صفحة جزء
وغل

وغل : الوغل من الرجال : النذل الضعيف الساقط المقصر في الأشياء ، والجمع أوغال ; وأنشد :


وحاجب كردسه في الحبل منا غلام كان غير وغل     حتى افتدى منا بمال جبل

والوغل والوغل : المدعي نسبا ليس منه ، والجمع أوغال . والوغل والوغل : السيئ الغذاء ، وحكى سيبويه وغل على المضارعة . والوغل والواغل ; الأولى عن كراع : الذي يدخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه إليه أو ينفق معهم مثل ما أنفقوا ; قال الشاعر :


فمتى واغل ينبهم يحيو     ه وتعطف عليه كأس الساقي

ويروى : وتعطف عليه كف الساقي ; وقال امرؤ القيس :


فاليوم أسقى غير مستحقب     إثما من الله ولا واغل

وقيل : الواغل الداخل على القوم في شرابهم ، وقيل : هو الداخل عليهم في طعامهم ، وقال يعقوب : الواغل في الشراب كالوارش في الطعام ; وقد وغل يغل وغلانا ووغلا إذا دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم من غير أن يدعى إليه ، واسم ذلك الشراب الوغل ; قال عمر بن قميئة :


إن أك مسكيرا فلا أشرب ال     وغل ولا يسلم مني البعير

وشرب واغل على النسب ; قال الجعدي :


فشربنا غير شرب واغل     وعللنا عللا بعد نهل

وفي حديث علي - عليه السلام - : المتعلق بها كالواغل المدفع ; الواغل الذي يهجم على الشراب ليشرب معهم وليس منهم فلا يزال مدفعا بينهم . وفي حديث المقداد : فلما أن وغلت في بطني أي دخلت . ووغل في الشيء وغولا : دخل فيه وتوارى به ، وقد خص ذلك بالشجر ، فقيل : وغل الرجل يغل وغولا ووغلا أي دخل في الشجر وتوارى فيه . ووغل : ذهب وأبعد ; قال الراعي :


قالت سليمى أتنوي اليوم أم تغل     وقد ينسيك بعض الحاجة العجل

وكذلك أوغل في البلاد ونحوها . وتوغل في الأرض : ذهب فأبعد فيها ، وكذلك أوغل في العلم . وفي الحديث : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ; يريد سر فيه برفق ، وابلغ الغاية القصوى منه بالرفق لا على سبيل التهافت والخرق ، ولا تحمل على نفسك وتكلفها ما لا تطيقه فتعجز وتترك الدين والعمل . وفي حديث عكرمة : من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل أي فليغسل مغابنه ومعاطف جسده ، وهو استفعال من الوغول الدخول ، وكل داخل فهو واغل ; وكل داخل في شيء دخول مستعجل فقد أوغل فيه . قال أبو زيد : غل في البلاد وأوغل بمعنى واحد إذا ذهب فيها . أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في السير . والوغول : الدخول في الشيء . والإيغال : السير السريع ، وقيل : الشديد والإمعان في السير ; قال الأعشى :


مرحت حرة كقنطرة الرو     مي تفري الهجير بالإرقال
تقطع الأمعز المكوكب وخدا     بنواج سريعة الإيغال

وأوغل القوم إذا أمعنوا في سيرهم داخلين بين ظهراني الجبال أو في أرض العدو ، وكذلك توغلوا وتغلغلوا ، وأما الوغول فإنه الدخول في الشيء وإن لم يبعد فيه ، وأوغلته الحاجة ; قال المتنخل الهذلي :


حتى يجيء وجنح الليل يوغله     والشوك في وضح الرجلين مركوز

وما لك عن ذلك وغل أي بد ، وقيل أي ملجأ ، والمعروف وعل ، وقد تقدم ، وزعم يعقوب أن غينه بدل من عين وعل ، وزعم الأصمعي أن الواغل الذي هو الداخل على القوم في شرابهم ولم يدع إنما اشتق من هذا أي ليس له مكان يلجأ إليه ; قال ابن سيده : فإن كان هذا فخليق أن لا يكون بدلا ; لأن المبدل لا يبلغ من القوة أن يصرف هذا التصريف . والوغل : الشجر الملتف ; أنشد أبو حنيفة :


فلما رأى أن ليس دون سوادها     ضراء ولا وغل من الحرجات

واستوغل الرجل : غسل مغابنه وبواطن أعضائه ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية