العبرى أإيانا تريد

[ ص: 197 ]

وما يدري الودود لعل قلبي     ولو خبرته ورقا جليد

أي ولو خبرته حيا فإنه جليد . والورقاء : شجيرة معروفة تسمو فوق القامة لها ورق مدور واسع دقيق ناعم تأكله الماشية كلها ، وهي غبراء الساق ، خضراء الورق ، لها زمع شعر فيه حب أغبر مثل الشهدانج ، ترعاه الطير ، وهو سهلي ينبت في الأودية وفي جنباتها وفي القيعان ، وهي مرعى . ومورق : اسم رجل ; حكاه سيبويه ، شاذ عن القياس على حسب ما يجيء للأسماء الأعلام في كثير من أبواب العربية ، وكان القياس مورقا ، بكسر الراء . والوريقة ووراق : موضعان ; قال الزبرقان :


وعبد من ذوي قيس أتاني     وأهلي بالتهائم فالوراق

وورقان : جبل معروف . وفي الحديث : سن الكافر في النار كورقان ، هو بوزن قطران ، جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المار من المدينة إلى مكة . وفي الحديث : رجلان من مزينة ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له ورقان فيحشر الناس ولا يعلمان . وورقاء : اسم رجل ، والجمع وراق ووراقى مثل صحار وصحارى ، ونسبوا إليه ورقاوي ، فأبدلوا من همزة التأنيث واوا . وفلان ابن مورق ، بالفتح ، وهو شاذ مثل موحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية