صفحة جزء
وطب

وطب : الوطب سقاء اللبن ; وفي الصحاح : سقاء اللبن خاصة ، وهو جلد الجذع فما فوقه ، والجمع أوطب ، وأوطاب ، ووطاب ; قال امرؤ القيس :


وأفلتهن علباء جريضا ولو أدركنه صفر الوطاب

وأواطب : جمع أوطب كأكالب في جمع أكلب ; أنشد سيبويه :


تحلب منها ستة الأواطب

ولأفشن وطبك أي لأذهبن بتيهك وكبرك ، وهو على المثل . وامرأة وطباء : كبيرة الثديين ، يشبهان بالوطب كأنها تحمل وطبا من اللبن ; ويقال للرجل إذا مات أو قتل : صفرت وطابه أي فرغت وخلت ; وقيل : إنهم يعنون بذلك خروج دمه من جسده ; وأنشد بيت امرئ القيس :


ولو أدركته صفر الوطاب

وقيل : معنى صفر الوطاب : خلا لساقيه من الألبان التي يحقن فيها ; لأن نعمه أغير عليها فلم يبق له حلوبة . وعلباء في هذا البيت : اسم رجل . والجريض : غصص الموت ; يقال : أفلت جريضا ولم يمت بعد . ومعنى صفر وطابه أي مات ; جعل روحه بمنزلة اللبن الذي في الوطاب ، وجعل الوطب بمنزلة الجسد فصار خلو الجسد من الروح كخلو الوطب من اللبن ; ومنه قول تأبط شرا :


أقول لجنان وقد صفرت لهم     وطابي ويومي ضيق الحجر معور

وفي حديث أم زرع : خرج أبو زرع ، والأوطاب تمخض ، ليخرج زبدها . الصحاح : يقال لجلد الرضيع الذي يجعل فيه اللبن شكوة ، ولجلد الفطيم بدرة ، ويقال لمثل الشكوة مما يكون فيه السمن عكة ، ولمثل البدرة المسأد . وفي الحديث : أنه أتي بوطب فيه لبن ; الوطب : الزق الذي يكون فيه السمن واللبن . والوطب : الرجل الجافي . والوطباء : المرأة العظيمة الثدي ، كأنها ذات وطب . والطبة : القطعة المرتفعة أو المستديرة من الأدم ، لغة في الطبة ; قال ابن سيده : لا أدري أهو محذوف الفاء أم محذوف اللام ، فإن كان محذوف الفاء ، فهو من الوطب ، وإن كان محذوف اللام ، فهو من طبيت وطبوت أي دعوت ، والمعروف الطبة ، بتشديد الباء ، وهو مذكور في موضعه . وفي حديث عبد الله بن بسر : نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي فقربنا إليه طعاما ، وجاءه بوطبة فأكل منها ; قال ابن الأثير : روى الحميدي هذا الحديث في كتابه : فقربنا إليه طعاما ورطبة ، فأكل منها ; وقال : هكذا جاء فيما رأينا من نسخ كتاب مسلم ، رطبة بالراء ، فأكل ; قال : وهو تصحيف من الراوي ، وإنما هو بالواو ، قال : وذكره أبو مسعود الدمشقي وأبو بكر البرقاني في كتابيهما بالواو ، وفي آخره قال النضر : الوطبة الحيس يجمع بين التمر والأقط والسمن ; ونقله عن شعبة على الصحة ، بالواو ; قال ابن الأثير : والذي قرأته في كتاب مسلم وطبة ، بالواو ، قال : ولعل نسخ الحميدي قد كانت بالراء ، كما ذكره ; وفي رواية في حديث عبد الله بن بسر : أتيناه بوطيئة ، في باب الهمز ، وقال : هي طعام يتخذ من التمر كالحيس ، ويروى بالباء الموحدة ، وقيل : هو تصحيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية