صفحة جزء
ويح

ويح : ويح : كلمة تقال رحمة ، وكذلك ويحما ; قال حميد بن ثور :


ألا هيما مما لقيت وهيما [ ص: 295 ] وويح لمن لم يدر ما هن ويحما



الليث : ويح يقال إنه رحمة لمن تنزل به بلية ، وربما جعل مع ما كلمة واحدة ، وقيل ويحما . وويح : كلمة ترحم وتوجع ، وقد يقال بمعنى المدح والعجب ، وهي منصوبة على المصدر ، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف ; يقال : ويح زيد وويحا له ، وويح له ! الجوهري : ويح كلمة رحمة ، وويل كلمة عذاب ; وقيل : هما بمعنى واحد ، وهما مرفوعتان بالابتداء ; يقال : ويح لزيد وويل لزيد ، ولك أن تقول : ويحا لزيد وويلا لزيد ، فتنصبهما بإضمار فعل ، وكأنك قلت ألزمه الله ويحا وويلا ونحو ذلك ; ولك أن تقول ويحك وويح زيد ، وويلك وويل زيد; بالإضافة فتنصبهما أيضا بإضمار فعل ; وأما قوله : فتعسا لهم ، بعدا لثمود ; وما أشبه ذلك فهو منصوب أبدا ، لأنه لا تصح إضافته بغير لام ، لأنك لو قلت فتعسهم أو بعدهم لم يصلح فلذلك افترقا . الأصمعي : الويل قبوح ، والويح ترحم ، وويس تصغيرها أي هي دونها . أبو زيد : الويل هلكة ، والويح قبوح ، والويس ترحم . سيبويه : الويل يقال لمن وقع في الهلكة ، والويح زجر لمن أشرف على الهلكة ، ولم يذكر في الويس شيئا . ابن الفرج : الويح والويل والويس واحد . ابن سيده : ويحه كويله ، وقيل : ويح تقبيح . قال ابن جني : امتنعوا من استعمال فعل الويح ; لأن القياس نفاه ومنع منه ، وذلك لأنه لو صرف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوعد ، وعينه كباع ، فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع إعلالين ، قال : ولا أدري أأدخل الألف واللام على الويح سماعا أم تبسطا وإدلالا ؟ الخليل : ويس كلمة في موضع رأفة واستملاح ، كقولك للصبي : ويحه ما أملحه ! وويسه ما أملحه ! نصر النحوي قال : سمعت بعض من يتنطع بقول الويح رحمة ; قال : وليس بينه وبين الويل فرقان إلا أنه كأنه ألين قليلا ، قال : ومن قال هو رحمة ! يعني أن تكون العرب تقول لمن ترحمه : ويحه ، رثاية له . وجاء عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعمار : ويحك يا ابن سمية بؤسا لك ! تقتلك الفئة الباغية . الأزهري : وقد قال أكثر أهل اللغة إن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هلكة وعذاب ، والفرق بين ويح وويل أن ويلا تقال لمن وقع في هلكة أو بلية لا يترحم عليه ، وويحا تقال لكل من وقع في بلية يرحم ويدعى له بالتخلص منها ، ألا ترى أن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم : ويل لكل همزة ! ( ويل للذين لا يؤتون الزكاة ) ! ويل للمطففين ! وما أشبهها ؟ ما جاء ويل إلا لأهل الجرائم ، وأما ويح فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالها لعمار الفاضل كأنه أعلم ما يبتلى به من القتل ، فتوجع له وترحم عليه ! قال : وأصل ويح وويس وويل كلمة كله عندي ( وي ) وصلت بحاء مرة وبسين مرة وبلام مرة . قال سيبويه : سألت الخليل عنها فزعم أن كل من ندم فأظهر ندامته قال وي ، ومعناها التنديم والتنبيه . ابن كيسان : إذا قالوا له : ويل له ، وويح له ، وويس له ، فالكلام فيهن الرفع على الابتداء واللام في موضع الخبر ، فإن حذفت اللام لم يكن إلا النصب كقوله ويحه وويسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية