صفحة جزء
[ ص: 227 ] وصي

وصي : أوصى الرجل ووصاه : عهد إليه ; قال رؤبة :


وصاني العجاج فيما وصني

أراد : فيما وصاني ، فحذف اللام للقافية . وأوصيت له بشيء وأوصيت إليه إذا جعلته وصيك . وأوصيته ووصيته إيصاء وتوصية بمعنى . وتواصى القوم أي أوصى بعضهم بعضا . وفي الحديث : استوصوا بالنساء خيرا ; فإنهن عندكم عوان ، والاسم الوصاة والوصاية والوصاية . والوصية أيضا : ما أوصيت به . والوصي : الذي يوصي والذي يوصى له ، وهو من الأضداد . ابن سيده : الوصي الموصي والموصى ، والأنثى وصي ، وجمعهما جميعا أوصياء ، ومن العرب من لا يثني الوصي ولا يجمعه . الليث : الوصاة كالوصية ; وأنشد :


ألا من مبلغ عني يزيدا     وصاة من أخي ثقة ودود

يقال : وصي بين الوصاية . والوصية : ما أوصيت به ، وسميت وصية لاتصالها بأمر الميت ، وقيل لعلي - عليه السلام - وصي لاتصال نسبه وسببه وسمته بنسب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسببه وسمته ، قلت : كرم الله وجه أمير المؤمنين علي وسلم عليه ، هذه صفاته عند السلف الصالح - رضي الله عنهم - ويقول فيه غيرهم : لولا دعابة فيه ; وقول كثير :


تخبر من لاقيت أنك عائذ     بل العائذ المحبوس في سجن عارم

وصي النبي المصطفى وابن عمه وفكاك أغلال وقاضي مغارم إنما أراد ابن وصي النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن ابن عمه ، وهو الحسن بن علي أو الحسين بن علي - رضي الله عنهم - فأقام الوصي مقامهما ، ألا ترى أن عليا - رضي الله عنه - لم يكن في سجن عارم ولا سجن قط ؟ قال ابن سيده : أنبأنا بذلك أبو العلاء عن أبي علي الفارسي والأشهر أنه محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - حبسه عبد الله بن الزبير في سجن عارم ، والقصيدة في شعر كثير مشهورة ، والممدوح بها محمد بن الحنفية ، قال : ومثله قول الآخر :


صبحن من كاظمة الحصن الخرب     يحملن عباس بن عبد المطلب

إنما أراد : يحملن ابن عباس ، ويروى : الخص الخرب . وقوله - عز وجل - : يوصيكم الله في أولادكم ; معناه يفرض عليكم ; لأن الوصية من الله إنما هي فرض ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به ; وهذا من الفرض المحكم علينا . وقوله تعالى : أتواصوا به ; قال أبو منصور : أي أوصى أولهم آخرهم ، والألف ألف استفهام ، ومعناها التوبيخ . وتواصوا : أوصى بعضهم بعضا . ووصى الرجل وصيا : وصله . ووصى الشيء بغيره وصيا : وصله . أبو عبيد : وصيت الشيء ووصلته سواء ; قال ذو الرمة :


نصي الليل بالأيام حتى صلاتنا     مقاسمة يشتق أنصافها السفر

يقول : رجع صلاتنا من أربعة إلى اثنين في أسفارنا لحال السفر . وفلاة واصية : تتصل بفلاة أخرى ; قال ذو الرمة :


بين الرجا والرجا من جنب واصية     يهماء خابطها بالخوف معكوم

قال الأصمعي : وصى الشيء يصي إذا اتصل ، ووصاه غيره يصيه : وصله . ابن الأعرابي : الوصي النبات الملتف ، وإذا أطاع المرتع للسائمة فأصابته رغدا ، قيل أوصى لها المرتع يصي وصيا . وأرض واصية : متصلة النبات إذا اتصل نبتها ، وربما قالوا تواصى النبت إذا اتصل ، وهو نبت واص ; وأنشد ابن بري للراجز :


يا رب شاة شاص     في ربرب خماص
يأكلن من قراص     وحمصيص واص

وأنشد آخر :


لها موفد وفاه واص كأنه     زرابي قيل قد تحومي مبهم

الموفد : السنام ، والقيل : الملك ، وقال طرفة :


يرعين وسميا وصى نبته     فانطلق اللون ودق الكشوح

يقال منه : أوصيت أي دخلت في الواصي . ووصت الأرض وصيا ووصيا ووصاء ووصاة ; الأخيرة نادرة حكاها أبو حنيفة ، كل ذلك : اتصل نباتها بعضه ببعض ، وهي واصية ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


أهل الغنى والجرد والدلاص     والجود وصاهم بذاك الواصي

أراد : الجود الواصي أي المتصل ; يقول : الجود وصاهم بأن يديموه أي الجود الواصي وصاهم بذلك ; قال ابن سيده : وقد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أوصى ، على حذف الزائد أو على النسب ، فيكون مرفوع الموضع بأوصى لا مجروره على أن يكون نعتا للجود ، كما يكون في القول الأول . ووصيت الشيء بكذا وكذا إذا وصلته به ; وأنشد بيت ذي الرمة :


نصي الليل بالأيام

والوصى والوصي جميعا : جرائد النخل التي يخزم بها ، وقيل : هي من الفسيل خاصة ، وواحدتها وصاة ووصية . ويوصى : طائر قيل هو الباشق ، وقيل : هو الحر عراقية ، ليست من أبنية العرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية