صفحة جزء
[ ص: 239 ] وطن

وطن : الوطن : المنزل تقيم به ، وهو موطن الإنسان ومحله ; وقد خففه رؤبة في قوله :


أوطنت وطنا لم يكن من وطني لو لم تكن عاملها لم أسكن بها     ولم أرجن بها في الرجن

قال ابن بري : الذي في شعر رؤبة :


كيما ترى أهل العراق أنني     أوطنت أرضا لم تكن من وطني

وقد ذكر في موضعه ، والجمع أوطان . وأوطان الغنم والبقر : مرابضها وأماكنها التي تأوي إليها ; قال الأخطل :


كروا إلى حرتيكم تعمرونهما     كما تكر إلى أوطانها البقر

ومواطن مكة : مواقفها ، وهو من ذلك . وطن بالمكان وأوطن أقام ، الأخيرة أعلى . وأوطنه : اتخذه وطنا . يقال : أوطن فلان أرض كذا وكذا أي اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيها . والميطان : الموضع الذي يوطن لترسل منه الخيل في السباق ، وهو أول الغاية ، والميتاء والميداء آخر الغاية الأصمعي : هو الميدان والميطان ، بفتح الميم من الأول وكسرها من الثاني . وروى عمرو عن أبيه قال : المياطين الميادين . يقال : من أين ميطانك أي غايتك . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : كان لا يوطن الأماكن أي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به . والموطن : مفعل منه ، ويسمى به المشهد من مشاهد الحرب ، وجمعه مواطن . والموطن المشهد من مشاهد الحرب . وفي التنزيل العزيز : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ; وقال طرفة :


على موطن يخشى الفتى عنده الردى     متى تعترك فيه الفرائص ترعد

وأوطنت الأرض ووطنتها توطينا واستوطنتها أي اتخذتها وطنا ، وكذلك الاتطان ، وهو افتعال منه . غيره : أما المواطن فكل مقام قام به الإنسان لأمر فهو موطن له ، كقولك : إذا أتيت فوقفت في تلك المواطن فادع الله لي ولإخواني . وفي الحديث : أنه نهى عن نقرة الغراب ، وأن يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير ، قيل : معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يأوي من عطن إلا إلى مبرك دمث قد أوطنه واتخذه مناخا ، وقيل : معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير ; ومنه الحديث : أنه نهى عن إيطان المساجد أي اتخاذها وطنا . وواطنه على الأمر : أضمر فعله معه ، فإن أراد معنى وافقه قال : واطأه . تقول : واطنت فلانا على هذا الأمر إذا جعلتما في أنفسكما أن تفعلاه ، وتوطين النفس على الشيء : كالتمهيد . ابن سيده : وطن نفسه على الشيء وله فتوطنت حملها عليه فتحملت وذلت له ، وقيل : وطن نفسه على الشيء وله فتوطنت حملها عليه ; قال كثير :


فقلت لها يا عز كل مصيبة     إذا وطنت يوما لها النفس ذلت

التالي السابق


الخدمات العلمية