وفر
وفر : الوفر من المال والمتاع : الكثير الواسع ، وقيل : هو العام من كل شيء ، والجمع وفور ; وقد وفر المال والنبات والشيء بنفسه وفرا ووفورا وفرة . وفي حديث
علي - رضي الله عنه - : ولا ادخرت من غنائمها وفرا ; الوفر : المال الكثير ، وفي التهذيب : المال الكثير الوافر الذي لم ينقص منه شيء ، وهو موفور وقد وفرناه فرة ، قال :
[ ص: 250 ] والمستعمل في التعدي وفرناه توفيرا . وفي الحديث :
الحمد لله الذي لا يفره المنع أي لا يكثره من الوافر الكثير . يقال : وفره يفره كوعده يعده . وأرض وفراء : في نباتها فرة . وهذه أرض في نباتها وفر ووفرة وفرة أيضا أي وفور لم ترع . والوفراء : الأرض التي لم ينقص من نبتها ; قال
الأعشى :
عرندسة لا ينقص السير غرضها كأحقب بالوفراء جأب مكدم
العرندسة : الشديدة من النوق . والغرض للرحل : بمنزلة الحزام للسرج ; يريد أنها لا تضمر في سيرها وكلالها فيقلق غرضها . ويقال : إنها لعظم جوفها تستوفي الغرض . والأحقب : الحمار الذي بموضع الحقب منه بياض ، وإنما تشبه الناقة بالعير لصلابته ولهذا ، يقال فيها عيرانة . والجأب : الغليظ . ومكدم : معضض أي كدمته الحمير ، وهو يطردها عن عانته . ووفر عليه حقه توفيرا واستوفره أي استوفاه وتوفر عليه أي رعى حرماته . ويقال : هم متوافرون أي هم كثير . ووفر الشيء وفرا وفرة ووفره : كثره وكذلك وفره ماله وفرا وفرة . ووفره : جعله وافرا . ووفره عرضه ووفره له : لم يشتمه كأنه أبقاه له كثيرا طيبا لم ينقصه بشتم ; قال :
ألكني وفر لابن الغريرة عرضه إلى خالد من آل سلمى بن جندل
ووفر عرضه ووفر وفورا : كرم ولم يبتذل ، قال : وهو من الأول ، وفي التنزيل :
جزاء موفورا ; هو من وفرته أفره وفرا وفرة ، وهذا متعد ، واللازم قولك وفر المال يفر وفورا وهو وافر ، وسقاء أوفر ، وهو الذي لم ينقص ، من أديمه شيء ; والموفور : الشيء التام ; ووفرت الشيء ، وفرا . وقولهم : توفر وتحمد من قولك وفرته عرضه وماله . قال
الفراء : إذا عرض عليك الشيء تقول توفر وتحمد ، ولا تقل توثر ; يضرب هذا المثل للرجل تعطيه الشيء فيرده عليك من غير تسخط ; وقول الراجز :
كأنها من بدن وإيفار دبت عليها ذربات الأنبار
إنما هو من الوفور والتمام . يقول : كأنها مما أوفرها الراعي دبت عليها الأنبار ، ويروى : واستيفار ، والمعنى واحد ، ويروى : وإيغار من أوغر العامل الخراج أي استوفاه ، ويروى بالقاف من أوقره ، أي أثقله . ووفر الشيء : أكمله . ووفر الثوب : قطعه وافرا ، وكذلك السقاء إذا لم يقطع من أديمه فضل . ومزادة وفراء : وافرة الجلد تامة لم ينقص من أديمها شيء ، وسقاء أوفر ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
وفراء غرفية أثأى خوارزها مشلشل ضيعته بينها الكتب
والوفراء أيضا : الملأى الموفرة الملء . وتوفر فلان على فلان ببره ، ووفر الله حظه من كذا أي أسبغه . والموفور في العروض : كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : هذا قول
أبي إسحاق ، قال : وقال مرة الموفور ما جاز أن يخرم فلم يخرم ، وهو فعولن ومفاعيلن ومفاعلتن ، وإن كان فيها زحاف غير الخرم لم تخل من أن تكون موفورة ، قال : وإنما سميت موفورة ; لأن أوتادها توفرت . وأذن وفراء : ضخمة الشحمة عظيمة ; وقول الشاعر :
وابعث يسارا إلى وفر مدمعة واجدح إليها . . . . . . . . .
معناه أنه لم يعطوا منها الديات فهي موفورة يقول له : أنت راع ، ووفره عطاءه إذا رده عليه وهو راض أو مستقل له . والوفرة : الشعر المجتمع على الرأس ، وقيل : ما سال على الأذنين من الشعر ، والجمع وفار ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16840كثير عزة :
كأن وفار القوم تحت رحالها إذا حسرت عنها العمائم عنصل
وقيل : الوفرة أعظم من الجمة ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وهذا غلط إنما هي وفرة ثم جمة ثم لمة . والوفرة : ما جاوز شحمة الأذنين ، واللمة : ما ألم بالمنكبين . التهذيب : والوفرة الجمة من الشعر إذا بلغت الأذنين ، وقد وفرها صاحبها ، وفلان موفر الشعر ; وقيل : الوفرة الشعرة إلى شحمة الأذن ثم الجمة ثم اللمة . وفي
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376373حديث أبي رمثة . انطلقت مع أبي نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو ذو وفرة فيها ردع من حناء ، الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن . والوافرة : ألية الكبش إذا عظمت ، وقيل : هي كل شحمة مستطيلة ; وقوله أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
وعلمنا الصبر آباؤنا وخط لنا الرمي في الوافره
الوافرة : الدنيا ، وقيل : الحياة . والوافر : ضرب من العروض ، وهو مفاعلتن مفاعلتن فعولن ، مرتين ، أو مفاعلتن مفاعلتن ، مرتين ، سمي هذا الشطر وافرا ; لأن أجزاءه موفرة له وفور أجزاء الكامل ، غير أنه حذف من حروفه فلم يكمل .