صفحة جزء
[ ص: 216 ] وشج

وشج : وشجت العروق والأغصان : اشتبكت ، وكل شيء يشتبك . وشج يشج وشجا ووشيجا ، فهو واشج : تداخل وتشابك والتف ; قال امرؤ القيس :


إلى عرق الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي

والوشيج : شجر الرماح ، وقيل : هو ما نبت من القنا والقصب معترضا ; وفي المحكم : ملتفا دخل بعضه بعضا ، وقيل : سميت بذلك لأنه تنبت عروقها تحت الأرض ، وقيل : هي عامة الرماح ، واحدتها وشيجة ، وقيل : هو من القنا أصلبه ; قال الشاعر :


والقرابات بيننا واشجات     محكمات القوى بعقد شديد

وفي حديث خزيمة : وأفنت أصول الوشيج ; قيل : هو ما التف من الشجر ; أراد أن السنة أفنت أصولها إذ لم يبق في الأرض ثرى . والوشيجة : عرق الشجر ; قال عبيد بن الأبرص :


ولقد جرى لهم فلم يتعيفوا     تيس قعيد كالوشيجة أعضب

شبه التيس من ضمره بها . والقعيد : ما مر من الوحش من ورائك ، فإن جاء من قدامك ، فهو النطيح والجابه ، وإن جاء من على يمينك ، فهو السانح ، وإن جاء من على يسارك ، فهو البارح ; وقبله وهو أول القصيدة :


نبئت أن بني جديلة أوعبوا     نفراء من سلمى لنا وتكتبوا

وصف قوما خرجوا من عقر دارهم لحرب بني أسد فاستقبلهم هذا التيس الأعضب ، وهو المكسور أحد قرنيه ، فلم يتعيفوا أي لم يزجروا فيعلموا أن الدائرة عليهم ; لأن التيس الأعضب أتاهم من خلفهم يسوقهم ويطردهم ، وشبه هذا التيس أعني تيس الظباء بعرق شجرة لضمره . وأوعبوا : جمعوا . والنفراء : جمع نفير . والوشائج : عروق الأذنين ، واحدتها وشيجة . والوشيجة : ليف يفتل ثم يشبك بين خشبتين ينقل بهما البر المحصود ، وكذلك ما أشبهها من شبكة بين خشبتين ، فهي وشيجة ، مثل الكسيح ونحوه . النضر : وشج محمله إذا شبكه بقد أو شريط لئلا يسقط منه شيء . وفي حديث علي : وتمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفية ; الوشيجة : عرق الشجرة ، وليف يفتل ثم يشد به ما يحمل . ووشجت العروق والأغصان : اشتبكت ; ومنه حديث علي : ووشج بينها وبين أزواجها أي خلط وألف ، يقال وشج الله بينهم توشيجا . ورحم واشجة ووشيجة : مشتبكة متصلة ; الأخيرة عن يعقوب ; وأنشد :


تمت بأرحام إليك وشيجة     ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب

وقد وشجت بك قرابة فلان ، والاسم الوشيج ، وقد وشجها الله توشيجا . والواشجة : الرحم المشتبكة المتصلة . وقال الكسائي : لهم وشيجة في قومهم ووليجة أي حشو . وأمر موشج : مداخل بعضه في بعض مشتبك ; قال الشاعر :


حالا بحال يصرف الموشجا

ولقد وشجت في قلبه أمور وهموم ، وعليه أوشاج غزول أي ألوان داخلة بعضها في بعض ، يعني : البرود فيها ألوان الغزول . والوشيج : ضرب من النبات ، وهو من الجنبة ; قال رؤبة :


ومل مرعاها الوشيج البروقا

التالي السابق


الخدمات العلمية